اليهود المغاربة (יהודי מרוקו ) مكون وطني أساسي قديم من التنوع الديني والثقافي الذي يحفل به تاريخ المغرب ؛ عبر عصور خلت ؛ وجود أعراق يهودية تجاورت ، وتعايشت إلى جانب أعراق أخرى مسيحية وإسلامية بثقافات ذات روافد أمازيغية وعربية وحسانية ، وأندلسية . وتاريخ اليهود المغاربة ؛ وفي عصرنا الحاضر ؛ يعود إلى أكثر من 2500 سنة مضت . فقد كانت هناك شمال غرب إفريقيا مستعمرات يهودية دامت حقبة طويلة قبل أن تنضوي تحت سلطة الإمبراطورية الرومانية لاحقا . وتشير آخر التقارير الرسمية إلى أن إسرائيل ؛ وحدها فقط ؛ تحتضن أكبر جالية يهودية من أصول مغربية ، وهكذا يتم توزيعهم بالأرقام التالية : إسرائيل 1000,000 ؛ فرنسا 150,000 ؛ إسبانيا 11,600 ؛ كندا 27,000 ؛ عدا الولاياتالمتحدةالأمريكية ، وأمريكا الجنوبية ؛ خاصة فنزويلا والبرازيل والأرجنتين ... دور وأحياء المغاربة اليهود في المغرب في كل المدن المغربية العتيقة توجد أحياء قطنها ؛ منذ التاريخ القديم ؛ يهود مغاربة ، تدعى بالملاح .. وهي مجاورة ؛ في مواقعها ؛ وحسب أكثر الحالات لقصور سلاطين وملوك المغرب ، ما زالت قبلة للزوار يقصدها من مختلف بقاع العالم لإحياء الصلة الروحية ، والتاريخية الممتدة عبر الزمان . وكثير منهم يجهش بالبكاء والنواح وهم يستعرضون الحارات والدروب التي عانقوها وهم ما زالوا بعد أطفالا ، أو يترحمون على قبور ذويهم وأقاربهم . كما تشمل زياراتهم إقامة قداسات في كثير من معابدهم عبر ربوع المملكة . مراكز اليهود المغاربة في العالم يحتل اليهود المغاربة ؛ ضمن الجاليات اليهودية المغربية المنتشرة في أنحاء العالم ؛ مراكز سياسية واقتصادية هامة ؛ لعبت وما زالت أدوارا رئيسة في العديد من القرارات السياسية ، سواء داخل الدول المحتضنة ، أو على الصعيد الدولي . ومن ضمن ما يتمسكون به احتفاؤهم بالمناسبات الوطنية ، وتفاعلهم مع كل المبادرات الوطنية التي يطلقها المغرب على كل صعيد . الروح الوطنية والتعريف بالمغرب الثقافي الروح الوطنية ؛ بين أفراد وطوائف اليهود المغاربة ؛ حاضرة بقوة وإن تباعدت الشقة الجغرافية ، وفي هذا السياق ، يمكن الإتيان على بعض المؤشرات التي لها دلالتها الوطنية ، وتشهد بحبهم وتمسكهم برموز الوطن : * حرصهم الشديد على إحياء المناسبات الوطنية والدينية إسوة بجميع المغاربة ؛ * هناك في دولة إسرائيل ما يقرب من ستة ميادين أطلقت عليها تسمية الحسن الثاني ؛ * لا يخلو منزل أي يهودي مغربي من صورة الملك محمد السادس ؛ * سارع اليهود المغاربة ؛ في المغرب ؛ ومن خلال مجلس الطوائف اليهودية ، واستجابة لنداء صلاة الاستسقاء إلى الإعلان عن إقامة هذه الصلاة بربوع المملكة ، وفي كافة البيع والمعابد اليهودية ؛ * هناك وثائق رسمية ليهود مغاربة برفع قضية ضد عمير بيريتس Amir Peretz ؛ وزير الدفاع الإسرائيلي سابقا ؛ باعتباره مواطنا مغربيا ، يملك كل مقومات المواطنة المغربية من جنسية ومولد ، بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية ، على خلفية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان ؛ * هناك يهود مغاربة في فلسطينالمحتلة ؛ ما زالوا يحتفظون بجنسيتهم المغربية ، ويواظبون على زيارة لبلدهم الأصلي ، ويقدمون ؛ في أكثر من مناسبة ؛ فروض الطاعة والولاء لملك المغرب ؛ * يخول لهم الدستور حق المشاركة في الإدلاء بأصواتهم في كل الاستحقاقات كمواطنين مغاربة كاملي المواطنة . أما على الصعيد الثقافي ، والتعريف بالمغرب كأرض للتعايش السلمي بين الديانات ؛ فتعقد دوريا ملتقيات دولية ذات إشعاع عالمي ، من تنظيم وتأطير الجاليات اليهودية المغربية ... تتخللها عادة معارض فنية وأفلام وثائقية ، ولوحات فولكلورية من صميم الثقافة الشعبية والتراثية المغربية . لكن ؛ على الصعيد الوطني ؛ يلاحظ وجود جهل تام بهذا المكون الثقافي .. بين معظم