أشعلت الطريقة التي تم بها استقبال رئيس الولاياتالمتحدة، باراك أوباما، أمس الأربعاء، بمطار الملك خالد الدولي بالرياض، الجدل والسجال داخل الأوساط السعودية، إثر اكتفاء الرياض باستقبال وصف ب"الباهت"، غاب عنه العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده، وتكلف به أمير منطقة الرياض، فيصل بن بندر، ووزير الخارجية، عادل الجبير، في وقت أطلق السعوديون هاشتاغ على موقع التواصل الاجتماعي، تحت وسم: "#الملك_سلمان_يتجاهل_استقبال_أوباما". وكتبت عدد من وسائل الإعلام السعودية أن قنوات التلفزة الرسمية لم تبث كعادتها بشكل مباشر وصول أوباما إلى المطار، الذي يزور السعودية للمشاركة في القمة الخليجية الأمريكية اليوم الخميس، إلا أنها ركزت على الاستقبال الذي حظي به المسؤول الأمريكي من طرف العاهل السعودي في قصر عرقة بالرياض، الذي انتقل إليه عبر مروحية خاصة، وهي اللقطات التي عرضت للزعيمين وهما يسيران بشكل متثاقل في بهو القصر ويتبادلان أطراف الحديث. واستغل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الحدث بإنشاء هاشتاغ خاص للتعليق وتبادل الآراء المختلفة، أطلقوا عليه وسم "#الملك_سلمان_يتجاهل_استقبال_أوباما"، واعتبر من خلاله عدد منهم أن طريقة استقبال أوباما من طرف الرياض رد واضح على تأييد الرئيس الأميركي لإيران، العدو التقليدي للسعودية، إثر رفع العقوبات عن البلد الفارسي قبل أشهر؛ فيما التمس عدد آخر الأعذار للعاهل السعودي، باعتبار أنه كان متفرغا في الوقت ذاته لاستقبال حكام ورؤساء دول مجلس التعاون الخليجي والملك محمد السادس، قبيل انطلاق القمة الخليجية المغربية. واستهلت وسائل إعلام إلكترونية عربية ودولية الواقعة بطرح سؤال رئيسي مفاده: "هل تعمد الملك سلمان تجاهل استقبال أوباما في المطار؟"، لتمضي في الرأي القائل إن واقعة مطار الملك خالد الدولي تعبر عن استمرار التباين في وجهات النظر بين الرياضوواشنطن، التي اتسعت رقعتها خلال الولايتين الأخيرتين لأوباما، خاصة أنّ رؤية الولاياتالمتحدة في المنطقة تبقى مكافحة تنظيم "داعش"، في وقت ترى الرياض أن إيران هي أصل المشكلة. وتوجهت غالب التعليقات السعودية صوب تثمين خطوة العاهل السعودي تجاه الرئيس الأمريكي، ووصفها ب"مفاجأة سلمان الحزم لأوباما"، إذ رأى المعلقون أن الملك سلمان وجه رسالة واضحة إلى أوباما، ورد باسم السعودية وحلفائها في المنطقة على ما وصفوه ب"إهانات واشنطن للرياض"، إثر توقيع الاتفاق التاريخي النووي مع إيران في صيف العام 2015، واتهام السعودية بدعم التطرف والإرهاب، وادعاء تورطها في أحداث 11 شتنبر 2001 الإرهابية، مضيفين أن الرسالة الثانية تمثلت في تفضيل السعودية لحلفائها العرب، من دول الخليج والمغرب، التي استقبل الملك السعودي كل زعمائها وحكامها في المطار. وتعد الزيارة الحالية الرابعة من نوعها التي يقوم بها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، منذ توليه مهامه مطلع عام 2009، إلى السعودية، وكانت آخرها زيارة تعزية بعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز مطلع العام 2015؛ في وقت ترصد معطيات رسمية أن أول زيارة لمسؤول أمريكي إلى البلد تمت عام 1974، وقام بها الرئيس رتشارد نيكسون في عهد الملك الراحل فيصل، في حين قام الملك عبد العزيز آل سعود، عام 1943، بإرسال نجليه الأمير فيصل والأمير خالد إلى واشنطن، ضمن وفد رسمي، وتأسست إثر ذلك أول قنصلية أمريكية في جدة.