تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الجمعة، على جملة من المواضيع، أبرزها، الخلاف المصري- الإثيوبي حول بناء (سد النهضة)، ومبادرات التحالف العربي لإنقاذ الاقتصاد اليمني، والتصعيد الذي تشهده الحدود التركية السورية، فضلا عن تداعيات خفض الدعم الأمريكي لوكالة (الأونروا) والجدل الدائر حول تعديل قانون الانتخاب في لبنان. ففي مصر، أبرزت صحف (الأهرام) و (الجمهورية) و (الأخبار)، القلق المصري المتزايد ازاء استمرار حالة الجمود التي تعتري المسار الفني لبناء سد النهضة الإثيوبي. ونقلت عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دعوته، خلال مباحثات أجراها، أمس الخميس، مع رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ميريام ديسالين، الأطراف الثلاثة (مصر، إثيوبيا، السودان)، إلى العمل في أسرع وقت ممكن، على تجاوز حالة الجمود الحالية لضمان استكمال الدراسات المطلوبة. وشددت الصحف على أن السبيل الأمثل والوحيد لترجمة ذلك على أرض الواقع هو استكمال الدراسات المطلوبة والالتزام بنتائجها بما يضمن تجنب أي أثار سلبية للسد على دولتي المصب، باعتبارها الشرط الذي حدده اتفاق إعلان المبادئ الموقع بين مصر وإثيوبيا والسودان عام 2015 للبدء في ملء حقينة السد وتحديد أسلوب تشغيله سنويا. وفي الامارات، اهتمت الصحف بتداعيات قرار الرئي الامريكي بشأن القدس ،ومبادرات التحالف العربي لإنقاذ الاقتصاد اليمني المتدهور . وكتبت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، شكل "ضربة لجميع المساعي الهادفة لإنجاز توافق يضع حدا لأطول صراع في العصر الحديث" ويعتبر تهديدا لحل الدولتين الذي يحظى بإجماع دولي كبير، ويعتبر عرقلة لأسس تحقيق السلام لأن القدس هي عنوانه العريض". من جانبها، خصصت صحيفة (الخليج) افتتاحيتها بعنوان "التحالف في مهمة إنقاذ اليمن" للوضع الاقتصادي المتدهور في اليمن، مؤكدة أن الخطوة الأخيرة التي أقدمت عليها المملكة العربية السعودية بإيداع ملياري دولار لدى البنك المركزي اليمني، تضاف إلى وديعة سابقة بمليار دولار، كشفت عن "توجه جاد" من قبل دول التحالف العربي لإنقاذ اليمن من خطر الانهيار الاقتصادي، خاصة بعد تدهور العملة الوطنية، مما تسبب في ارتفاع حاد في أسعار المواد التموينية والغذائية، التي أضافت عبئا على المواطنين اليمنيين، الذين يعانون الأمرين بسبب المغامرة التي أقدمت عليها ميليشيات الحوثي بانقلابها على الشرعية. وأضافت الصحيفة، أن الإجراءات الاقتصادية الجديدة التي اتخذتها دول التحالف العربي، وجدت ترحيبا من المؤسسات الدولية ،مؤكدة ان مهمة التحالف في إنقاذ اليمن ليست جديدة أو طارئة، بل "التزام أخلاقي وإنساني، بهدف مساعدة الشرعية للتخلص من مفاعيل الانقلاب، الذي أقدمت عليه ميليشيات الحوثي عام 2014، وهي مهمة لن تتوقف إلا مع عودة الشرعية إلى اليمن والتخلص من الشرور التي جلبها المتمردون لليمن والمنطقة". وفي السعودية، شددت يومية (الرياض) في افتتاحيتها تحت عنوان "نصرة القدس"، على ضرورة أن "يرتقي الخطاب الإعلامي العربي والإسلامي إلى مستوى قضية القدس، بعيدا عن الإثارة ولغة التهديد والوعيد التي لم تجد خلال عقود طويلة سوى خيبات أمل متلاحقة هزت الوجدان العربي والإسلامي". وأبرزت الافتتاحية أهمية الاستفادة من ثورة وسائل التواصل "لمخاطبة الشعوب بالمنطق وتفنيد جميع الادعاءات الإسرائيلية بالحجج في قوالب تتواءم مع طبيعة المتلقي، لا بما اعتدنا عليه من خطابات متشنجة ساهمت في تحويل الظالم إلى مظلوم وقلب المفاهيم". وفي الشأن اليمني، قالت صحيفة (اليوم) إن سعر صرف الريال اليمني مقابل الدولار سجل أمس، ارتفاعا ملحوظا، بعد تحويل المملكة وديعة بقيمة ملياري دولار إلى حسابات المصرف المركزي في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للسلطة اليمنية. وذكرت الصحيفة أن سعر صرف الريال اليمني تراوح أمس، بين 420 و450 مقابل الدولار الواحد في صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية، وفي عدن ومناطق