تتواصل ردود فعل اسرائيل الغاضبة من قرار مجلس الأمن الدولي وقف الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 حيث من المقرر أن تصادق اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في القدسالمحتلة الأربعاء المقبل على آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة. وأوردت صحيفة "اسرائيل اليوم" التي تعتبر ناطقة بلسان نتنياهو شخصيا والليكود عموما، أن هذه اللجنة ستصادق في جلستها يوم الأربعاء المقبل على مشروع بناء 2600 وحدة استيطانية في مستوطنة غيلو جنوبالقدسالمحتلة و2600 وحدة استيطانية أخرى في مستوطنة "غفعات همتوس" جنوبالقدسالمحتلة و400 وحدة استيطانية في مستوطنة "رمات شلومو" شمال القدسالمحتلة ما يعني المصادقة الإجمالية على بناء 5600 وحدة استيطانية في القدسالمحتلة ستنتهي عملية المصادقة عليها خلال الأسابيع القليلة المقبلة . ونقلت الصحيفة عن "مائير ترجمان" نائب رئيس بلدية القدس ورئيس لجنة التخطيط والبناء المحلية قوله "لا يهمني الأممالمتحدة أو أي جهة تحاول أن تملي علينا ماذا نفعل بالقدس وكلي أمل أن تقدم لنا الحكومة والإدارة الأميركية الجديدة الدافع والدعم الذي يمكننا من تعويض النقص في البناء الذي نجم خلال سنوات اوباما الثمانية ". وفي سياق متصل قال وزير التعليم الإسرائيلي وزعيم حزب البيت اليهودي أحد أهم أركان الائتلاف الحكومي الحاكم في إسرائيل " نفتالي بينت" خلال مقابلة صحافية اليوم الأحد مع اذاعة الجيش "غالي تساهل" انه ينوي تقديم مشروع قانون لضم مستوطنة "معاليه ادوميم" شرق القدسالمحتلة وتطبيق القانون الإسرائيلي عليها . وقال "بينت" إسرائيل ترفض بالمطلق قرار مجلس الأمن المعادي لها ولن نربط انفسنا بهذا القرار الذي سينضم لعشرات القرارات التي صدرت منذ عام 67 ولن يقدم أي جديد مختلف عن هذه القرارات ولكن يجب أن نعرف أن ألاف الارهابيين حول العالم ينظرون الان لهذا القرار على أنه كلمة السر لتجنيدهم وهذا بالضبط اهم نتيجة لهذا القرار وهو تجنيد ألاف الإرهابيين ". من جهته شنّ بنيامين نتنياهو وحكومته حملة تهديد ووعيد بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية ضد الدول التي قدمت القرار لمجلس الأمن الدولي وحتى تلك التي صوتت لصالح القرار الذي أدان المستوطنات بصفتها غير قانونية وخرقا فاضحا للقانون الدولي .وقرّر نتنياهو يوم أمس إلغاء الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها رئيس وزراء أوكرانيا "فلاديمير غريسمن" إلى اسرائيل وذلك عقابا له على تصويت بلاده لصالح القرار في مجلس الأمن . وقال موقع يديعوت احرونوت" الإلكتروني إن تصويت اوكرانيا التي تعتبر من افضل أصدقاء اسرائيل يشير بكل وضوح إلى مدى وحجم التدخل الشخصي للرئيس الأميركي أوباما الذي عمل من وراء الكواليس على ضمان نجاح القرار .ووفقا للمصادر الإسرائيلية فإن رئيس وزراء اوكرانيا يهودي الديانة يبلغ من العمر 38 عاما ويعتبر من أهم المؤيدين المتحمسين لإسرائيل وأراد أن تمتنع بلاده عن التصويت لكن الرئيس الأوكراني "بترو بروشينكو" قرر التصويت لصالح القرار وذلك بعد مكالمة هاتفية تلقاها من نائب الرئيس الأميركي جون بايدن الذي كان يمارس الضغوط على حلفاء أميركا لحثهم على دعم القرار، وأثار الموقف الاوكراني وفقا للمصادر الإسرائيلية غضب وحنق إسرائيل الرسمية فقررت الانتقام منها وإلغاء زيارة رئيس وزرائها . ولكن هناك13 دولة أخرى غير اوكرانيا صوتت لصالح القرار وتنتظر بدورها "عقوبات نتنياهو" الذي أمر بإعادة سفراء إسرائيل لدى نيوزلندا والسنغال للتشاور عقابا لها على دورها في طرح القرار للتصويت على مجلس الأمن بالتعاون مع فنزويلا وماليزيا .وأمر نتنياهو وزارة خارجيته بمنع وإلغاء زيارة وزير خارجية السنغال المقررة لإسرائيل بعد ثلاثة أسابيع وإلغاء برنامج المساعدات الاسرائيلية للسنغال وإلغاء زيارات سفير السنغال غير المقيم لإسرائيل .