اهتمت الصحف العربية الصادرة ،اليوم الثلاثاء، بمواصلة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند زيراته لمصر، والأزمة السورية في ظل تعثر مفاوضات جنيف، والقضية الفلسطينية وقرار تل أبيب عقد اجتماع لحكومتها في الجولان المحتل، والأزمة اليمنية. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان (العلاقات المصرية الفرنسية) أن فرنسا تعد من أشد الداعمين فى الاتحاد الأوروبى لسياسات القاهرة ، وأنها أظهرت كل مواقفها دعما لمصر فى حربها ضد الإرهاب. وفي السياق ذاته قالت إن مصر لم تخف إثارة قضية حقوق الانسان خلال زيارة رسمية لرئيس دولة مهمة من ضمن مؤسسى الاتحاد الأوروبي، وكان بالإمكان عدم التطرق لها فى مؤتمر صحفى عالمى منقول على الهواء مباشرة، "غير أن مصر وعلى لسان الرئيس شددت على ضرورة أن ينتبه الغرب، وأن يسمح صوتها...". أما صحيفة (الأخبار) فتحدثت من جانبها عن ما أسمته " الهجمة الاستثمارية" التي تعرفها مصر بدء برجال أعمال سعوديين ثم أرباب شركات ألمانية وحاليا وفد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين المرافقين الفرنسيين للرئيس هولاند . وأعربت في مقال لها عن الاعتقاد في " بأهمية الاستثمار في مصر في شتى المشروعات.. فمصر تشهد نموا كبيرا خلال الفترة الحالية والقادمة" مؤكدة أن أمام رجال الاعمال المصريين فرصة ذهبية للمشاركة مع رجال الاعمال من خارج مصر في اقامة المشروعات ودفع النشاط الاقتصادي في البلاد حتى يتقدم اقتصاد البلاد الى الامام. وفي عموده اليومي تناول الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد موضوع جزيرتي تيران وصنابر اللتين أعادتهما مصر للسعودية وقال إنه بذلك تنتقل كافة الإلتزامات الدولية والاقليمية التى كانت تنهض بها مصر إلى المملكة العربية، وستصبح السعودية " على خط المواجهة مع اسرائيل حربا أوسلاما، تلزمها علاقات الجوار الجديد احترام نصوص كامب ديفيد". وأوضح أنه ،وبرغم موقف السعودية المعلن بأنها لن ترتبط بعلاقات سلام مع اسرائيل إلا فى إطار المبادرة العربية ، فإن محللين اسرائيليين أن يرون أن وجود السعودية على خط المواجهة مع اسرائيل يزيد من فرص تسوية الصراع العربى الاسرائيلى مشيرا إلى أن الحاح السعودية على ضرورة الاسراع بترسيم حدودها مع مصر" يرسل رسائل مهمة إلى أطراف اقليمية ودولية، أغلب الظن أنها رسائل سلام..". وفي قطر ، اعتبرت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها أن تعليق المعارضة السورية مشاركتها "الرسمية" في مفاوضات جنيف هو رسالة واضحة تؤكد تمسك المعارضة بمقررات (جنيف1) وجميع القرارات الأممية ،التي أكدت أهمية تشكيل هيئة انتقالية للحكم في سوريا لا مكان فيها للأسد مبرزة أن تعليق مشاركة المعارضة في جلسات المفاوضات هدفه الأساسي التمسك بالقرارات الدولية. وحذرت الصحيفة من أن تدهور الأوضاع الإنسانية بسوريا بسبب خرق النظام المتكرر للهدنة "أمر بالغ الخطورة" ويتطلب من المجتمع الدولي التحرك للضغط على النظام لرفع الحصار عن المدن وتسهيل وصول الإغاثة مسجلة أن فشل المجتمع الدولي في وضع خريطة واضحة لحل الأزمة هو السبب المباشر في تأزيم الأوضاع . في الشأن الفلسطيني ، دعت صحيفة (الشرق) القطرية في افتتاحيتها المجتمع الدولي إلى العمل على فك الحصار عن الشعب الفلسطيني ودعم جهود عملية السلام. و أعربت الصحيفة عن استنكارها لتمادي الحكومة الإسرائيلية في استغلال الوضع العربي والدولي المشغول بأزمات المنطقة والعالم ليبلغ استهتار إسرائيل بالقرارات والشرعية الدولية أوجه في حين لاتزال غزة تعيش تحت حصارها الخانق، والضفة تحت حمى الاستنزاف الاستيطاني. في السياق ذاته ، استنكرت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها ، عقد مجلس الوزراء الإسرائيلي أول أمس الأحد اجتماعا، ولأول مرة في الجولان المحتل منذ احتلال إسرائيل لهذه الأرض السورية في عام 1967، ووصفت الصحيفة الاجتماع ب"الاستفزازي هدفه إسباغ صفة الشرعية للاحتلال " ، مشددة على أن الإدانة العربية وحدها لا تكفي، و مؤكدة بالتالي على ضرورة اتخاذ موقف موحد وترجمة الإدانة إلى فعل. وبلبنان، علقت صحيفة ( الجمهورية ) على المشهد السياسي بالقول إنه ما كادت زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للبنان تنتهي " حتى غرقت الساحة الداخلية بملفاتها الساخنة " ، مشيرة الى أن هذه الملفات " ستطرح على طاولة الحوار الوطني يوم غد ". وفي سياق آخر أشارت الى الوضع في