يعتبر سيون أسيدون، الناشط المغربي البارز في الحركة المناهضة للصهيونية، أن أهم ما يجب الإشارة إليه بمناسبة يوم الأرض الذي يوافق 29 من نونبر 2015، هو الحركة المتنامية لمناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني، والتي تأخذ أيضا صبغة المقاطعة الأكاديمية والاقتصادية والمالية وغيرها. ويرى أسيدون، حسبما جاء في تصريحه لبيان اليوم، أن حركات المجتمع المدني الداعية إلى المقاطعة والتراجع عن التطبيع مع الكيان الصهيوني، لها من الوقع ما يجعل هذا الكيان يعيش صعوبات حقيقية، ولا أدل على ذلك من كون إقدام حكومة نتنياهو على إخراج موضوع المقاطعة من دائرة الهيئة المكلفة بالدعاية الخارجية وإدخالها في دائرة الشؤون الاستراتيجية، حيث خصصت له إمكانيات كبيرة، مما يدل على أن هذه المقاطعة تشكل خطرا استراتيجيا على الكيان الصهيوني، حسب المتحدث. واعتبر أسيدون أن تجربة جنوب افريقيا في محاربة التمييز العنصري أسطع مثال على أن الحركة المدنية يمكن أن تتطور إلى الحد الذي يرغم حكومات على اتخاذ موقف المقاطعة العسكرية والاقتصادية والمالية للحكومات التي تخرق القانون الدولي وتقوم بجرائم ضد الإنسانية. وأضاف أسيدون أنه، على صعيد المغرب، هناك ائتلاف من 29 جمعية مافتئ يطالب الحكومة المغربية بوقف نشاط شركة صهيونية للنقل البحري، لكن الحكومة لم تستجب للطلب، ومازالت هذه الشركة تقوم برحلات بحرية تجارية من حيفا بفلسطين إلى الدارالبيضاء. كما أن هناك عددا من المدرسين الصهاينة، يقول أسيدون، الذين مازالوا يحلون بالجامعات المغربية رغم المطالبة بالمقاطعة الأكاديمية للكيان الصهيوني. هذا بالإضافة إلى الأشكال العديدة من التطبيع مع هذا الكيان. وأشار أسيدون إلى الحركة العالمية المتنامية للمقاطعة سواء على الصعيد الأكاديمي أو التجاري أوالمالي. آخر ما حصل في هذا الصدد هو مطالبة 343 مدرسا جامعيا في جامعات انكلترا بالمقاطعة الأكاديمية مع اسرائيل وقد وصل العدد إلى 80 مدرسا لحد الآن، وهو ما حذا بمجموعة من الأكاديميين الأمريكيين إلى الانضمام، في غضون الأسبوع ذاته، إلى هذه الحركة مع إضافة المقاطعة المالية ايضا لسحب الاستثمارات من عدد من الشركات المعروفة بصهيونيتها، يقول سيون اسيدون. ويضيف أنه في السياق ذاته، وفي آخر تطور من أروبا، تم فرض يافطة شهادة الأصل على منتجات المستوطنات الاسرائيلية، وهو إجراء رغم محدوديته إلا أنه يمثل، حسب أسيدون، تأكيدا على عدم الاعتراف من قبل اروبا بمشروعية تلك المستوطنات.