بدأت تتأكد المخاوف من المخاطر التي تنطوي عليها عودة مواطنين روس حاربوا في صفوف "داعش" إلى وطنهم، خاصة بعد بدء التحقيق مع 3 فتيات من عناصر "داعش" في قضايا الترويج للإرهاب. وأعلن في موسكو، أمس الأربعاء 28 أكتوبر، عن اعتقال طالبة سبق لها أن حاولت الانضمام إلى إرهابيي "داعش" في سوريا، للاشتباه بانخراطها في تجنيد متعاطفين جدد مع تنظيم "داعش".
وكانت قصة الطالبة فارفارا كاراولوفا قد أثارت ضجة كبيرة في روسيا ولفتت الانتباه إلى قضية الترويج للأفكار المتطرفة، وذلك بعد اختفائها في مايو الماضي وعملية بحث واسعة النطاق عنها تعاونت فيها الاستخبارات الروسية والتركية، وأدت في نهاية المطاف إلى توقيف الفتاة قبل دخولها الأراضي السورية، ومن ثم جرى ترحيلها إلى موسكو.
وفي يوم الأربعاء 28 أكتوبر أعلن في مقاطعة موسكو عن تفكيك خلية تابعة لجماعة "التكفير والهجرة" المتطرفة، كانت في صفوفها فتاتان سبق لهما أن انضمتا إلى دولة "داعش" في سوريا.
وأوضحت ايلينا ألكسييفنا الناطقة باسم وزارة الداخلية الروسية أن تفكيك الخلية جاء في سياق التحقيقات في جرائم جنائية ارتكبت في مدينة شيولكوفو بضواحي موسكو، إذ تم صباح الأربعاء اعتقال مواطنين طاجيكستانيين بتهمة تنفيذ عدة عمليات سلب ونهب.
وفي الشقتين اللتين أقامت فيهما عناصر الخلية المشتبه بهم، وجد رجال الأمن فتاتين سبق لهما أن زارتا الأراضي الخاضعة لسيطرة "داعش" في سوريا وعاشتا فيها.
ولدى تفتيش الشقتين، عثر رجال الأمن على مواد تؤكد أن جميع أعضاء الخلية انخرطوا في أنشطة ترويجية مكثفة لنشر الأفكار المتطرفة بين السكان المحليين وحاولوا تجنيد متعاطفين جدد وتحريضهم على الانضمام إلى "الجهاد" في صفوف تنظيمات إرهابية.
شهادات كاراولوفا تساعد في الكشف عن شبكة تجنيد كبيرة
وكانت مصادر أمنية قد ذكرت أن شهادات الطالبة فارفارا كاراولوفا ساعدت المحققين الروس في تفكيك شبكة تجنيد كبيرة كانت تجذب متعاطفين جدد مع أفكار "داعش" المتطرفة، ولا سيما فتيات، وتحرضهم على الذهاب إلى سوريا.
من جانب آخر، أعلنت محكمة في منطقة ليفورتوفو بموسكو عن اعتقال كاراولوفا التي سبق لها أن غيرت اسمها إلى "ألكسندرا إيفانوفا"، حتى 23 ديسمبر للاشتباه بارتكابها جرائم واردة في إحدى مواد القانون الجنائي الروسي المتعلقة ب"محاولة الانضمام إلى منظمة إرهابية".
وكانت كاراولوفا البالغة من العمر 19 عاما قد اختفت يوم 27 مايو بعد أن غادرت بيتها متوجهة إلى جامعة موسكو الحكومية، حيث تدرس في كلية الفلسفة. لكنها لم تظهر في الجامعة، بل كشف والدها أنها ركبت طائرة إلى إسطنبول. وقبل اختفائها اعتنقت كاراولوفا الإسلام دون أن تبلغ عائلتها بخطوتها هذه، وهي كانت تغادر المنزل في ملابسها العادية، ومن ثم ترتدي الحجاب في الجامعة.
وفي 4 يونيو الماضي تم توقيف كاراولوفا رفقة 12 مواطنا روسيا لدى محاولتهم عبور الحدود التركية إلى سوريا.
وبعد ترحيلها من تركيا وعودتها إلى روسيا، أقرت الفتاة بأنها أخطأت ووعدت بتصحيح تصرفاتها. ولم تفتح ضدها أية قضية جنائية نظرا لعدم وجود أية أدلة ضدها. لكن المخابرات الروسية راقبت جميع خطواتها، وكشفت أنها استأنفت اتصالاتها بإرهابيين موجودين في سوريا.
وبعد تفتيش منزل كاراولوفا، تم العثور على أدلة سمحت بفتح قضية جنائية ضدها للاشتباه بانخراطها في الترويج للأفكار المتطرفة.
ويأتي اعتقال كاراولوفا بعد يوم من إلقاء القبض على أعضاء خلية التجنيد المذكورة أعلاه التي سبق للفتاة أن وقعت في فخها.
وذكرت مصادر أمنية أن كاراولوفا تعرفت على أحد أعضاء الشبكة عبر الإنترنت، وهو الذي تمكن من كسبها ومن ثم أقنعها باعتناق الإسلام وساعدها في التوجه إلى سوريا.