وجه سيون أسيدون، الناشط الحقوقي المناهض للتطبيع مع إسرائيل، انتقادات لاذعة للحكومة المغربية ومعها السلطات، حول استمرار ما وصفها حالات التطبيع مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي في عدد من المجالات، مضيفا أن "المجال المغربي مخترق صهيونيا منذ زمن رغم التعاطف المغربي الشعبي مع فلسطين عبر التظاهرات الكبيرة". وقال أسيدون، خلال كلمة له في المهرجان الخطابي الذي نظم اليوم الجمعة بالرباط تضامنا مع فلسطين، إن المغرب تحول إلى ساحة معركة بين "الشعب الفلسطيني والكيان الصهيوني"، بعدما تساءل: "هل المغرب يشكل احتياطا للفلسطينيين أم للصهاينة"، فيما أورد أن أبرز تطبيع مغربي إسرائيلي يهم "التعاون المخباراتي مع الموساد منذ عقود". وتوقف الناشط المغربي، ذو الأصول اليهودية، عند النشاط التطبيعي بين المغرب وإسرائيل، حيث كشف أن المملكة تحتل الرتبة الثالثة عربيا من حيث المبادلات التجارية مع إسرائيل، بعد كل من مصر والأردن، فيما أورد وجود خط بحري مباشر يربط بين حيفا والدارالبيضاء، "تنظمه شركات صهيونية لها نشاط رسمي في المغرب عبر صفقات عمومية وبالمال العمومي". أسيدون قال إن التطبيع العسكري يعد بارزا في العلاقات المغربية الإسرائيلية، موردا اقتناء الرباط لطائرات بدون طيار، و"إف 16" الأمريكية التي قال إنها مزودة بأجهزة إلكترونية من صنع إسرائيلي، مضيفا أن "المغرب اختار نموذج الطائرات التي تضم التجهيز الإسرائيلي، ما يعني أن صيانة تلك الطائرات مرهونة بتعاقد بين المغرب وشركة صهيونية". وأوضح أسيدون أن مؤسسة "BDS" فرع المغرب، التي يشتغل ضمنها، وهي اختصار "مقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على الكيان الصهيوني"، شنت منذ مدة حملات تحذير من التعامل المغربي مع إسرائيل، موردا: "قمنا بحملة تدعو لطرد شركة الأمن الدولية الخاصة G4S من المغرب، بعدما نبهنا نشطاء فلسطينيون إلى أن الشركة تسهر على بناء الجدار العازل والسجون التي يقبع فيها الأسرى ومواقع للاستيطان وأخرى عسكرية". أما عن الحملة الثانية، فتهم، بحسب أسيدون، التحذير من بيع التمور الإسرائيلية في السوق المغربية التي قال إنها "سوق مخترقة من طرف الإنتاج الصهيوني"، مضيفا أن الإسرائيليين يصدرون التمور من نوع "المجهول" الذي لا يوجد سوى في منطقة تافيلالت، "أي أنهم سرقوا حبات التمور من المغرب وغرسوها في تراب أرض سرقوها وهي فلسطينالمحتلة ثم عادوا لبيعوها لنا". الحملات التي تقوم بها مؤسسة "BDS" بالمغرب، تشمل، وفقا للناشط الحقوقي، "الاحتجاج لطرد شركات (زين) التي تفتخر، في موقعها الإلكتروني، بأنها نقلت الأسلحة لليهود عام 1948 لاحتلال فلسطين وفي جميع الحروب، وهي من نقلت المستوطنين من العالم"، مضيفا أن للشركة مقرا في الدارالبيضاء، حيث "راسلنا الحكومة في الأمر لكن للأسف لم نر أي تجاوب". ويستعد النشطاء المناهضون للتطبيع مع إسرائيل في المغرب لإطلاق حملة احتجاج جديدة تهم تواجد شركة "أورنج" للهواتف النقالة، حيث برر سيون أسيدون جدوى الحملة بكون الشركة "تساعد الاحتلال الإسرائيلي في سقي الأراضي المحتلة، وأنها قدمت خدمات للجيش الإسرائيلي عام 2014 وقت العدوان على غزة بربط الجنود مجانا، ومساعدة فيلقين لمدرعات الاحتلال التي دمرت جزء كبيرا من غزة"، يشرح أسيدون.