تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الجمعة، على عدة مواضيع، من قبيل، قرارات مجلس الجامعة العربية بشأن كيفية التعامل مع القرار الأمريكي بشأن القدس، ومكافحة الإرهاب، ومبادرة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وجهود حل الأزمة الخليجية، فضلا عن مستقبل الأزمة السورية بعد مؤتمر سوتشي، وتداعيات تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي الأخيرة بشأن التنقيب عن النفط في المياه الاقليمية اللبنانية. ففي مصر، قالت صحيفة (الأخبار) إن وزراء الخارجية العرب، دعوا في سلسلة قرارات أصدروها في ختام اجتماعهم المستأنف، مساء أمس، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة، إلى تأسيس آلية دولية متعددة الأطراف تحت مظلة الأممالمتحدة لرعاية عملية السلام في الشرق الأوسط. كما دعوا، تضيف الصحيفة، في مقال بهذا الخصوص، إلى عقد مؤتمر دولي لإعادة إطلاق عملية سلام ذات مصداقية ومحددة بإطار زمني وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام وحل الدولتين على خطوط الرابع من يونيو 1967، مؤكدين دعم توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة والعمل على حشد التأييد الدولي لهذا التوجه وتكليف المجموعة العربية في نيويورك بعمل ما يلزم في هذا الشأن. من جهتها، قالت صحيفة (الأهرام)، استنادا إلى بلاغ لوزارة الخارجية المصرية، إن مصر رحبت بقرار الولاياتالمتحدة إدراج جماعتين متشددتين محليتين على قوائم الإرهاب، مسجلة أن القرار الأمريكي يعتبر "بمثابة تطور إيجابي في إدراك شركاء مصر الدوليين وفي مقدمتهم الولاياتالمتحدة الأمريكية لخطورة الجماعات الإرهابية والتنظيمات المنبثقة عنها على أمن واستقرار مصر وشعبها". أما يومية (الجمهورية) فتوقفت عند أهمية الاستثمار الأمريكي-السعودي لإنشاء مدينة ترفيهية متكاملة بمركز مرسى مطروح شمال مصر، مشيرة إلى أن تشييد هذه المدينة بكلفة تصل إلى 3,3 مليار دولار، سيسهم في توفير فرص عمل للشباب ودعم الاقتصاد المحلي وتنشيط القطاع السياحي. وأشارت إلى أن هذا المشروع الترفيهي الجديد، سيوفر نحو 40 ألف فرصة عمل، وسيتم إنجازه على مساحة 21 ألف متر مربع على عدة مراحل تستغرق 10 سنوات. وفي الامارات، اهتمت الصحف بمبادرة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن لوقف المواجهات المسلحة التي شهدتها مدينة عدن. وكتبت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها ان تحالف دعم الشرعية في اليمن، والأطراف الداخلية في مدينة عدن،"فوت الفرصة على أعداء اليمن، للنيل من المعركة التي يتم خوضها لتحرير البلاد من مفاعيل الانقلاب الذي أقدمت عليه جماعة الحوثي عام 2014، حيث عاد الهدوء إلى المدينة التي عاشت خلال الأيام الأربعة الأخيرة مواجهات مسلحة أدت إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى"، مبرزة أن الدور الذي لعبه التحالف، تمكن من إعادة الأوضاع إلى سابق عهدها، واستطاع بتعاون كافة الأطراف من وضع حد للأزمة، التي كانت بمثابة سحابة صيف يأمل الجميع أن تكون قد انتهت إلى غير رجعة". وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان" سحابة صيف في عدن" أن التحرك الذي قام به وفد من تحالف دعم الشرعية، والمشكل من السعودية و الإمارات، الذي زار عدن واطلع على الأوضاع فيها، "أثمر عن اتفاق لوقف إطلاق النار وإعادة الهدوء إلى المدينة"، حيث أعلنت قيادة التحالف العربي التزام جميع الأطراف المتنازعة بالاتفاق الذي يقضي بإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليها قبل اندلاعها. من جانبها، أكدت صحيفة ( الاتحاد) استقرار الأوضاع في عدن، مبرزة ان الهدف الذي يعمل من أجله التحالف العربي هو "ضمان أمن واستقرار يمن العروبة، والتفرغ التام لمعركة التحرير، واستعادة الشرعية، ودحر ميليشيات إيران الإرهابية، وتجنب آثار الفوضى والفتن وتفويت الفرصة على الذين يودون إشغال اليمنيين عن أهدافهم الكبرى، وهي التحرير وانتصار الشرعية وهزيمة المشروع الإيراني الذي ينفذه الحوثيون". وشددت الصحيفة على أن الإمارات والسعودية ودول التحالف العربي "ليست لها مآرب أخرى