بعد سنوات من الإهمال الذي طال المنارة وصهريجها المائي والبساتين المحيطة بها، عمدت لجنة مختلطة إلى محاولة إعادة الاعتبار لهذه المعلمة المميزة بمدينة مراكش ولكل زوارها من داخل المغرب وخارجه، تبتدئ بتفريغ الصهريج من مائه وتنظيفه، كخطوة أولى ضمن مخطط إصلاح المعلمة التاريخية. وقال رئيس مقاطعة المنارة، محمد توفلا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن الوضعية المزرية التي باتت تعيش على وقعها المنارة دفعت مسؤولي المدينة إلى خلق لجنة مختلطة، تتشكل من الولاية والمجلس الجماعي ووزارة الثقافة ووزارة السياحة والأملاك المخزنية ومختلف الفاعلين، مهمتها العمل على إعادة الاعتبار لهذا المكان، بدءً من الصهريج وتنظيفه من الأتربة والأوحال التي ترسبت في قعره. وأوضح المتحدث أن المخطط يضم تنظيف المكان ككل، وهيكلة الأكشاك المتهالكة بقربه، وتنظيم عمل رجال الأمن، وترميم البناية، وتنظيف حدائقها من الأزبال المتراكمة، حتى يعود للمكان جماله ورونقه الطبيعي، في أفق ضخ مياه جديدة نظيفة داخل الصهريج، وإعادة الأسماك التي كانت تعيش به، والتي سبق جمعها بطريقة علمية للحيلولة دون نفوقها، حفاظا على الوسط الإيكولوجي. وعن ارتباط احتضان مدينة مراكش ل"كوب 22" واختيار المنارة أيقونة للمؤتمر العالمي للمناخ بالخطوة الحالية، أبرز توفلا للجريدة أن الموعد العالمي حافز قوي ودافع من بين الدوافع لاتخاذ قرار الإصلاح، مؤكدا أن الوضعية البيئية المزرية التي أضحى عليها المكان تتطلب تدخلا عاجلا وعلى مختلف الأصعدة، مشيرا إلى أن اللجنة، تحت إشراف والي مراكش، اتفقت على ضرورة الاهتمام أكثر بالمآثر التاريخية والعمل على الحفاظ على الجانب البيئي والجمالي لها. يذكر أن المنارة تأسست سنة 1157 في عهد الموحدين، وكانت مخصصة لتدريب الجنود على أبجديات السباحة، فيما تم تأثيث المقصورة التابعة لها في عهد السلطان العلوي محمد الرابع سنة 1870، ويبلغ طول صهريج المنارة 200 متر وعرضه 160 مترا، أما العمق فيصل إلى حوالي مترين ونصف المتر. ويبلغ عدد أشجار الزيتون بحديقة المنارة حوالي 1006 شجرة تسقى بمياه الصهريج التي جلبت له قديما من ضواحي منطقة "أوريكا" باستعمال تقنية المجاري الجوفية المسماة "الخَطَّارات"، ليتغذى الصهريج حاليا بالمياه القادمة من سد مولاي إدريس بإقليم أزيلال عبر "ساكَية زَرابَة" البالغ طولها 117 كيلومترا.