تطرقت الصحف العربية ، الصادرة اليوم الجمعة، إلى جملة من المواضيع من أبرزها تطورات الأزمة في اليمن والأزمة السورية والعلاقات القطرية الروسية والانتخابات في لبنان. ففي مصر كتبت جريدة (الأهرام) في مقال لها بعنوان " آفاق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي" أنه أخيرا عاد الحديث حول مستقبل العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية وأصبح على جدول أعمال ملوك ورؤساء المنطقة العربية والأوروبية، وأثير خلال سباق الترشح لرئاسة الجمهورية الأمريكية ومن قبل المفكرين العالميين. وأضافت أن هناك حسب رأي المراقبين أجواء إيجابية قد تساعد على تقريب وجهات النظر الإسرائيلية والفلسطينية، حيث ترى فرنسا أنه لابد من التوصل إلى إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وأن هناك حديثا حول احتمالات إدانة مجلس الأمن لسياسة الاستيطان الإسرائيلية لأن الرأى العام العالمي قد ضاق بالجرائم التي ترتكب كل يوم ضد الفلسطينيين، إلى جانب الجهود التي تبذل من قبل مصر لدعم وتفعيل المبادرة الفرنسية من خلال عضويتها فى مجلس الأمن ورئاستها للجنة الوزارية العربية المعنية بدعم القضية الفلسطينية. وفي موضوع آخر، كتبت جريدة (الأخبار) في مقال تحت عنوان " مصر والدور الدولي والإفريقي" أن رئاسة مصر لمجلس الأمن الدولي لهذا الشهر وعودتها إلى البرلمان الإفريقي يعكس نجاح الدبلوماسية المصرية والرئيس السيسي في تعزيز دور مصر الاقليمي والدولي لخدمة القضايا العربية والدولية من خلال الأممالمتحدة، وأيضا من خلال عضويتها في البرلمان الإفريقي، بالإضافة للبرلمانين العربي والدولي. وقالت إن تواجد مصر في هذه المنظمات الدولية يسمح لها بأداء دورها الريادي والدبلوماسي والبرلماني في هذه المنظمات لخدمة القضايا العربية، وأيضا القضايا الدولية الملحة، وإحلال السلام بين دول العالم . وفي قطر ،اعتبرت صحيفة (الراية) أن زيارة وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية، الى روسيا والمباحثات التي أجراها مع سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، تكتسب أهميتها من الدور الذي تلعبه كل من قطروروسيا في هذه القضايا التي متت مناقشتها، خاصة الوضع في سوريا ، مبرزة في هذا السياق أن روسيا مدعوة للعمل على الدفع نحو حل الأزمة السورية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في سوريا من خلال العملية السياسية . وشددت الصحيفة في افتتاحيتها على أن المطلوب من روسيا "أن تسهم بشكل إيجابي وبناء في وقف الأعمال العدائية التي ينفذها النظام السوري ضد الشعب السوري، وأن تعمل لإعادة تهيئة الأجواء للحل السياسي"، مضيفة أن موسكو عليها أن تدرك أن الشعب السوري "يعاني منذ سنوات بسبب دعمها للنظام و من هنا فإن المطلوب أن تتضافر الجهود الروسية مع الجهود الدولية لوضع حد للجرائم التي يرتكبها النظام ضد المدنيين والتي ترتقي لمستوى جرائم حرب ". في السياق ذاته ، قالت صحيفة (الشرق) إن زيارة وزير الخارجية القطري إلى روسيا حاليا ولقاءه وزير الخارجية سيرغي لافروف ، والرئيس فلاديمير بوتين ، "تعكس رغبة الدوحة الملحة في ضرورة العمل على إيقاف دائرة العنف المتصاعدة في سوريا بصورة عاجلة، وحماية أبناء الشعب السوري، خاصة في مدينة حلب التي تتعرض للإبادة من قبل قوات الأسد. " وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها الى أن هذا التحرك الدبلوماسي يأتي استثمارا للهدنة في حلب، وإدراكا من الدوحة لأهمية إشراك كافة الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية، والعمل