سوريا " عاد يرخي بظلاله على الاجواء اللبنانية ويثير مخاوف عدة خصوصا لدى موسكو " ، كاشفة أن مصادر روسية أكدت للصحيفة أن " موسكو تلقت إشارات مقلقة تجاه الوضع الميداني في سوريا، على خلفية عودة الحديث عن الخطة ( ب ) لدى كل من الولاياتالمتحدة وتركيا والسعودية " ، بحيث أن معركة حلب المقبلة، إذا ما حصلت، وفق ما هو مخطط لها، فإنها قد " تطيح الهدنة وتستعر الحرب ". وقالت إن هذه المصادر تخوفت من معلومات " سلبية عن مستقبل الوضع الأمني في لبنان للمرة الاولى تزامنا مع هذه الخطة ( ب ) ، داعية جميع الأطراف الى ضرورة الالتفاف حول الجيش اللبناني الذي قد يواجه اختبارا جديدا على الحدود الشرقية " مع سورية . أما ( النهار ) فركزت على طاولة الحوار الوطني التي ستعقد يوم غد، مبرزة أن رئيس مجلس النواب نبيه بري سيطرح فيها " موضوع جلسات التشريع " التي يصر على عقدها في أسرع وقت وخصوصا قبل انطلاق الانتخابات البلدية في الثامن من ماي المقبل . وفي البحرين، أشادت صحيفة (أخبار الخليج) بجهود رجال الأمن في سرعة القبض على المشتبه فيهم في ارتكاب أعمال إرهابية، مشددة على أنه يتعين أن ينال الجميع، سواء كانوا من المنفذين أو المحرضين، القصاص العادل، وأن ينالوا عقابهم الذي تدعو إليه الشريعة والقانون وهو أن "من قتل يقتل، والعين بالعين والبادئ أظلم". وأكدت الصحيفة أن القصاص الرادع هو وحده ما يمكن أن يمنع الجريمة ويجعل الجناة يعرفون ما الذي سينتظرهم إن قاموا بهذه الجريمة أو تلك، مستطردة بالقول "لكن إن حدثهم محرضوهم بأنهم سيقضون فقط بضع سنوات في السجن وأنه سوف تتم مساعدة أهاليهم وسوف يتم الدفاع عنهم وأن المنظمات الدولية سوف تقف معهم وتساندهم، فستتواصل الأمور كما كانت". ومن جهتها، قالت صحيفة (الوطن) إن القمة الإسلامية نجحت في عزل إيران عن العالم الإسلامي وإدانتها بوضوح لدعمها للإرهاب في الدول العربية ومنها البحرين، مبرزة أنه بقي أن تنجح البحرين في "عزل المجموعة العسكرية والسياسية والدينية الإيرانية محليا داخل البحرين، حتى تكتمل الجهود وتتوج". وأشارت الصحيفة إلى وجود حراك دؤوب عزل إيران قبل القمة، لا بد أن يقابله حراك محلي على ذات المستوى "لا يترك البحرين ثغرة لتسلل هذه الجماعة من البحرين لبقية الدول العربية"، قائلة إن "قيام خدم إيران في قرية كرباباد (الواقعة شمال المنامة حيث نفذ هجوم إرهابي على دورية أمنية يوم السبت الماضي) بالاستجابة الفورية للتهديدات الإيرانية بتناغم وتنسيق مع خدمها في القطيف (المحافظة الشرقية للسعودية) لم يدع مجالا للشك أو التردد بوجود عملاء لإيران في البحرين وفي القطيف". وأضافت الصحيفة أن المملكة العربية السعودية لم تترك أي فرصة للتهاون مع هذه الجماعات أمنيا، مشددة على أن "أمن الدولة والوطن على المحك هنا، لذا لا يمكن أن تكون البحرين هي الحلقة الأضعف في التضييق على هؤلاء العملاء (..)". وبالإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، عن تأخر انطلاق مباحثات السلام في الكويت بشأن اليمن، بسبب تخلف الانقلابيين عن الحضور عمدا. وشددت الصحيفة على أنه أيا كانت أسباب تخلف الانقلابيين عن الحضور، فإنه بحضور وفد الحكومة اليمنية وانتظاره في الكويت قدوم الأطراف الأخرى، يبدو المشهد واضحا، من مع السلام ومع استقرار اليمن، ومن يحاول التملص من الالتزامات الدولية ويرفض السلام ويسعى للحرب. ومن جهتها، كتبت صحيفة (الاتحاد)، في مقال لرئيس تحريرها محمد الحمادي، أنه ليس هناك أي عذر للحوثيين في تغيبهم عن لقاء الكويت بالأمس، ولا أي مبرر غير عدم الجدية في المشاركة بالحوار، وعدم الحرص على وقف شلال الدم في اليمن. وأضافت " كنا نتمنى أن يخيب الحوثيون ظننا هذه المرة، ويحضروا لدولة الكويت التي جهزت وأعدت كل شيء لنجاح هذا اللقاء، لكن يأبى من أشعل الحرب إلا أن يبقي نارها موقدة" وأبرز كاتب المقال " يجب أن يدرك الحوثيون أن تغيبهم بالأمس يجعل موقفهم سيئا أمام الشعب اليمني وأمام المجتمع الدولي وأمام أصدقائهم وأمام كل من يريد مساعدتهم ". وشدد على أن هذا السلوك من الطرف الحوثي ليس جديدا، فقد تكرر في جولات سابقة، ويعكس مدى الاستهانة بدماء الشعب اليمني، ومدى الاستهتار بالجهود الدولية لحل الأزمة، فالمماطلة والتسويف والبحث عن أسباب للتخلف عن حضور اللقاءات مرة تلو الأخرى تكشف عدم جدية الحوثيين في إيقاف الحرب، ووضع يدهم بيد الحكومة للمحافظة على دم الشعب وتنفيذ القرارات الدولية وإعادة الهيبة للدولة اليمنية.