انصب اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الثلاثاء، على جملة من المواضيع، أبرزها تداعيات تهديدات الرئيس الأمريكي بوقف المساعدات عن الدول التي صوتت ضد قرار الأممالمتحدة بشأن القدس وسياسة اسرائيل الاستيطانية، والخسائر التي منيت بها الميليشيات الحوثية في اليمن إلى جانب مستجدات الأزمة السورية. ففي مصر، واصلت الصحف اهتمامها بقرار جمعية الأممالمتحدة الرافض للقرار الامريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، حيث كتبت (الأهرام) في عمود لأحد كتابها ، أنه رغم أن قرارات الجمعية العامة غير ملزمة ، فإن نتيجة التصويت على القرار الذي يرفض نقل مقارات البعثات الدبلوماسية من تل أبيب إلى القدس، تمثل في جوهرها تحديا جماعيا وتوبيخا لاذعا لإدارة الرئيس الأمريكي ترامب، كما أظهر التصويت حجم الأضرار التي ألحقها قرار ترامب بعلاقات الولايات المتحدة الدولية ومدى عزلتها الدبلوماسية حيث لم تساندها في موقفها سوى 8 دول . واعتبر كاتب المقال، أنه "أيا كان القرار الأمريكي بشأن خفض أو إنهاء المساعدات الأمريكية لعدد من الدول التي صوتت في الجمعية العامة ضد قرار ترامب، فالأمر المؤكد أن العنوان الدقيق لما حدث في الجمعية العامة هو أن دول الأممالمتحدة رفضت بأغلبية ساحقة إعلان ترامب بشأن القدس متجاهلة تهديداته بخفض المساعدت الأمريكية". من جانبها، كتبت صحيفة (الجمهورية) في عمود لأحد كتابها بعنوان "القدس ، على مائدة اللئام" ، أن الإدارة الأمريكية تتوهم قدرتها على مصادرة مصير القدس نهائيا ومواجهة الغضبة العالمية على قرار ترامب منح المدينة المقدسة هدية لإسرائيل، وكل القوى التي تحالفت معها والدول التي أيدت القرار المشؤوم غير المسؤول وغير المشروع وصوتت في الجمعية العامة لصالح الموقف الأمريكي الإسرائيلي أو امتنعت عن التصويت على قرار الشرعية الدولية بالحفاظ على عروبة القدس الشرقية . وفي السياق ذاته، نشرت يومية (الأخبار) عمودا لأحد كتابها، قال فيه إن "ما بين ترامب ونتنياهو تبدو الحقيقية الأساسية التي ينبغي أن يدركها العرب ويلتف حولها المسلمون والمسيحيون في العالم كله، وهي أننا في بداية معركة سيطول مداها وتزداد تكلفتها إذا لم يواجه الأمر الآن بالحسم المطلوب، وإذا لم يحتشد العرب، ومعهم الآن تأييد العالم كله، وراء إجراءات تعيد العقل للسياسة الأمريكية وتفرض على إدارة ترامب مراجعة موقفها، وهو أمر لن يتم إلا إذا تيقنت واشنطن أن مصالحها ستلحقها أفدح الأضرار إذا لم تتوقف عن السير في الطريق الخطأ والخطر الذي بدأه ترامب بقراره حول القدس". وفي الإمارات، اهتمت الصحف بسياسة اسرائيل الاستيطانية بالقدس المحتلة والخسائر التي منيت بها الميليشيات الحوثية في اليمن. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الوطن) ان الاحتلال الإسرائيلي يواصل العمل على تغيير معالم الأراضي الفلسطينية وخاصة القدس، من خلال "تسريع الاستيطان الوباء المستشري بهدف الإتيان على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية لمنع أي حل يؤدي لقيام الدولة الفلسطينية، وكان آخر تلك المشاريع الإعلان عن خطة لبناء 300 ألف وحدة في القدس المحتلة ومخطط آخر لبناء مليون وحدة خلال سنوات". واضافت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان "وباء الاستيطان" أن القرار الإسرائيلي، يأتي بعد موقف عالمي في "جلسة تاريخية" للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد خلالها دعم الحق الفلسطيني في قيام الدولة وعاصمتها القدس. من جانبها، أكدت صحيفة (الاتحاد) في افتتاحيتها أن إسرائيل