بعد ساعات من اللقاءات المغلقة بين قادة دول الخليج العربي والرئيس الأمريكي باراك أوباما، اختتمت القمة الخليجية الأمريكية، مساء اليوم الخميس بقصر الدرعية للمؤتمرات بالرياض، على وقع الدعوة للتنسيق العميق لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف ب"داعش" في مناطق النزاع العربية، مع التحفظ عن إعلان خطة لمواجهة نفوذ إيران في المنطقة. وقال العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، إن أشغال القمة الخليجية الأمريكية كانت مثمرة، وستسهم في تعزيز التشاور والتعاون بين دول المجلس والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن المباحثات الخليجية الأمريكية بنّاءة بما تم التوصل إليه، وشدد على حرص والتزام دول المجلس على تطوير العلاقات التاريخية والإستراتيجية مع واشنطن "خدمة لمصالحنا المشتركة وللأمن والسلم في المنطقة والعالم". من جانبه كشف الرئيس باراك أوباما أن بلاده تحمي مصالحها في منطقة الخليج وتحمي حلفاءها ضد أي اعتداء، وخاصة في المناطق الحساسة، مضيفا أن الوحدة والتنسيق ضرورة "للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي (...) سنسخّر قواتنا الجوية والقوات الخاصة خلال التحالف الذي أنشأناه"، وأكد أن هذا التوجه حاضر في العراق من خلال "تحرير المناطق التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة". وعلاقة بالملف الإيراني، قال أوباما إن المنتظم الدولي قطع جميع السبل على طهران "في سعيها إلى الحصول على الأسلحة النووية (...) لا زال لدينا بعض الشكوك المتحفظة تجاه التصرفات الإيرانية، وخاصة في ما يتعلق بقذائفها العابرة للقارات"، مشددا على عدم وجود "أي دولة لها مصلحة في الدخول في نزاع أو صراع مع إيران"، ليحث الجميع على الالتزام بالأعراف والقوانين الدولية مع احترام حقوق الإنسان. الجانب الاقتصادي كان حاضرا في القمة؛ حيث أورد أوباما أن أمريكا ستجري مع دول مجلس التعاون الخليجي حوارا اقتصاديا جديدا لتوفير فرص عمل للشباب وللمواطنين، مضيفا: "لقد أحرزنا كثيرا من التقدم، وبفضل الأعمال التي قمنا بها أصبحت دولنا أكثر أماناً ورخاء"، فيم كشف أن قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربي اتفقوا على الاستمرار في حل النزاعات في المنطقة، بما فيها الوضع في سوريا واليمن وليبيا. وفي وقت سابق من انطلاق قمة الرياض الخليجية الأمريكية، اجتمع العاهل السعودي بالرئيس الأمريكي لأزيد من ساعتين، تباحثا، أساسا، حول القلق الذي تبديه السعودية، ومعها دول الخليج، من التدخلات الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما أبدى أوباما تفهمه بشأنه، ودعا إلى استثمار بعض الأوضاع الإقليمية لتقليل حدة التوتر، مشيرا في ذلك إلى الهدنة النسبية السارية في كل من اليمن وسوريا، في وقت ما تزال فيه واشنطن متوجسة من التحركات الإيرانية رغم الاتفاق النووي. أيضا، تضمنت المباحثات السعودية الأمريكية دعوة أوباما الرياض إلى دعم لبنان والحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي، فيم ركز العاهل السعودي على القضية الفلسطينية. جدير بالذكر أن القمة الخليجية الأمريكية سبقتها قمة مغربية خليجية، أمس الأربعاء، حضرها العاهل المغربي محمد السادس، مرفوقا بالأمير رشيد، والمستشار الملكي طيب الفاسي الفهري، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، بينما حضر القمتين من الجانب الخليجي العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، بجانب أمير دولة الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، ونائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان فهد بن محمود آل سعيد.