تناولت الصحف العربية، الصادرة اليوم الخميس، جملة مواضيع على رأسها تخليد ذكرى (يوم الأرض) الفلسطيني، والصراع في اليمن، والعلاقات المصرية - السعودية، والتنسيق الخليجي والعربي لمواجهة التحديات الراهنة، إلى جانب قضايا أخرى إقليمية ومحلية. في مصر، تناولت صحيفة (الأهرام) في افتتاحية بعنوان "العلاقات المصرية Ü السعودية" الزيارة الرسمية المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية للقاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرة إلى أن هذه العلاقات أعمق من كلمة "شقيقة وأخوية"، وأهم من وصفها بÜ "العلاقات الاستراتيجية". وأكدت الصحيفة على أهمية هذه العلاقات على المستوى الرسمي والثنائي والإقليمي، مبرزة أن الظروف والأوضاع التي تمر بها المنطقة والعالم، تبرهن على عمق التنسيق والتوافق في الرؤى بين البلدين بشأن مختلف القضايا والأزمات المتفجرة في المنطقة. وفي السياق ذاته، أكدت صحيفة (الأخبار)، في مقال بعنوان "الرئيس والملك" أن الزيارة الأولى والتاريخية التي سيقوم بها عاهل المملكة العربية السعودية لمصر "ستقطع جميع الألسنة المغرضة التي تلفظت بأحاديث واهمة عن تذبذب في العلاقات بين البلدين". وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الزيارة، ستشهد إلى جانب التوقيع على عدد من الاتفاقيات ، قمة مهمة وذات طابع خاص مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وستكون على مائدة الزعيمين جميع الملفات الملحة، أبرزها مكافحة الإرهاب والازمات السورية واليمنية والليبية، وإعادة إحياء القوة العربية المشتركة وكذا العلاقات مع تركياوقطر، إضافة إلى الملف الاقتصادي. وفي موضوع آخر، وتحت عنوان "الحرب قادمة على الفساد"، كتبت صحيفة (الوفد) أنه في مصر الجديدة لابد من اقتلاع جذور الفساد وضبط مرتكبيه لأنهم أشر من الإرهابيين، حيث الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة، معتبرة أن "مصر كما نجحت في حربها على الإرهاب، وضبط مرتكبيه وتطهير البلاد من شرور "أهل الشر"، يبقى أهل الفساد الذين يرتكبون جرائم بشعة في حق الوطن والمواطن منذ زمن بعيد". وأضافت الصحيفة، في مقال لها بهذا الخصوص ، أن "المشروع الوطني الجديد للبلاد لايستقيم وجوده في ظل وجود فساد، لأنه يبتلع كل خطوة رائدة وأية تنمية تقوم بها الدولة، بل يطرد الفساد أية استثمارات ولا يساعد على جذبها". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إن عجلة الاستثمار عادت لتدور بشكل طيب في المملكة، وإن "هناك نجاحا في فتح أبواب جديدة واستقطاب استثمارات تعود في النهاية بالفائدة على البلد"، مؤكدة أنه حتى تكون هناك بيئة استثمارية صحيحة، وبيئة جاذبة للاستثمار، لابد من إعادة إحياء شعار "الاستثمار في بيئة صديقة" الذي دشنه مجلس التنمية قبل سنوات. وأوضحت الصحيفة أن هناك حالات فضلت أن تستثمر في مواقع أخرى، فقط لأنها مرت بتجارب "غير طيبة"، ولم تمض أمورها بالسلاسة المتوقعة أو السرعة المطلوبة، ولذلك فإن المطلوب اليوم ليس فقط الترويج للبحرين كبلد يمتلك مقومات الاستثمار الناجح، بل الحرص على تطوير الإجراءات وتسهيلها أمام رؤوس الأموال وأصحابها، حتى يدركوا من خلال سلاسة المعاملات والتسهيلات المقدمة أنهم بالفعل في المكان الصحيح. وعلى صعيد آخر، أكدت صحيفة (أخبار الخليج) أنه أصبح من المهم الإقدام على خطوات شجاعة تحمي المنطقة كعملية (عاصفة الحزم)، وعلى مبادرات خلاقة كمناروات (رعد الشمال) التي وحدت عددا من الدول العربية والإسلامية، معربة عن الأمل في أن تكون هذه المبادرات التي قادتها المملكة العربية السعودية بمشاركة من دول مجلس التعاون الخليجي، هي خريطة الطريق التي يسير عليها الجميع لحماية المنطقة. وأبرزت الصحيفة أن المنطقة توجد أمام تحديات وأخطار غير مسبوقة صار من المهم أن تواجه بمستويات من التنسيق والتعاون غير مسبوقة، مستويات تنسى موضوع المصالح الضيقة وتؤكد حماية الأمة والخليج ككل، قائلة إن ما يؤكده رئيس الوزراء بالنسبة إلى هذا الموضوع "هو فعلا ما نحتاج إليه"، ذلك أنه يشدد على أهمية التنسيق المشترك خليجيا وعربيا ودوليا في ظل عالم مليء بالتوترات والصراعات التي باتت تشكل تهديدا للجميع وخطرا يطل برأسه على أمن الدول وتنميتها الاقتصادية. و في قطر، نوهت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها ، بمذكرات التفاهم التي وقعتها أمس قطر لتسليح وتطوير قواتها المسلحة مع عدد من الشركات العالمية ، مؤكدة "أهمية تطوير منظومة الدفاع والأمن وتحديث