تتحدى العالم من جديد، وتقف في مواجهة مباشرة مع الشرعية الدولية عندما يعلن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو عن مخطط لإقامة مليون وحدة استيطانية في القدس على مدى العشرين عاما القادمة، مضيفة أنه "ليس من قبيل المصادفة أن يأتي إعلان نتنياهو بعد أيام من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي رفض بأغلبية ساحقة قرار الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها من تل أبيب". واكدت الصحيفة ان إسرائيل بهذا الإعلان "المستفز، إنما تلعب بالنار فالمجتمع الدولي لن يقبل هذه التصرفات إلى ما لا نهاية.. وكل الظروف مهيأة الآن لأن تعترف دول العالم تباعا بدولة فلسطين، وأن يتم إعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال". أما صحيفة (البيان) فاعتبرت في افتتاحية بعنوان "ميليشيات إيران الحوثية تحتضر" أن "الخسائر البشرية" التي تكبدتها المليشيات الحوثية في اليمن تكشف بأنها تمر "بمأزق كبير وعن احتضارها وعدم قدرة إيران على إنقاذها"، مضيفة أن الجيش الوطني اليمني يتقدم يوميا على معظم الجبهات مدعوما بقوات التحالف العربي، بينما ميليشيات الحوثي الإيرانية تتراجع وتتقهقر،و هو ما يؤكد بأن ساعة النصر باتت تقترب". وخلصت الصحيفة الى أن تصعيد ميليشيات الحوثيين "جرائمها وانتهاكاتها، ولجوئها لإطلاق الصواريخ الباليستية عن بعد، إنما يأتي نتيجة ورطة هذه الميليشيات بعد أن ضاق الحصار عليها" من قوات الشرعية والتحالف العربي، وبعد "التصدع الكبير" الذي شهدته صفوف هذه الميليشيات وقواتها بمختلف الجبهات والمناطق التي مازالت تسيطر عليها". وفي قطر، توقفت صحيفة (الوطن)، في افتتاحية تحت عنوان "السياحة والتنوع الاقتصادي"، عند مشروع قانون انشاء المجلس الوطني للسياحة الذي تم تداوله مؤخرا خلال اجتماع مجلس الوزراء، لافتة الى أن من أهم أهداف إنشاء المجلس الوطني للسياحة، الذي سيكون تابعا لرئيس مجلس الوزراء، "تحقيق أفضل الظروف الملائمة لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسياحة " الرامية الى "تطوير" هذا القطاع و"توسيع أنشطته، وجذب الاستثمارات وتحديث قوانينه" بما يسهم في "تنويع الاقتصاد" باعتباره "هدفا استراتيجيا للدولة". وتحت عنوان "إدانة الإرهاب ومكافحته.. موقف ثابت"، تطرقت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، لموقف إدانة وزارة الخارجية القطرية أمس الاثنين لتفجير إرهابي استهدف أحد أحياء العاصمة الأفغانية كابول، مشيرة الى أنه "موقف ثابت وراسخ لجهة رفض العنف وإدانة الإرهاب مهما كانت الدوافع والأسباب". وأضافت أن الحكومة الأفغانية تحتاج إلى دعم المجتمع الدولي لفرض الأمن واستعادة الاستقرار وحفظ الأرواح، وأن الأمر برمته في مكافحة الإرهاب "يستدعي تنسيق الجهود والمواقف وتعاون المجتمع الدولي". ومن جهتها، عبرت صحيفة (الراية)، في مقال لرئيس تحريرها، عن الارتياح والترحيب بما حققته جولة امير قطر الأخيرة بغرب إفريقيا من نتائج؛ كان من بينها توقيع 21 اتفاقية، معتبرة أن الجولة كانت "ناجحة" وأنها من هذا المنطلق "فتحت مرحلة جديدة عنوانها التعاون والشراكة الاستراتيجية"، و"أكدت" ان قطر "حاضرة بقوة في كافة الملفات الدولية". وتحت عنوان "فلسطينيولبنان باتوا رقما حسيا !"