واصلت الصحف العربية الصادرة ، اليوم السبت، اهتمامها بزيارة العاهل السعودي لمصر ، فضلا عن تطرقها لملف الارهاب في ضوء احتضان جنيف حاليا أشغال المؤتمر الدولي لمنع التطرف وتطورات الأوضاع في اليمن والزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي للبحرين. ففي مصر كتبت جريدة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان "مصر المستقرة" أن زيارة الملك سلمان في هذا التوقيت تأتي لتضيف زخما جديدا وتبعث بالعديد من الرسائل في ملف العلاقات المصرية Ü السعودية وعلى الصعيد العربي، حول إعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة بعد أن كادت الحرب في اليمن تضع أوزارها ،وبعد اتجاه الأوضاع في ليبيا نحو الحل السياسي، ومع بدء صياغة مواقف محددة تجاه الأزمة في سوريا. وأضافت أن مصر المستقرة أصبحت مؤهلة سياسيا بعد استكمال مؤسساتها الدستورية واقتصاديا باستكمال البنية الأساسية لأن تكون مركزا إقليميا في مجال النقل والتجارة والاستثمارات الدولية بعد افتتاح محور قناة السويسالجديدة وكأكبر سوق للطاقة الجديدة والمتجددة والغاز، وأكبر جاذب للسياحة بعد استكمال التجهيزات الأمنية بالمطارات لتواكب ماهو متبع بالمطارات العالمية . أما جريدة (الجمهورية ) فكتبت في افتتاحيتها تحت عنوان " زيارة خير للأمة العربية " أن رسائل عديدة انطلقت من القاهرة عاصمة أرض الكنانة إلى العالم كله حاملة معاني الود والحب والتقدير تؤكد على المكانة الخاصة لدى مصر العروبة شعبا وقيادة لضيفها الكبير الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين في زيارته الأولي للقاهرة التي تتوج مواقف رائعة ومبادئ أصيلة في كيفية التعاون والتضامن بين الأشقاء وقالت إن أولى الرسائل تعكس التقدير والحب للعاهل السعودي وحكومة وشعب المملكة للمواقف المشرفة في مساندة مصر الثورة ودعم بنيانها ضد المؤامرات التي حاولت النيل منها والرسالة الثانية تتعلق بالبرنامج الحافل للعاهل السعودي الذي تستضيفه جامعة القاهرة العريقة وتمنحه الدكتوراه الفخرية ثم يتحدث أمام البرلمان المصري ،الاستحقاق الثالث لخارطة المستقبل عقب ثورة يونيو، في حدث هو الأول من نوعه عربيا بالإضافة إلي زيارته للأزهر وبعض مواقع المشروعات القومية التي انطلقت من أرض الكنانة تسابق الزمن لتحقيق آمال المستقبل. ومن جانبها كتبت جريدة (الأخبار) أن مصر والسعودية لم يكونا بحاجة إلى جسر يربط تاريخ علاقات الشعبين بحاضرهما، أو يصل بين رؤى قيادتين وبين مواقف سياسية في بلدين، فالروابط وشيجة، والأواصر متينة، والعلاقات يعززها إيمان بوحدة مصير، وإدراك عميق بأن مستقبل أمة تعصف بها أنواء التقسيم والتفتت وشعوب تهددها مخاطر التطرف والإرهاب، رهن باتحاد الرؤى الاستراتيجية لمصر والسعودية، والعمل المشترك في مجابهة التحديات ودرء المخاطر، وردع التهديدات. وأكدت أن الملك سلمان يرى في هذا الجسر، خطوة تاريخية، لأنه سيحقق الربط البري ليس فقط بين مصر والسعودية، وإنما بين آسيا وأفريقيا، مما سيرفع حجم التبادل التجاري إلى مستويات غير مسبوقة، ويعزز صادرات البلدين للعالم، ويشكل منفذا دوليا للمشروعات الواعدة في البلدين، ومعبرا أساسيا للحجاج والمعتمرين والسياح، إضافة إلى فرص العمل التي سيوفرها لأبناء المنطقة. وفي قطر ، اهتمت صحيفة ( الشرق) بملف الارهاب في ضوء احتضان جنيف حاليا أشغال المؤتمر الدولي لمنع التطرف ، مبرزة في افتتاحياتها "أن لا علاقة للإسلام كدين بالإرهاب، وأن مصطلح الإرهاب لا يحظى بمصادقة واعتراف في الثقافة الإسلامية التي تنطلق من قيم الإسلام كنظرية أو فكرة لصناعة العدوان على الآخرين أو ضرب الحقوق لأن الإسلام