في مشهد غريب و غير متوقع، تفاجأ سكان وزوار المدينة الحمراء بعملية إفراغ صهريج المنارة من المياه قصد تنظيفها من الأوحال والأوساخ . العديد من المتتبعين تساءلوا عن مغزى العملية، خصوصا و أن مجموعة من الأصوات بدأت تتعالى لإعادة الروح لهذا الفضاء البيئي الذي ينير مراكش السياحية.فإضافة الى الفوضى التي تعرفها جنبات حدائق المنارة من خلال اصطفاف حراس عشوائيين للسيارات و الدراجات معرقلين حركية المرور، تنضاف عشوائية أخرى في أكشاك غبر مهيكلة و غير مجهزة بآليات استقطاب للزوار. إشكالية تتطلب رؤية حديثة للاعتناء أكثر بالفضاءات المصاحبة لحدائق المنارة و ليس فقط بصهريجها. احتضان المدينة لقمة المناخ كوب 22 ، دفع بالعديد من المهتمين الى التساؤل عن مآل مجموعة كبيرة من الأسماك التي ألفها زوار المنارة و عن وضعيتها بعد الإفراغ وعن تكييفها بوسط بيئي مناسب أو ضياعها، ما سيشكل كارثة حقيقية. وينبه المتتبعون إلى أن معظم الفضاءات الخضراء بالمدينة، أضحت قبلة للمتسكعين ووالمنحرفين، خصوصا وأنها مفتقرة لأدنى شروط الراحة أو الإنارة ما جعلها قبلة لمروجي المخدرات وفضاء للانزواء بعيدا عن أعين الأمن على اعتبار أنها غير مسيجة. يذكر أن تأسيس صهريج المنارة تم في عهد عبد المومن بن علي الكومي الموحدي، واتُخذ مكانا لتدريب الجنود تقنيات السباحة، والمقصورة التي تؤثث المكان بنيت في عهد السلطان العلوي محمد الرابع سنة 1870 لأجل الاستجمام، ويبلغ طول صهريج المنارة 200م وعرضه 160م، أما العمق فيصل الى نحو مترين ونصف.