أخرى، بعد أن كان قد تخطى عتبة ال500 قبل الإعلان عن الدعم المالي السعودي لهذا البلد. وفي موضوع آخر، اهتمت صحيفة (الوطن الآن) بالتصعيد الذي تشهده الحدود التركية السورية على خلفية دعم واشنطن للقوة الكردية في سوريا، مشيرة إلى أن حدة الخلافات التركية الأمريكية، تصاعدت أمس، بعد تأكيد التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة، أنه سيساعد مقاتلين سوريين حلفاء له، تقودهم وحدات حماية الشعب الكردية في تشكيل قوة حدود جديدة، قوامها 30 ألف فرد. وتابعت الصحيفة أن الخلاف الأمريكي التركي، يأتي في وقت هدد فيه النظام السوري تركيا ب"تدمير" أي أهداف جوية تركية في حال شنت طائراتها أي هجوم. وفي قطر، توقفت صحيفتا (الراية) و(الشرق)، في افتتاحيتيهما، عند اجتماع المشاورات الإقليمية حول استدامة السلام التي انطلقت أشغالها بالدوحة أمس وستتواصل اليوم، بمشاركة ممثلين عن منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، مشيرتان الى أن التركيز خلال هذه الأشغال سينصب على "الوصول الى فهم وإجماع سياسي بين الدول والأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية والمجتمع المدني والقطاع الخاص بشأن العلاقة بين التنمية المستدامة ومنع النزاعات والوساطة وحفظ السلام وحقوق الإنسان". وأضافت أن اقتراح قطر عقد واستضافة مؤتمر دولي حول الدبلوماسية الوقائية، الذي أعلنت عنه خلال افتتاح هذه الأشغال، يأتي من منطلق القناعة بالدور الحاسم الذي تضطلع به الدبلوماسية الوقائية في تحقيق السلم، وأيضا "استشعارا بمسؤولية دعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة، وإنجاح مبادراته لتحقيق السلام". وعلى صعيد آخر، لفت مقال نشرته صحيفة (الوطن) تحت عنوان " هل تنجو "الأونروا" من قرار التصفية؟"، الى ما بات يتهدد وجود وكالة الأممالمتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في حال أوقفت واشنطن مساهماتها التمويلية البالغ مقدارها سنويا 370 مليون، وما أشاعه ذلك من قلق لدى الدول المستضيفة للاجئين الفلسطينيين، وفي مقدمتها الأردن، المستضيف للعدد الأكبر منهم، مشيرا الى ان "إنهاء وجود الأونروا كعنوان أممي لقضية اللاجئين وحقهم في العودة والتعويض" يستهدف إقرار حل للصراع الفلسطيني -الإسرائيلي يقوم على "شطب حق العودة للاجئين، وتوطينهم نهائيا في دول الشتات". ولاستباق إفلاس (الأونروا) وما سيتلو ذلك من تداعيات سلبية على القضية الفلسطينية، شدد كاتب المقال على وجوب قيام الدول العربية ب"إصدار تعهد بتمويل العجز المالي" من طرف "أكثرها اقتدارا ماديا"، والعمل على حث الدول المانحة على رفع نسبة مساهمتها في ميزانية الوكالة، وأيضا دفع اجتماع المتابعة لوزراء الخارجية العرب، المقرر نهاية الشهر الجاري، وكذا التحرك المقبل للسداسية العربية في عواصم القرار العالمي منح ملف وكالة الغوث أولوية قصوى في أجندتها لتوفير البدائل الممكنة. وتحت عنوان "حوض النيل الشرقي والابتعاد عن حافة الهاوية"، نشرت صحيفة (العرب) مقالا، جاء فيه أن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي إلى القاهرة، "التي كان متفقا عليها قبل أن تتصاعد الخلافات بين هذه الدول، وكانت مقررة في دجنبر قبل أن يتم تأجيلها"، استهدفت أساسا "نزع فتيل التوتر والاحتقان الذي ساد علاقات دول حوض النيل الشرقي (مصر والسودان وإثيوبيا)، وانضمت لهذا الاحتقان مؤخرا إريتريا". وفي البحرين، كتبت صحيفة ( الأيام) أنه بعد تصاعد الغضب في تركيا إزاء قرار الولاياتالمتحدة تسليح وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها أنقرة امتدادا للمقاتلين الأكراد على أراضيها، أكد وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس بعد محادثات مع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس الخميس أن "بلاده تدعم أنقرة بقوة في حربها ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني". وأضافت الصحيفة أن ماتيس عبر عن تفاؤله بأن تعمل واشنطن وأنقرة على علاج أسباب التوتر بينهما