دين يؤمن به أكثر من مليار إنسان في العالم، وأكثرية الناس في مناطق الأهمية الاستراتيجية هم من المسلمين". و جددت الصحيفة التأكيد على أن الإرهاب "ليس له دين، وليست له جنسية، وهو يصدر من المسلمين ومن غيرهم، وهو كما يصدر من الاشخاص والجماعات، يمكن ان يصدر من الدول أيضا، والنماذج هنا كثيرة"، معتبرة أن ما ينبغي للمجتمع الدولي فعله هو ضرورة الاتفاق على تعريف شامل للإرهاب، تستقيم فيه المعايير ولا يستثني أحدا. في الشأن اليمني ، لاحظت صحيفة ( الراية) أن تأكيد الحكومة الشرعية في اليمن جاهزيتها للمشاركة في الحوار المرتقب في الكويت وإعلانها عن قرب استكمال اتفاق وقف إطلاق النار مع الانقلابيين الحوثيين المقرر دخوله حيز التنفيذ منتصف ليلة غد "رسالة واضحة للجميع بأن الحكومة الشرعية مستعدة وراغبة في السلام وأن الانقلابيين وحليفهم صالح هم المعوقون للهدنة المرتقبة التي من المقرر أن تبدأ اعتبارا من 10 أبريل، تمهيدا لبدء مباحثات السلام في 18 أبريل في الكويت". ومن هذا المنطلق ، طالبت الصحيفة هيئة الاممالمتحدة "باتخاذ موقف واضح تجاه هذه المماطلة التي يمارسها الانقلابيون الحوثيون وحليفهم المخلوع صالح بإلزامهم بالقبول غير المشروط بالهدنة وتسليم المدن ومؤسسات الدولة المغتصبة وإنهاء التمرد وتسليم الأسلحة وإطلاق الأسرى باعتبار أن تنفيذ هذه المطالب يحقق إجراءات بناء الثقة المفقودة بينهم وبين الشعب اليمني ويقود إلى حوار الكويت المرتقب خاصة أن الحكومة الشرعية قد وافقت على الدخول في الحوار السياسي معهم بناء على موافقتهم على الشروط التي وضعتها الأممالمتحدة والتي تمت بناء على القرار2216." وبلبنان، طغى قرار محكمة التمييز العسكرية اللبنانية القاضي بسجن الوزير السابق ميشال سماحة ثلاثة عشر عاما مع الاشغال الشاقة، وتجريده من كل حقوقه المدنية بتهمة التحضير لتفجيرات واغتيالات بلبنان بالتنسيق مع مسؤولين سوريين، على ما عداه من قضايا داخلية، إذ أشارت (الجمهورية) الى أن القرار، الذي شغل السياسيين " انعكس ارتياحا رسميا وشعبيا، وكان محور مواقف مرحبة". إلا أن الصحيفة أبرزت أن الحكم لم يحجب الاهتمام عن سائر الملفات الساخنة، وفي مقدمتها ملف مديرية أمن الدولة (اختلاسات) الذي لم تهدأ السجالات حوله، فيما تواصلت الاتصالات لإيجاد مخرج له. كما لم يحجب هذا الحكم، وفق الصحيفة، الاهتمام عن زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند المقررة للبنان منتصف أبريل الجاري. أما (السفير) فتحدثت عن جهوزية عسكرية وحزبية وجهد أمني وعسكري ومخابراتي، وتفكيك شبكات إرهابية، وإجراءات مشددة وتدابير احترازية في الداخل وعلى الحدود الشرقية، على وقع التطورات العسكرية المتسارعة في الميدان السوري. وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أنه من المفترض أن يكون اليوم يوما مختلفا في اليمن، يتم فيه تطبيق قرار وقف إطلاق النار تمهيدا لإطلاق مفاوضات يمنية في الكويت تفضي إلى تسوية سياسية. واعتبرت أن وقف إطلاق النار الذي من المفترض تطبيقه اليوم يشكل فرصة للعودة إلى العقل والكف عن اللجوء إلى القوة المستندة إلى دعم الخارج. وشددت على أنه "لعل هؤلاء أدركوا الآن أن الوطن يتسع للجميع وأن تقديم التنازلات من هنا وهناك يكون للوطن وأهله، وأن الاعتراف بالخطأ فضيلة وليس هزيمة"، معبرة عن الأمل في أن يكون اليوم بداية لمرحلة جديدة على طريق استعادة اليمن ووضعه على طريق الأمن والسلام. ومن جانبها، أكدت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، أنه مع قرب انطلاق جولة المباحثات اليمنية التي تستضيفها دولة الكويت بهدف إنجاح الحل السياسي الذي يقوم