السريع على إنقاذ ما تبقى من سوريا، ومحاسبة مرتكبي "الجرائم بحق الأبرياء والمدنيين من أبناء الشعب السوري"، وفق القوانين والأعراف الدولية. وفي البحرين، قالت صحيفة (البلاد) إن ثمة إدانات وشجب واستنكار وسط صمت دولي يسترخص دماء أبرياء في حلب، مبرزة أن الجهود الدبلوماسية الهزيلة تقف عاجزة أمام إحصاءات مذعرة ترصد قتيلا سوريا كل 25 دقيقة وجريحا كل 13 دقيقة. وأشارت الصحيفة إلى أنه وسط استهداف متعمد من قبل النظام السوري للمستشفيات والأحياء المدنية، ووسط حظر دولي وقطع الإمدادات والمساعدات الإغاثية، يستمر القصف أياما ومئات القتلى يتساقطون على أيادي بشار الأسد وميليشياته والقوات الروسية، مبرزة حدوث "مجازر وضحايا لتصفية الشعب السوري، ولا نزال في مرحلة المباحثات ومهازل المفاوضات غير الجادة (..)"، ومؤكدة أن ما تؤول إليه مساعي المجتمع الدولي لا يوازي مطلقا حجم الدمار الحاصل. وعن الملف اليمني، أبرزت صحيفة (أخبار الخليج) ما نشر حول خريطة طريق أممية لحل الأزمة اليمنية تستلهم أفكارها من القرار الأممي 2216 الذي ينص على انسحاب المتمردين من المناطق التي استولوا عليها ومن المدن ومؤسسات الدولة، ثم تسليم الأسلحة إلى الدولة والإفراج عن المعتقلين. وكتبت الصحيفة أن الخطط لاستعادة الدولة وبناء مؤسساتها موجودة، لكن الحوثيين مازالوا يعرقلون وينتهزون الفرص، حيث قاموا بالاستيلاء على (لواء العمالقة) في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، كما رفضوا مقترحا بتشكيل لجنة بخصوص المعتقلين في إطار إجراءات بناء الثقة التي اقترحتها الأممالمتحدة، مؤكدة أن تصرفات الحوثيين "هي هي، فحين يشتد عليهم الخناق يوافقون على المفاوضات والشروط، وما إن يخف عليهم الضغط ويستطيعوا تحقيق بعض المكاسب حتى يعودوا إلى المراوغة وإلى عدم تلبية الطلبات والالتزام بالشروط المطلوبة منهم". وبالأردن، أشارت صحيفة (الرأي) إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدأ بتنفيذ انسحاب تدريجي من الشرق الأوسط بعد أن اتضح له فشل أمريكا في حل معضلات المنطقة، وفي مقدمتها حل الدولتين للقضية الفلسطينية، وحل سياسي للحرب الأهلية في سوريا، والفوضى العارمة في العراق، فضلا عن الأحداث الدامية والدمار في ليبيا واليمن (...). وأضافت في مقال لها أن الانسحاب الأمريكي التدريجي من المنطقة يعود أساسا إلى اليأس من نجاح نفوذ الولاياتالمتحدة في حلحلة قضايا المنطقة المعقدة، وكون مصالحها الحيوية في المنطقة غير مهددة، مما يجعل الانسحاب اعترافا بالأمر الواقع وتخفيضا للكلفة. وتحت عنوان "تعويم النصرة"، كتبت صحيفة (الدستور) أن الجهود السياسية والدبلوماسية الرامية إلى إدخال مدينة حلب السورية في اتفاقات التهدئة، كشفت عن محاولات وضغوط تبذلها أطراف سورية وإقليمية لإدماج جبهة النصرة في هذه الاتفاقات، وشمول مناطق سيطرتها ونفوذها باتفاق "وقف الأعمال العدائية". واعتبر كاتب المقال أن ثمة ما يشير إلى أن واشنطن، التي تدرج "النصرة" على لائحة المنظمات الإرهابية السوداء، رضخت لهذه الضغوط، وأنها، وفقا لسيرغي لافروف، حاولت إقناع موسكو بذلك، ولكن من دون جدوى، كما أوضح الوزير الروسي. وأشار إلى أن "تعويم" النصرة، كان على الدوام هدفا رئيسا لكل خصوم النظام في الداخل والإقليم"، مبرزا في هذا الصدد ردود الأفعال العنيفة التي صدرت عن "الائتلاف السوري المعارض" خاصة حين أدرجت واشنطن التنظيم على لائحة الإرهاب. وبلبنان، واصلت الصحف اهتمامها بالاستعدادات للانتخابات البلدية المقررة بعد غد الأحد، إذ أشارت (الجمهورية) الى أن "حماوة" التحضيرات ارتفعت