الجيش القطري بمختلف أنواع الأسلحة ". واعتبرت أن هذه الاتفاقيات تؤكد أن تطوير القوات المسلحة القطرية "لن يقف عند هذا الحد بعدما وضعت القيادة القطرية على عاتقها تسليح وتطوير وتحديث الجيش القطري بمختلف أنواع الأسلحة حتى يكون درعا للوطن وسيفه المسلول في وجه أي محاولة ليس للنيل منه فحسب، بل في وجه أي اعتداء على دول المنطقة". من جهتها ، أكدت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها أن دولة قطر تواصل اهتمامها بتحديث منظومات الدفاع الوطني والأمن بالبلاد، "وذلك عبر تعزيز خطوات التعاون الدولي في كافة المجالات خصوصا ما يتصل بتحديث وتطوير الصناعات المتعلقة بالدفاع الوطني والأمن، وتوظيف أحدث ما حققته التكنولوجيا لتصب في تحديث وتطوير المقدرات الدفاعية والامكانيات الأمنية للبلاد ". وبمناسبة تخليد ذكرى (يوم الأرض) الفلسطيني الذي يصادف 30 مارس من كل سنة، شددت صحيفة (الشرق) على ضرورة أن تشكل هذه الذكرى" رافعة للصمود وتعزيزا للإصرار على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الإرهابي، وبداية حقيقية لوحدة وطنية تدفع لإرساء خطة زمنية مدروسة لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس"، مؤكدة في هذا الصدد على أهمية إتمام المصالحة بين حركتي (فتح) و(حماس) باعتبارها ضرورة ملحة لمواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي. وبعد أن ذكرت بأن حكومة نتنياهو العنصرية مازالت تمارس الإرهاب بشتى أصنافه تحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي، ضاربة بالقرارات الدولية عرض الحائط على مدى سبعين عاما تقريبا، أكدت الصحيفة في افتتاحيتها "أن الفلسطينيين في أمس الحاجة اليوم إلى توحيد صفوفهم لمواجهة الحملة الممنهجة للاحتلال، والارتفاع عن الخلافات الصغيرة والتلاقي على خطة وطنية توحد كل الفصائل تحت راية النضال الفلسطيني، لتفويت الفرصة على الاحتلال من ابتلاع القضية الفلسطينية تماما ". وبالإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن الحصار يضيق بشكل قوي على الانقلابيين الحوثيين، وأنصار الرئيس المخلوع علي صالح في صنعاء، مشيرة إلى أن قوات الشرعية اليمنية، استطاعت بعد تقدمها أمس الأول في الجبهة الشمالية، واقترابها من أبواب العاصمة صنعاء، أن تتقدم بالأمس في الجبهة الشرقية، وتسيطر على مواقع عدة تطل على وادي ضبوعة، الذي يعد أهم طرق الإمداد لميليشيات الحوثي، والمخلوع داخل صنعاء. وكتبت الصحيفة في هذا الصدد "لقد ضاق الحصار على التمرد، ولعل الانقلابيين يدركون قبل فوات الأوان، أن لا مفر من تطبيق القرارات الدولية، وأن لا جدوى من استمرار القتال، وأن من وراءهم في إيران لن ينفعهم عندما يخنقهم الحصار ويقضي عليهم". وخلصت الصحيفة إلى أنه بالرغم من الانتصارات المستمرة فإن دول التحالف العربي مازالت، من موقع القوة، تعلن أنها تدعم أي حل سياسي قائم على المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرار الأممي 2216، وذلك حفاظا على أرواح الشعب اليمني ودرءا للفتنة الطائفية. ومن جهتها، أبرزت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للبنان الأسبوع الماضي أثارت لغطا كبيرا حول أهدافها، خصوصا بعدما تردد أنه طرح أمام بعض المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم مسألة توطين عدة آلاف من اللاجئين السوريين في لبنان. وأوضحت أن هذا اللغط لم يكن في الواقع من لا شيء بل كانت هناك تسريبات تحدثت عن مؤشرات تبعث على القلق والخوف أبدتها بعض المرجعيات السياسية والدينية من دون أن تكشف عن أي تفاصيل، إلى أن أكدت الأممالمتحدة الأمر وكشفت عن المستور قبل يومين، وقالت إنها تسعى لإعادة توطين 450 ألف لاجئ سوري في دول الجوار. واعتبرت الافتتاحية أن "الأمر يدعو إلى الاستهجان والريبة معا.. لماذا توطين اللاجئين في دول الجوار، حيث يقيم عدة ملايين منهم في لبنان والأردن وتركيا والعراق.. وهؤلاء من المفترض أن يعودوا إلى وطنهم حالما تهدأ الأوضاع ويستتب الأمن فيه، وليس توطينهم". وأضافت أن "الأمر يدعو فعلا إلى الشك والريبة، بل يصير من الجائز الحديث عن شبهة مؤامرة غير مستبعدة تحيكها بعض الجهات والمرجعيات الدولية لخلخلة جغرافيا وديموغرافيا بعض الدول المعنية، وبالتالي تبرير توطين الفلسطينيين إسوة بتوطين السوريين إذا ما تحقق". وخلصت الافتتاحية إلى أنه "إذا كان الشك هو الطريق إلى اليقين كما يقال.. فعلى الأممالمتحدة أن تشرح الأسباب وتعلل قرارها وموقفها وإلا ستكون في موقع الشبهة".