، اعتبرت صحيفة (الوطن)، في مقال لأحد كتابها، أنه كان من باب "المفاجأة" إعلان اللجنة العليا للحوار اللبناني- الفلسطيني المتفرعة عن رئاسة الحكومة اللبنانية، أمس، عن تعداد أجرته للفلسطينيين اللاجئين المقيمين في المخيمات وفي التجمعات المتاخمة، لافتا إلى أن "المفاجأة الأهم" هي الرقم الذي "شكل بمثابة الصدمة" حيث كشف ان عدد الفلسطينيين بلغ خلال هذه السنة " 174.422 فردا فقط يعيشون في 12 مخيما و156 تجمعا فلسطينيا في المحافظاتاللبنانية الخمس". وأضاف كاتب المقال أن هذا الرقم، الذي صار معلوما بشكل "علمي" "لا يحتمل اجتهادا وتقديرا، ولا يمكن إدخاله في بازار السياسة والتهويل والابتزاز والتخويف"، اظهر "تغيرا في التركيبة الديموغرافية لسكان المخيمات؛ ففي بعضها يفوق عدد غير الفلسطينيين عدد الفلسطينيين"، متسائلا حول مدى إمكانية اجراء احصاء واعلان نتائجه المفاجئة اليوم والتي لم تكن ممكنة في السنوات الماضية؟"، وأيضا إن كان لبنان بهذا الإحصاء قد "تجاوز انقساماته حول الفلسطينيين واوضاعهم؟!". وبالأردن، كتبت (الدستور) في مقال بعنوان "تذكير ضروري بعد صفعة الأممالمتحدة لترامب"، أن الاستنتاج الأبرز الذي ينبغي أن يأخذه المعنيون من تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد قرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس، هو ذلك الذي يتعلق بانحياز الرأي العالم العالمي لعدالة القضية الفلسطينية، "ولكن ذلك لن يترجم على أرض الواقع من دون انتفاضة شاملة في كل الأرض الفلسطينية". وأضافت الصحيفة أن الدرس الذي ينبغي أن يأخذه المعنيون مما جرى هو أن انتفاضة شاملة في كل الأرض الفلسطينية، ترفع شعار دحر الاحتلال دون قيد أو شرط، عن كامل الأراضي المحتلة عام 67، يمكن أن تحظى بتأييد من أكثر دول العالم، فضلا عن الرأي العالم العالمي برمته. وارتباطا بالموضوع ذاته، وتحت عنوان "مساع ليكودية لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة"، أشارت (الغد) إلى أنه في إطار سياستها العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني، وعلى إثر القرار الجائر للرئيس الأمريكي، بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي المحتل (...)، عادت المطالبات الاسرائيلية وهذه المرة بشكل أكثر إلحاحا، لضم الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل، وبسط "السيادة الإسرائيلية" عليها، "الأمر الذي يعني انتهاء حل الدولتين، وإلحاق الفلسطينيين بالمجتمع الاسرائيلي بصفة جالية عربية لا تحظى بحق المواطنة. ونقلت الصحيفة، في هذا الإطار، عن تقرير إسرائيلي كشفه، عن الدعوة لعقد جلسة خاصة للمجلس المركزي لحزب الليكود الأحد المقبل، للنظر في طلب وقع عليه 900 عضو، من أصل 3700 عدد أعضاء المجلس، للتصويت على مشروع قرار ملزم لكل أعضاء الكنيست من الحزب، والذي يقضي بالعمل على دعم مشاريع قوانين تهدف إلى فرض "السيادة الإسرائيلية" على الضفة المحتلة. وفي موضوع الأزمة السورية، كتبت (الرأي) في مقال بعنوان "ماذا تريد موسكو من مؤتمر (سوتشي) حول سوريا ؟!"، أن ما يصدر من موسكو مؤخرا بشأن مؤتمر (سوتشي) الذي ترحب به دمشق، ويبدو أنه ذللت فيه المخاوف التركية بخصوص الأكراد، أن الأجندة الرئيسية هي بالنسبة للروس وحدة سوريا وبقاء الأسد رئيسا لسوريا، وهذه النقطة الأخيرة، تضيف الصحيفة، هي بالضبط ما لا يمكن أن ينجح مسار جنيفالأممي الملتزم بانتقال سياسي وأفضى إلى نهايات مغلقة جراء هذه النقطة (بقاء الأسد). لكن سوتشي - تضيف (الرأي) - الذي ربما سيكون أشبه بحوار (وطني) سوري على الأرجح، سيتجاوز مسألة الانتقال السياسي إلى سقوف أقل تتعلق بالحكومة والدستور والانتخابات، مشيرة إلى أن صنع السلام في سوريا، سيبقى إلى حين انعقاد سوتشي، أصعب من مجرد إيقاف الحرب في هذا البلد وأزمته "التي عودتنا خلال سنواتها السبع على التقلبات والمفاجآت التي لا يمكن ملاحقتها بسهولة".