قال الناشط المغربي سيون أسيدون إن "المقاطعة الأكاديمية للكيان الصهيوني بأمريكا تسير بشكل أفضل مما هي عليه بالمغرب، حيث تعمدُ جامعات مغربية إلى التعاون الدائم مع جامعات إسرائيلية". وأضاف أسيدون، الذي كان يتحدث في ندوة بمناسبة يوم الأرض نظمتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان حول القضية الفلسطينية تحت عنوان "لماذا نحيي يوم الأرض؟"، مساء السبت، بمقر الاتحاد المغربي للشغل بطنجة، أن "فكرة المقاطعة الأكاديمية للكيان الصهيوني بدأت سنة 2004، وتدعو إلى مقاطعة التعاون مع الجامعات الإسرائيلية التي يعيش بها عرب 48 ميزا وحيفا ملحوظيْن". المقاطعة الأكاديمية، يوضح المتحدث، هي واحدة من الطرق التي تعتمدها حركة "BDS" السلمية العالمية التي يعدّ هو نفسه أحد أعضائها، والتي تأسست سنة 2005 بثلاثة مطالب أساسية؛ وهي حق رجوع اللاجئين الفلسطينيين، وتفكيك المستوطنات، وهدم جدار الفصل العنصري ووضع حد للتمييز الذي يعاني منه فلسطينيو 48. "هذه المطالب الثلاثة، إن تحققت، ستشكل إخفاقا وفشلا لأهداف الحركة الصهيونية، كما ستوحد جميع شرائح المجتمع الفلسطيني بكل توجهاتها"، يضيف المتحدّث. وعن حركة "BDS"، قال أسيدون إنها حركة سلمية تتبنى القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، وتمارس ضغطها على الصعيد العالمي من أجل الوصول إلى أهدافها الثلاثة، وسائلها في ذلك "مقاطعة كل منتجات الكيان الصهيوني، سحب الاستثمارات، وفرض العقوبات، وذلك على المستوى العالمي، وليس فقط العربي والإسلامي"، بحسب تعبير أسيدون. أسيدون استعرض بعض ما حققته الحركة منذ تأسيسها، "حيث استطاعت الضغط على شركات عالمية من أجل سحب استثماراتها من إسرائيل؛ كفيوليا للبيئة، وأورانج للاتصالات، وGroupe4 التي أعلنت عزمها الانسحاب من إسرائيل في سنة 2017، كما قرر مصرفا دوتش بانك ودانسك بانك سحب أموالهما من أحد البنوك التي تمول برامج الاستيطان، يضاف إلى ذلك سحب عدد من الكنائس لأموالها"، يوضح أسيدون. وأضاف المتحدث أن العام الماضي "شهد اجتماعا لوزراء الكيان الصهيوني خلص إلى إدراج موضوع المقاطعة وتأثيرها في اختصاص وزارة الشؤون الإستراتيجية، حيث تم تخصيص تمويلات ضخمة لمواجهة آثارها، كما نظمت جريدة يديعوت أحرونوت، في 28 مارس الماضي، ندوة حول موضوع: كيف نواجه المقاطعة؟ حضرها الرئيس الإسرائيلي بنفسه، نظرا لما أصبحت تشكله المقاطعة من ضغط". وعلى الصعيد الوطني، دعا أسيدون إلى "ضرورة إخراج قانون تجريم التطبيع، من جديد، للوجود ومناقشته أمام الملأ في قبة البرلمان المغربي بدل تجميده بهذا الشكل"، كما دعا إلى مقاطعة إحدى الشركات التي تستورد تمورا إسرائيلية والتي مقرها بطنجة، وهي تمور، بحسب أسيدون، تمت "سرقة" نخيلها من إحدى واحات تافيلالت وزراعتها بالقرب من نهر الأردن في الضفة الغربية قبل أن يتم تصديرها من جديد إلى عدد من الدول العربية. يذكر أن سيون أسيدون، وفق تقديم مسير الندوة عبد السلام البقيوي، هو من مواليد 1948 بمدينة آسفي، "ناضل في صفوف الحركة التلاميذية وصفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب واليسار المغربي، حيث اعتقل سنة 1972 في إطار الهجمة من طرف النظام آنذاك على اليسار المغربي والحركة الماركسية بصفة خاصة، قبل أن يطلق سراحه بمقتضى عفو على إثر الحركة التضامنية في بداية الثمانينيات مع المعتقلين السياسيين بالسجن المركزي بالقنيطرة". "بعد إطلاق سراحه" يضيف البقيوي "لم يستكنْ سيون، بل بقي في خضم النضال السياسي والحقوقي، فكان من مؤسسي ترانسبارنسي المغرب، وهو حاليا فاعل في القضية الفلسطينية التي يعتبرها قضيته الرئيسية، كما أنه كان من مؤسسي حركة BDS المغرب".