على تحقيق السلام والاستقرار وإنهاء كافة المفاعيل الانقلابية لمليشيات الحوثي والمخلوع، وذلك عبر تطبيق القرار 2216 و مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات الحوار اليمني، تبرز التحذيرات من محاولات جديدة قد تقدم عليها الثلة الانقلابية بقصد التسويف أو المناورة أو الالتفاف على أساسيات الحل. ولاحظت أن عددا من المسؤولين والمراقبين والمحللين للشأن اليمني يقللون من ادعاءات الطرف المتمرد ويشككون بنواياه، خاصة أن تجربتهم معه ليست قصيرة وتاريخه الإجرامي الطويل يرجح أنه لم ولن يخضع لأسس إنهاء الأزمة إلا بعد أن" دفعته بطولات الشعب اليمني عبر المقاومة الشعبية والجيش الوطني المدعوم بقوات التحالف العربي للرضوخ، بعد أن تم إحباط الانقلاب وقطع يد الشر الإيرانية التي حاولت الاستيلاء على اليمن". وفي البحرين، اهتمت الصحف بالزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، للمملكة، حيث كتبت صحيفة (الوسط) أنه قد يقال الكثير عن لقاء كيري وفدا من المعارضة، "ولكن المهم أن ننظر إلى أن البحرين مهمة جدا، إلى الدرجة التي يهتم بها كل من له وزن في عالمنا اليوم"، مشددة على ضرورة الدفع نحو "حل بحريني داخلي مشترك، قائم على حبنا لبلدنا، وعلى إصرار الجميع نحو عيش مشترك، يتماسك فيه المجتمع، وتبحر فيه سفينتنا بأمن وسلام، على رغم كل ما يجري من حولنا، فالمصير مصيرنا نحدده بنظرة مستقبلية تبقى من خلالها راية الوطن خفاقة". وقال رئيس تحرير الصحيفة في مقال بعنوان "بعيدا عن الإستقطابات"، إن الحفاظ على تماسك المجتمع يجب أن يكون الحجر الأساس لأية انطلاقة نحو المستقبل، مضيفا: "نحن كبحرينيين، في ظل قيادة جلالة الملك، أثبتنا قدرتنا على ذلك في مطلع العام 2001، ونحن بلا شك قادرون على تحقيق ذلك باستمرار، مع تجديد العزم، ومع الانفتاح بروحية جامعة، متسامحة، ومصححة ذاتيا لكل ما مررنا به". ومن جهتها، أكدت جريدة (الوطن) أن الوقت حان لإعادة النظر في السياسة الأمريكية التي "تعمل في ظاهرها على التقرب من الدول بدعوة الصداقة، وفي الخفاء تعمل على دعم الكيانات والفئات الممتلكة لأجندات تضر بلدانها"، مؤكدة أن البحرين تعاملت بكل وضوح وشفافية مع الطرف الأمريكي منذ عقود طويلة، وأقل ما تتوقعه أن "يتعامل معها (أصدقاؤها) بالمثل". وكتبت الصحيفة أنه حتى تتم محاربة الإرهاب والقضاء عليه، "على الولاياتالمتحدة أولا أن تتوقف عن دعم الإرهاب وأصحاب الفكر الإرهابي والتطرف الديني في بلادهم"، معتبرة أنه "لربما هي فرصة أن تبدؤوا من البحرين، بوقف هذا الدعم لمن احتل دوار مجلس التعاون يوما، وأساء لرموز البلد ولكافة مكونات الشعب، وهتف ل(إسقاط البحرين) التي لن تسقط بإذن الله". ومن جانبها، أشارت صحيفة (أخبار الخليج) إلى أن زيارة كيري للبحرين هي أول زيارة لوزير خارجية أمريكي منذ الأحداث التي ألمت بالمملكة عام 2011، معتبرة أن الإدارة الأمريكية، ومن خلال هذه الزيارة، "نفذت نوعا من كسر الحظر الدبلوماسي عن البحرين"، ليكون ذلك بمثابة المؤشر على أن هذه الإدارة غيرت موقفها من البحرين، بعد أكثر من خمس سنوات من العلاقات التي توترت بسبب عدة عوامل. وأبرزت الصحيفة، ما أوردته صحيفة (بوسطن غلوب) بأن كيري انتقد "المعارضة البحرينية"، وسار في خط متوازن في حديثه عن حقوق الإنسان في البحرين، مشيرة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي لم يأت على ذكر أي من مسؤولي جمعية (الوفاق) أو غيرها من الجمعيات الذين "خالفوا القانون وصدرت بحقهم أحكام قضائية"، حيث كانت هناك توقعات من قبل الإعلام الغربي بأن يطلب لقاء هؤلاء، "إلا أنه لم يفعل، وإنما التقى ممثلين عنهم".