الأجيال المغربية . ويرى الراحل شمعون ليفي Shimon Levy ؛ الكاتب العام السابق لمؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي " ضرورة التوعية المبكرة بمكانة اليهود داخل نسيج المجتمع المغربي ، معتبرا أن تدريس التلاميذ أهمية وأبعاد الدور التاريخي الذي لعبه اليهود كمواطنين مغاربة كاملي المواطنة ضروري في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ المغرب الذي تترصده تحديات إقليمية ، وعليه مواجهة رهانات دولية موحد الصفوف مدعما من كل أبنائه ، وفي مقدمتهم اليهود المغاربة " الإجماع حول الوحدة الوطنية كانت التصريحات الخرقاء الصادرة عن الأمين العام للأمم المتحدة ؛ خلال زيارة الأقاليم الصحراوية المغربية ؛ بمثابة ضغطة زناد التي فجرت غضب المغاربة في أنحاء المعمور ، ومن بينهم طبعا اليهود المغاربة ؛ ضمن الجاليات والطوائف ؛ والذين عبروا عن امتعاضهم الشديد من الموقف الانحيازي المفضوح لبان كي مون Ban Ki-moon ، والذي ؛ على إثره ؛ خرجت مظاهرات عارمة ، كادت أن تغطي جميع العواصم الدولية ؛ حاملة لشعارات الوحدة المغربية . فيما يلي نكتفي بإيراد بعض المؤشرات عنها : * " قدم المغاربة والمغربيات ؛ من مختلف الأجيال ؛ ومن جميع أنحاء الولاياتالمتحدةالأمريكية USA إلى نيويورك ؛ وقد تحدوا طول المسافات ، والطقس البارد للتعبير عن رفضهم القاطع للانزلاقات اللفظية المستفزة لبان كي مون الذي تجاوز دوره كأمين عام لأكبر مؤسسة دولية مهتمة بالسلام ، ضاربا عرض الحائط المبادئ والمثل العليا لميثاق الأممالمتحدة ، وقرارات مجلس الأمن الداعية إلى حل سياسي ودائم ومقبول من الأطراف ، في هذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية ". * الكونفدرالية العالمية لليهود المغاربة أعرب سام بنشيتريت Sam Ben-Shitrit رئيس الكونفدرالية العالمية لليهود المغاربة " عن مدى تعلق اليهود المغاربة بوطنيتهم المغربية ، وحبهم للملك محمد السادس ، واستعدادهم للدفاع عن الصحراء المغربية " وأضاف " لو طلب منا المجيء للدفاع عن الصحراء لأتينا فورا " .. واستطرد قائلا : " .. وسنعمل على مراسلة الكونغرس الأمريكي ، ومستعدون لنكون سفراء للمغرب وقضيته أينما كنا ، إنها الروح الوطنية أو ما نسميه عندنا بالتامغرابيت التي تسكن اليهود المغاربة أينما كانوا ... ورغم أنهم هاجروا إلى بلدان أخرى ، إلا أن المغرب بقي يلازمهم في قلوبهم أينما حلوا وارتحلوا ، وبقوا أوفياء له وللأسرة الملكية .. " * الطائفة اليهودية المغربية بتورينتو ( كندا ) تعتبر هذه الطائفة الأكثر نشاطا ؛ وسط اليهود المغاربة ؛ المقيمين بكندا . وفيما يلي تصريح مقتضب لرئيسها إسحاق كيسلاسي Isaac Keslassy ، بخصوص الوحدة الترابية : " .. إن التصريحات غير المسؤولة والصادمة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بخصوص الصحراء تشكل مسا خطيرا لسيادة المملكة المغربية ووحدتها الترابية " ، وأضاف : " ... هذه التصريحات الاستفزازية ، والطائشة تعتبر هجوما خطيرا على المغرب ، واعتداء على مشاعر كافة الشعب المغربي .." وقال " .. إن وصفه لاستعادة المغرب لوحدته الترابية ب"الاحتلال" أضعف بان كي مون منظمة الأممالمتحدة ، ونزع المصداقية عنها .. وأصبح يسير عكس تيار القرارات الأممية ومجلس الأمن ، ويقوض الجهود المبذولة ؛ إلى غاية اللحظة ؛ من أجل تسوية نهائية للنزاع المفتعل حول سيادة المغرب على صحرائه " وخلص كيسلاسي إلى " إن اليهود المغاربة متمسكون ببلدهم الأم ، ومجندون بقوة وراء الملك للتصدي إلى المؤامرات الخبيثة التي تحاك من قبل أعداء الوحدة الترابية للملكة وللدفاع خاصة لدى المسؤولين الكنديين عن مقترح الحكم الذاتي بالصحراء تحت السيادة المغربية ؛ الذي وصفته القوى العالمية ب " الجدي والواقعي وذي مصداقية " ، من أجل إنهاء النزاع في الصحراء .."