أكد رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو مواصلة الاستيطان في القدسالمحتلة، في تحد واضح للعرب والمسلمين والعالم، زاعماً أن “القدس هي العاصمة الأبدية ل“إسرائيل""، في حين تعتزم سلطات الاحتلال إقرار مخططات استيطانية ضخمة تتضمّن إغراق القدس بآلاف الوحدات الاستيطانية. في وقت تعتزم فيه الدول الأوروبية الأعضاء بمجلس الأمن الدولي (فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال) التنديد بالكيان بسبب تلك الوحدات الاستيطانية، فيما أعلنت واشنطن عن استيائها من إصرار الكيان على بناء المستوطنات، لكنها أعلنت رفضها إدانته في مجلس الأمن الدولي. وقالت صحيفة “هآرتس" الصهيونية، أول أمس، إن دوائر مكلّفة بشؤون الاستيطان ستبحث في اليومين المقبلين (أمس واليوم) مخططات بناء 2610 وحدات استيطانية تشمل مخطط البناء في “رمات شلومو". وأكدت الصحيفة أن من شأن المصادقة على مخططات البناء أن يغيّر خريطة جنوبالقدس بشكل دراماتيكي. وأضافت الصحيفة أن المخططات الثلاثة تقضي بإقامة مستوطنة جديدة جنوبالقدس باسم “غِفْعات هَمَتوس"، وأن لجنة ستبحث اليوم (أمس) في مخطط لبناء 900 وحدة في هذه المستوطنة الجديدة، بموازاة مخطط لبناء 2610 وحدات في المستوطنة ذاتها. ويجري البحث اليوم في مخطط ثالث يقضي ببناء 1200 وحدة في مستوطنة “غيلو" بين القدس وبيت لحم، وفي 7 يناير المقبل يبحث مخطط بناء منطقة فنادق كبيرة تابعة لمستوطنة “غفعات همتوس". من جهتها، أعلنت «حركة السلام الآن» الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، أول أمس، أن السلطات الإسرائيلية على وشك الموافقة على مشاريع بناء ضخمة في الأحياء الاستيطانية في «القدسالشرقية»المحتلة. تنديد أوروبي في المقابل، احتج الاتحاد الأوروبي على الخطط التي أعلنها الكيان بشأن بناء 1500 وحدة استيطانية في القدس. وقالت متحدثة باسم الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في بروكسل: “الاتحاد الأوروبي يؤكد أن تلك المستوطنات غير شرعية وفقاً للقانون الدولي وتشكل عقبة في طريق السلام". وأشارت المتحدثة إلى قرار وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 10 دجنبر الحالي الذي أدانوا فيه بشدة بناء مستوطنات في المناطق المحتلة. وأعربت المتحدثة عن القلق البالغ للاتحاد الأوروبي بسبب خطط بناء 4 آلاف وحدة أخرى في مستوطنة “غفعات هامتوس". إلى ذلك، أكد مصدر دبلوماسي أوروبي، أول أمس، أن الدول الأوروبية الأعضاء بمجلس الأمن الدولي (فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال) تعتزم التنديد بصورة جماعية ب(إسرائيل) بسبب خططها بناء وحدات استيطانية في القدسالمحتلة. وقال المصدر:» نحن نعدّ إعلاناً من جانب دول الاتحاد الأوروبي الأعضاء بمجلس الأمن في هذا الصدد. وسيصدر الإعلان في غضون الأيام القليلة القادمة»، مضيفاً:» يجب ألا نركز على مستوطنات منطقة أي1 (حيث تنوي «إسرائيل» بناء حوالي ثلاثة آلاف وحدة استيطانية) فحسب بل جميعها لأنه لو طلع على كل منها النهار فإنها ستثير شكوكاً بشأن إيجاد حل الدولتين، وبمجرد انتهاء الانتخابات الإسرائيلية في يناير المقبل نتعشم أن يتخذ الإسرائيليون قرارات أكثر واقعية». وكانت كل من فرنسا وبريطانيا وهما من الأعضاء الدائمي العضوية بمجلس الأمن قد استدعتا سفيري (تل أبيب) بكل من عاصمتي البلدين في وقت سابق الشهر الجاري، ووجهتا من خلالهما نداءات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتراجع عن برنامج المستوطنات. رفض أمريكي وانتقدت الولاياتالمتحدة قرار الكيان بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في القدسالمحتلة، لكنها أعلنت رفضها إدانته في مجلس الأمن الدولي. وقالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية «فيكتوريا نولاند» أن «واشنطن تشعر بخيبة أمل كبيرة من إصرار «إسرائيل» على المضي قدما نحو تنفيذ خطوتها الاستفزازية المتعلقة بإنشاء مستوطنات لها في القدسالشرقية والضفة الغربية». وأضافت المسؤولة الأمريكية في حديثها الصحفي اليومي، أول أمس، «لقد خاب أملنا بشدة بسبب إصرار (إسرائيل) على المضي قدماً في هذا النمط من الأعمال الاستفزازية»، مضيفةً أن «المسؤولين الإسرائيليين يقولون على الدوام إنهم يدعمون الطريق المؤدي إلى حل الدولتين ولكن هذه الأعمال لا تؤدي إلا إلى تعريض هذا الهدف لمزيد من الخطر». وتابعت نولاند: «نحن لسنا في حلقة بناءة هنا، وعلينا كسر هذه الحلقة وإنهاء الأعمال الاستفزازية وإعادة جميع الأطراف إلى طاولة الحوار، ولكن لا يمكننا أن نرغب في ذلك أكثر من الأطراف أنفسها». لكن نولاند أشارت إلى رفض واشنطن دعم أي قرار في مجلس الأمن الدولي لإدانة خطط (إسرائيل) لبناء ستة آلاف منزل للمستوطنين في الأراضي الفلسطينية. يشار أن كيان الاحتلال الصهيوني، أعلن، في ال30 من الشهر الماضي، عن اعتزامه بناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية إضافية في القدسالشرقية والضفة الغربية، وخاصة في المنطقة المعروفة باسم «أي واحد» الحساسة في القدس، كرد فعل على حصول فلسطين على عضوية دولة مراقب بالأمم المتحدة. ويرمي هذا المشروع، المثير للجدل والمجمد منذ سنوات بسبب الضغوط الأمريكية، إلى ربط مستوطنة معالي أدوميم في الضفة الغربية بأحياء استيطانية في القدسالشرقية. وقد أدى ذلك القرار إلى إحداث ردود أفعال عالمية، وصلت إلى حد قيام بعض الدول مثل فرنسا وبريطانيا باستدعاء سفيرهما من تل أبيب للتعبير عن ردة الفعل تجاه القرار المذكور.