قال عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، إنه "قبل ظهور التنظيم الإرهابي (داعش) كان القادة السلفيون هم من يقومون بعمليات تجنيد المتعاطفين مع المجموعات العدائية"، مضيفا أن "التطرف شهد تطورا ملحوظا وبشكل كارثي، لاسيما عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة، كالإنترنيت باعتبارها وسيلة تساهم في تبني الفكر العدائي دون الحاجات إلى عقد لقاءات مباشرة بين أعضاء الخلية". وأضاف الخيام، الذي يتواجد حاليا باسبانيا لحضور المنتدى المغربي الإسباني الأول حول موضوع الأمن والإرهاب، والمنظم بالعاصمة مدريد بمبادرة من مؤسسة الثقافة العربية، أنه "يكفي فقط الولوج إلى شبكة الإنترنيت للاطلاع على محتويات عنيفة وراديكالية، خاصة أن التنظيم الإرهابي (داعش) يقوم بالبروباغندا عبر شبكات التواصل الاجتماعي، الشيء الذي مكنه من تجنيد معظم الجهاديين بالمنطقة". وتابع المسؤول الأمني، ضمن مقابلة خص بها جريدة "إلباييس" الإسبانية، أن "الجهاد هو إيديولوجية تقوم على الفكر التاريخي الأصولي، وتم استغلاله كأداة"، مردفا أن "الشباب الذين يتبنون الفكر المتطرف عبر الإنترنيت يكونون جاهزين لتنفيذ الأعمال العدائية أو القيام بالجهاد بمناطق الصراع، كما أنهم لا يكونون ملزمين بالسفر إلى سوريا والعراق، مثلا، لتلقي تدريبات شبه عسكرية والعودة إلى البلد الأصل لاستهدافه". واستطرد الخيام، ضمن حديثه ل"El País" أن "مفهوم الجهاد عرف تغييرات على المستوى التكتيكي والاستراتيجي والتنظيمي، حيث إن مخططات زعيم تنظيم (داعش) ترتكز أساسا على فكرة القيام بالجهاد أينما تواجد أفراده، وتبقى مسألة فرض قوانين تجرم التخطيط للقيام بعمليات جهادية أمرا ضروريا، وكذا القيام بإجراءات وقائية واستباقية لتجنب أي خطر مستقبلي، وذلك عبر تبادل المعلومات بين البلدان". وشدد المتحدث ذاته على ضرورة "مراقبة مراكز التعبد ومحاربة الفقر وتجنب إحساس الأفراد بغياب الأمن"، موضحا أن قانون مكافحة الإرهاب مكن المركز الذي يشرف عليه من تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية؛ حيث إن "القانون المغربي يجرم النية في تبني أو الرغبة في الالتحاق بالتنظيمات العدائية بمناطق الصراع، وهو ما يسهل عملية اعتقالهم والتحقيق معهم، قبل أن يتم تقديمهم للعدالة في ما بعد". ويرى المسؤول الاستخباراتي أن "جميع الدول ملزمة بسن قوانين تجرم الإرهاب؛ حيث إن الشباب الذين أقدموا على تفجير العاصمة الفرنسية باريس كانوا بدولة سوريا ولما عادوا إلى عاصمة الأنوار لم يتم التحقيق معهم. الشيء نفسه ينطبق على بلجيكا لكون من نفذوا العلميات الإرهابية حاربوا بصفوف (داعش) بكل من سوريا والعراق، لكن سلطات بروكسيل لم تقم بأي تحقيقات قضائية فور رجوعهم إلى ترابها". وفي هذا الصدد، هنأ الخيام السلطات الإسبانية نظير "الحملة التي تقوم بها، والتي مكنت من تفكيك العديد من الخلايا المخصصة في تجنيد المتعاطفين بغية القيام بالجهاد، وذلك بفضل التنسيق الأمني الجيد بين الرباطومدريد الذي سمح بإيقاف أعضاء مجموعات تنشط بكل من المغرب والمملكة الأيبيرية، عن طريق تبادل المعلومات بين الطرفين"، وزاد:" الآن نقوم بتحديث قاعدة البيانات الخاصة بالمتطرفين".