في اليمن، لأن هدفها الذي تسعى وتعمل من أجله منذ انطلاق عاصفة الحزم ثم عملية إعادة الأمل هو أن يعود اليمن حرا أبيا عربيا، وقد تخلص من ميليشيات الشر والإرهاب، وأن يستعيد شرعيته وأن ينطلق بمساعدة أشقائه في معركة البناء والتنمية والتخلص من آلام الماضي ومعاناته، وأن يبقى اليمن موحدا وحصنا منيعا للعروبة". وفي السعودية، كتبت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها أنه "بات واضحا للعيان أن الجيش اليمني، الذي حقق انتصارات متلاحقة على الأرض، يسيطر تماما على الأوضاع في كافة المدن والمحافظات المحررة، ومنها استعادته مؤخرا لأحد المعسكرات في العاصمة المؤقتة عدن وإعلانه تعز منطقة عسكرية"، مضيفة أن "الشرعية آخذة في العودة بشكل تدريجي إلى هذا البلد الذي أنهكته الحرب وحان الوقت لاستعادة حريته وسيادته وتقرير مصيره على أرضه". وأضافت الصحيفة، أن "الهدف الرئيسي من كل المعارك الدائرة في اليمن يتمثل في استعادة الشرعية، وهو هدف يقتضي حماية مكونات الدولة لإعادة الأمن والاستقرار اليها، ومن ثم الوصول الى حلحلة مختلف القضايا العالقة عبر الآليات السياسية المتاحة وفقا للمرجعيات المعلنة التي يمكن عن طريقها تسوية الأزمة اليمنية بشكل جذري وقاطع". وفي نفس الموضوع، ذكرت يومية (عكاظ) استنادا إلى تقرير اقتصادي يمني أن نسبة الأسعار في المواد الاستهلاكية الأساسية ارتفعت بنسبة 25 في المئة في عام 2017 مقارنة بالعام ما قبل الماضي، وبنسبة ارتفاع بلغت 50 في المئة عن عام 2015. وأشارت اليومية إلى أن هذا الارتفاع الكبير في أسعار السلع الأساسية (الدقيق، السكر، الأرز، حليب الأطفال،الزيت) يعود إلى العديد من الأسباب أبرزها تراجع سعر صرف عملة الريال وارتفاع أسعار المشتقات النفطية وغيرها من الأسباب المتعلقة باستمرار الحرب التي تضاعف معاناة الملايين من اليمنيين. وفي قطر، حملت افتتاحيات (الوطن) و(الراية) و(الشرق)، صدى ما أكده نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، أمس بواشنطن، من استعداد بلاده للمشاركة في قمة خليجية-أمريكية الربيع المقبل لحل الأزمة الخليجية، مجمعة على أنه موقف نابع من "حرص الدوحة على حل الأزمة عبر الحوار غير المشروط"، وأيضا من "إدراكها للدور الأمريكي في حل هذه الأزمة". وأضافت أن قطر "ستقف مع الحل السياسي باعتباره الحل الوحيد الممكن لكل أزمات المنطقة وليس أزمة الخليج وحدها"، وأنها من هذا المنطلق "حريصة على إنجاح القمة الأمريكية المرتقبة وإنها تعول كثيرا على الدور المحوري الأمريكي"، كل ذلك في ظل مواصلة "دعمها لمبادرة أمير دولة الكويت وتشجيع جهوده (...) للتوسط بين أطراف النزاع، فضلا عن فتح أذرعها لكافة الوسطاء الإقليميين والدوليين، سواء من أوروبا أو الولاياتالمتحدة الأمريكية". وفي الملف السوري، جاء في مقال نشرته صحيفة (الوطن) تحت عنوان "مستقبل سوريا بعد سوتشي"، أن مؤتمر "سوتشي" "لن يكون مجرد محطة عابرة"، وأن قوة هذا اللقاء في رسم تطورات المشهد السوري يستمدها من "نجاح عملية آستانة في فرض وقائع ملموسة في سورية أخفقت في تحقيقها آليات سابقة"، وكذا من "عجز مسار جنيف عن تحقيق أية اختراقات"، وأيضا من "نفوذ روسيا الميداني وقدرتها على التحكم بالأحداث". وتوقع كاتب المقال أن تجد المعارضة السورية التي انقسمت حول هذا المؤتمر نفسها "مضطرة للتعامل مع مخرجاته، لأنها لا تملك بديلا فعالا"، في وقت من المنتظر فيه أن "يعمد النظام إلى تعطيل مسار جنيف لفتح الطريق أمام موسكو كي تمضي بخطتها"، موضحا أن موسكو، وفي غياب أي حل مرئي على الطاولة، تريد تنفيذ "عملية مدارة ومضبوطة (...) تضمن مصالحها في شرق المتوسط"، مع "تجديد بنية النظام السوري دون أن يفقد هويته، بوجود الأسد لفترة أطول أو بدونه" في صيغة قد "لا تلقى"، برأيه، "معارضة كبيرة من إيران ولا من تركيا". وخلص الكاتب الى أن ما سيبقى أمام موسكو، "قبل إطلاق مشاريع إعادة الإعمار بسوريا"، ستكون "مهمة ليست سهلة وهي تصديق واشنطن على بنود الحل وموافقة الدول الأوروبية الرئيسية عليها" في عملية قد تتطلب، حسب توقعه، "ثلاث سنوات على الأقل لكي تؤتي أكلها". وفي البحرين، قالت صحيفة (الأيام) إن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، أشاد بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بالتأكيد على أن أي قرارات أو إجراءات تهدف إلى تغيير طابع مدينة القدس الشريف أو مركزها أو تركيبتها الديمغرافية، ليس لها أي أثر قانوني وأنها لاغية وباطلة. وأضافت في مقال بهذا الخصوص، أن مجلس وزراء الخارجية العرب جدد التأكيد، في قرار أصدره في ختام اجتماعه امس بالقاهرة، على رفض أي قرار يعترف بالقدس عاصمة لدولة "الاحتلال الإسرائيلي" ونقل البعثات الدبلوماسية إليها لمخالفته قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمواجهته والحيلولة دون اتخاذ قرارات مماثلة، وذلك تنفيذا لقرارات القمم والمجالس الوزارية العربية المتعاقبة. من جهتها، توقفت صحيفة (البلاد) عن إعلان الولاياتالمتحدة أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ربما بصدد تطوير أسلحة كيماوية جديدة أكثر تطورا، مشيرة إلى أن واشنطن أكدت أنها تحتفظ بحق اتخاذ إجراء عسكري لمنع دمشق من استخدام هذه الأسلحة. وذكرت الصحيفة أن مسؤولين كشفوا أن سمات الهجمات الأخيرة تشير إلى أن سوريا تنتج أسلحة كيماوية على الرغم من اتفاق عام 2013 لتدمير برنامجها. ونقلت عن هؤلاء المسؤولين قولهم إنه من المحتمل جدا أن تكون سوريا قد احتفظت بمخزونات من الأسلحة، موضحين أن قوات الحكومة السورية واصلت استخدام الأسلحة الكيماوية من حين لآخر وبكميات أصغر منذ هجوم أبريل الماضي، وربما تكون بصدد صنع أنواع جديدة من الأسلحة سواء لتحسين قدراتها العسكرية أو الهروب من المساءلة الدولية. وفي لبنان، ركزت الصحف المحلية على تداعيات تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان الأخيرة، بشأن التنقيب عن النفط في المياه الاقليمية اللبنانية، وانعقاد مجلس الدفاع الأعلى لبلورة موقف لبناني واحد لمواجهة التحدي الإسرائيلي. وفي هذا الصدد، قالت صحيفة (الديار) إن المقاومة توجد في حالة تأهب واستنفار على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة لمواجهة اي تصعيد محتمل، بعد إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي أن القطعة رقم 9 للتنقيب عن النفط، إسرائيلية وليست لبنانية، مضيفة أنه من غير المستبعد أن "تطلق المقاومة الصواريخ على الجرافات الإسرائيلية، وعندها قد تندلع حرب أو يتوتر الجو كليا". وأشارت اليومية إلى أنه في ظل اجتماع مجلس الدفاع الأعلى وإرسال المزيد من الجيش اللبناني إلى الجنوب، "ستزداد هذه التطوارت، خطورة وقد نشهد في الأسبوعين القادمين حوادث بين المقاومة والجيش الإسرائيلي". من جهتها، توقفت (اللواء) عند الاجتماع الذي سيعقده مجلس الدفاع الأعلى، يوم الثلاثاء المقبل، بحضور الرؤساء الثلاثة (عون والحريري وبري) لبلورة موقف لبناني واحد لمواجهة هذا التحدي ونيات اسرائيل العدوانية حيال ثروة لبنان النفطية. أما (الجمهورية) فاعتبرت أن موقف وزير الدفاع الإسرائيلي، قد يتسبب في تداعيات كثيرة وخطيرة، يشكل ملف النفط والغاز إلا جزء منها، داعية إلى مواجهة هذه التداعيات بكثير من الروية والحكمة، لأن الردود الحازمة التي يطلقها المسؤولون لا تكفي. وسجلت أن إعلان ليبرمان أن (الحقل9 ) ليس ملكا للبنان معناه محاولة استدراج لبنان إلى التفاوض حول القطع النفطية الجنوبية الثلاثة، لتحديد "الخط الأزرق البحري" على غرار الخط البري، لكن اللافت هو أن إسرائيل بدأت أمس أعمال جرف عند الحدود في الناقورة، تزامنا مع كلام ليبرمان، ومعنى ذلك أن هناك نية لفرض أمر واقع على لبنان. وفي الشأن السوري، قالت (الأخبار) إن المسعى الأمريكي لإفشال مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، له أهداف متعددة، بعضها قصير الأمد، وبعضها الآخر متوسط وطويل الأمد وشديد الصلة بالمواجهة المتنامية والمتنوعة الأشكال بين موسكو وواشنطن. وأضافت أن إصدار قائمة عقوبات أمريكية في حق الكرملين، تزامنا مع انعقاد مؤتمر سوتشي والموقف الأمريكي والغربي المعادي له الذي أدى إلى مقاطعته من قبل قسم كبير من المعارضة، يأتي ليؤكد ممانعة أمريكية للدور السياسي الروسي في سوريا وبقية دول المنطقة.