وبدأت صورة "التحالفات" تتضح، بعد اكتمال عقد اللوائح. وأبرزت أن الاستنفار الحكومي والإداري واللوجستي والأمني "بلغ ذروته"، مشيرة الى أن رئيس الحكومة تمام سلام دعا سكان العاصمة بيروت التي ستنطلق منها الانتخابات الى جعل الثامن من ماي الجاري "يوم عرس وطني" تظهر فيه المدينة حيويتها، وتجدد مجلسها...". أما (السفير) فعلقت بالقول إنه ورغم "انهماك" معظم اللبنانيين باستحقاق الانتخابات البلدية، فقد تشكل جلسة لجنة الاعلام والاتصالات النيابية، أمس، المخصصة لملف الانترنيت غير الشرعي، بما تضمنته من وقائع "ورد معظمها في تقرير مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، إدانة للنظام السياسي اللبناني، ولكل منظومات الفساد والزبائنية التي لا تقيم وزنا لأمن البلد ومصالحه العليا". وفي هذا السياق كشفت الصحيفة عن النقطة الأخطر التي تضمنها تقرير مخابرات الجيش المؤلف من 15 صفحة (فولسكاب) بعنوان "ملف الانترنت غير الشرعي"، المتعلقة باكتشاف معدات إسرائيلية مستوردة مباشرة من شركة "سيراغون" الاسرائيلية التي بدت بصماتها واضحة في ملف التجسس الاسرائيلي في عام 2009. وشددت الصحيفة على أن هذا الأمر يعيد طرح سؤال انكشاف البلد أمنيا أمام شركة، معظم من يتولى ادارتها هم ضباط إسرائيليون متقاعدون أمضى معظمهم خدمته العسكرية ضمن وحدات للتجسس التقني في قلب المؤسسة العسكرية الاسرائيلية. وبالإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن توجه الإمارات نحو إصدار قانون القراءة، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للقراءة حتى العام 2026، واعتماد ميزانية مالية كبيرة لهذا الهدف، لا يروم فقط " مجرد نشر للوعي والثقافة فحسب، بل هو عملية استثمارية كبيرة في العقول وفي بناء الإنسان الذي هو الدعامة الأساسية التي قامت عليها دولة الإمارات الفتية". وأكدت الافتتاحية أن الإنسان كان وسيظل الهدف الرئيس لكل المبادرات ومشاريع التنمية والتطور في الإمارات، مضيفة أن الاستثمار في العقول ليس أمرا سهلا، بل هو عملية مركبة تحتاج إلى تفاعل من الأطراف كافة، المستثمر والمستثمر فيه والمستثمر له، أي القيادة والمواطن والمجتمع. ومن جهتها، أبرزت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن الاحتفال بيوم توحيد القوات المسلحة الإماراتية في السادس من ماي من كل عام هو الاحتفال بوطن، وتاريخ وطن، حين يشتمل التاريخ على المستقبل أيضا. وأكدت الصحيفة أن الاحتفال بهذه الذكرى يتزامن مع "هذه اللحظة العربية التاريخية المضيئة التي أسهم جيش الإمارات الباسل في حضورها وتوهجها إلى هذا الحد". واستعرضت في هذا السياق جانبا من مشاركات الجيش الإماراتي، على مدى السنوات الماضية، في عدة مناطق مثل لبنان والكويت والبحرين وصولا إلى حرب تحرير اليمن وإعادة شرعيته واستقراره. أما صحيفة (الوطن)، فتطرقت في افتتاحيتها، إلى الوضع في مدينة حلب السورية ، مشيرة إلى أنه لا يمكن للهدنة التي يتم الحديث عنها في حلب بعد قرابة الأسبوعين من القصف الوحشي غير المسبوق والغارات على الأحياء المدنية والتي نفذتها قوات النظام ومليشياته الداعمة، أن ترى النور على غرار أي منطقة في سوريا، طالما بقيت الأزمة برمتها دون حل وبقيت مساعي إنجاز الحل السياسي ودفعه ليرى النور عاجزة عن بلوغ هدفها. وشددت على أن الحل السياسي السوري لا يمكن أن يتم فقط بحلول إسعافية والتفاهم بين اللاعبين الكبار على تهدئة هشة دون معالجة أساس الأحداث في مناطق معينة، مؤكدة على أن المجتمع الدولي معني بتحقيق طموحات الشعب السوري وأهدافه المشروعة وتحقيق تطلعاته.