بعد مناقشة دامت نصف ساعة مع بن علي يلدريم في لندن وصفها بأنها "صادقة وشفافة ومفيدة". من جهتها، قالت صحيفة (أخبار الخليج ) إنه بعد شهر على إعلان تحرير العراق من تنظيم (داعش)، لا يزال المتطرفون قادرين على استعادة السيطرة على مناطق جديدة، خصوصا تلك القريبة من الحدود السورية، وفق ما يرى مسؤولون وخبراء. فتحت عنوان "مناطق عراقية قابلة للسقوط في أيدي "داعش" بعد شهر من إعلان التحرير"، أكدت الصحيفة، استنادا إلى تقارير إعلامية، أن "أمن مدينة الموصل معقل تنظيم "داعش" سابقا لا يزال هشا وسينهار في أي لحظة" ، مؤكدة أن عناصر التنظيم يختبئون في مناطق صحراوية غرب الموصل، التي تمتد لآلاف الكيلومترات المربعة الحدودية مع سوريا، وينفذون هجمات تستهدف القوات الأمنية والأهالي على حد سواء. وأضافت الصحيفة أن هؤلاء المسلحين يستغلون المناطق الصحراوية والوديان والهضاب والحفر والمخابئ التي سبق أن حفروها (قبل استعادة الموصل)، وقد هيأوا كل احتياجاتهم من الأسلحة والعتاد والماء والوقود والغذاء بما يوفر لهم إمكانية الاختباء لفترات طويلة. وفي موضوع أخر، توقفت صحيفة (أخبار الخليج) عند تحذير الولاياتالمتحدة للشركات العالمية من مغبة التعامل مع إيران. ونقلت الصحيفة عن مساعدة وزير الخزانة الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب والجرائم المالية، سيجال ماندلكر، قولها، في تصريحات أمام اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ بالكونغرس، إن "مثل هذا التعامل قد يؤدي إلى معاملات مع الحرس الثوري أو الشركات التابعة له". وأضافت ماندكلر، نقلا عن ذات المصدر، أن " الأنظمة المارقة" في إيران وكوريا الشمالية وفنزويلا مازالت تستخدم أساليب مختلفة لإنفاق الأموال على "الأهداف الفاسدة والمجرمة، أو الأعمال الإرهابية، ما يضرب النظام المالي العالمي برمته"، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة ستواصل اتخاذ الإجراءات العملية لحماية النظام المالي العالمي "و مواجهة ما تقوم به إيران من دعم للإرهاب وسعي لتقويض استقرار المنطقة، وانتهاك حقوق الإنسان واضطهاد الشعب الإيراني". وفي لبنان، اهتمت الصحف المحلية، بتلقي قيادات فلسطينية تحذيرات بضرورة الاحتياط في تحركاتهم، واعتزام تركيا شن حملة جوية على منطقة عفرين بسوريا الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الأكراد. وفي هذا الصدد، قالت (الجمهورية) إنه لا تزال محاولة اغتيال الكادر التنظيمي في حركة (حماس) محمد حمدان تتفاعل فلسطينيا، حيث كشفت مصادر فلسطينية للصحيفة، أن "قيادات فلسطينية تلقت تحذيرات من مصادر وصفتها بالعليمة بضرورة الاحتياط والتنبه والحذر في تحركاتها بعد محاولة اغتيال حمدان في صيدا"، موجهة أصابع الاتهام إلى إسرائيل. ونقلت عن المصادر ذاتها قولها إن "العديد من القيادات الفلسطينية خففت من تحركاتها، إلا لضرورات قصوى، واتخذت إجراءات أمنية حول مراكزها في مخيم عين الحلوة وغيره من المخيمات الفلسطينية، ورفعت درجة التنسيق الأمني بينها وبين الأجهزة الأمنية اللبنانية لرصد أي تحرك غير عادي ومشبوه". وفي الملف السوري، كتبت (اللواء) أن تركيا أرسلت قائد الجيش إلى موسكو، أمس، سعيا للحصول على موافقة روسيا لشن حملة جوية على منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الأكراد، وذلك رغم تحذيرات من دمشق بأنها قد تسقط أي طائرات تركية تدخل أجواءها. وفي الشأن المحلي، ذكرت صحيفة (الأخبار) أن رئيس الوزراء، سعد الحريري استدرك أمس خطورة الخلاف الذي كان سيندلع خلال جلسة الحكومة حول البند 24 من جدول الأعمال القاضي بتعديل قانون الانتخاب للتمديد لتسجيل المغتربين الذي اقترحه وزير الخارجية والمغتربين، جبران باسيل، بعدما قام بإعادة البند إلى اللجنة الوزارية من اجل مناقشته. وأضافت اليومية أن باسيل يرى أن "هناك أطرافا تريد حرمان اللبنانيين المقيمين والمغتربين، من إمكانية المشاركة في العملية الانتخابية"، مؤكدا أنه متشبث بهذا الإصلاح حتى تنزيله على أرض الواقع.