من بين أبرز المواضيع التي أثارتها الصحف التونسية، اليوم الجمعة، التهديد الأمني في البلاد، فيما تناولت الصحف الموريتانية مهرجان منتدى المعارضة بنواذيبو. ففي تونس، نقلت صحيفة (المغرب) قراءها إلى جبال الشعانبي، المتاخمة للحدود الجزائرية، في روبورتاج واكبت فيه القوات العسكرية في حربها على الإرهاب بالمنطقة. وقالت إن جبال الشعانبي أعلى قمة في تونس وأشهرها (1544 م عن سطح البحر)، انتصب بمغاورها (الدواعش) وعششت ثقافة الإرهاب في مفاصل شجر البلوط والصنوبر الحلبي الذي طالما كانت ظلاله تخيم بعطرها فوق أجساد المتجولين والباحثين عن الهواء الطلق. وتساءلت الصحيفة "لماذا تتواصل محاصرة (الدواعش) في الجبل لسنوات ولم يتم القضاء عليهم مثلما كان الشأن في مدينة بن قردان (جنوب-شرق) الشهر الماضي¿"، لتسارع إلى الجواب بأن الوضع يختلف باختلاف المناطق الجغرافية، موضحة أن المجال في بن قردان صحراوي لم يجد الإرهابيون مكانا يختبئون فيه عكس الشعانبي التي هي تضاريس بمسالك وعرة ومتشعبة تساعدهم على الاختباء. وعلى صعيد آخر، أفادت صحيفة (الصباح) بأن شارع (الحبيب بورقيبة) سيكون اليوم على موعد مع مسيرة لتلاميذ المؤسسات التربوية تحت شعار "المدرسة ضد الإرهاب"، وذلك تعبيرا من هذه الفئة عن مساندة العسكريين والأمنيين في حربهم وحرب كل المجتمع التونسي ضد آفة الإرهاب. واختارت صحيفة (الضمير) الخوض في واقع البلاد التي رأت أنها في حاجة إلى "هدنة سياسية"، فكتبت، في افتتاحيتها، أنه "وسط أجواء توحي بعودة التصعيد من جديد للساحة الاجتماعية، تتواصل في تونس المعارك السياسية حامية الوطيس، وتكاد تخرج عن السيطرة في بعض الأحيان، فتعطل المسيرة التنموية وتشل العمل الحكومي وتذكي نار الإضرابات والاعتصامات كما يحصل اليوم في العاصمة وأطرافها". ومن جهتها، رأت جريدة (الصحافة) أن هشاشة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية وتدني أداء الأحزاب السياسية، قادا الرأي العام إلى إعادة ترتيب تطلعاته خلال عام 2016، حيث بات غالبية التونسيين يفاضلون "دولة قانون قوية" و"توفير الأمن ولقمة عيش" على "ديمقراطية ناشئة ومتعثرة بدت فوضى من الأزمات أكثر منها خارطة طريق واضحة الملامح". واستندت الصحيفة في ذلك على عملية سبر للآراء أعدتها مؤسسات متخصصة، أظهرت أن غالبية التونسيين يضعون استرجاع الدولة لهيبتها ومكافحة الإرهاب وإنعاش الاقتصاد المنهك وتحسين أوضاعهم الاجتماعية ومستوى المعيشة في صدارة أولوياتهم خلال السنة الجارية قبل حرياتهم السياسية المدنية والفردية منها والعامة. وفي موريتانيا، ركزت الصحف على مهرجان منتدى المعارضة بمدينة نواذيبو، حيث أشارت إلى أن قادة المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، أكبر كتلة معارضة في موريتانيا، تحدثوا خلال هذا المهرجان الشعبي بالعاصمة الاقتصادية لموريتانيا عن "الأوضاع الاقتصادية الصعبة" التي يعيشها البلد في مختلف المجالات، خصوصا قطاعي الصيد والمعادن وتعاطي المنطقة الحرة مع المواطنين. وأوضحت أن المتدخلين أجمعوا على "تدني الأحوال المعيشية للسكان وارتفاع الأسعار"، مبرزين "تطلعهم ل " التغيير"، ومؤكدين تمسكهم بدستور 1991 وعدم المساس به وتعديله. وفي هذا الصدد، تحدثت بعض الصحف عن مساع بدأها المنتدى للتوصل إلى موقف موحد لمختلف مكونات المعارضة من أحزاب وتكتلات وهيئات من أي محاولة لتعديل الدستور الموريتاني، وخصوصا المواد المتعلقة بعدد الولايات الرئاسية. وعلى صعيد آخر، تطرقت الصحف إلى مطالبة مختلف الهيئات والنقابات الصحفية الموريتانية بالإفراج الفوري عن صحفيين اثنين تم الزج بهما في السجن على خلفية شكوى تقدم بها بدر ولد عبد العزيز، نجل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، بعد تكييف تهمة القذف والتشهير ضدهما طبقا للقانون الجنائي الموريتاني. وأشارت إلى بيان مشترك للهيئات النقابية الموريتانية، اعتبرت فيه أن اعتقال الصحفيين الاثنين يخالف قانون الصحافة الذي ينص على إلغاء عقوبة الحبس في مخالفات النشر، والتي جرى الالتفاف عليها من خلال هذا التكييف الذي وصفه البيان بالغريب. ومن جهة أخرى، اهتمت الصحف بزيارة العمل التي بدأها، أمس الخميس لنواكشوط، الوزير الأول السينغالي، محمد عبد الله ديون، واللقاءات المكثفة التي عقدتها بالرباط الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المكلفة بالشؤون المغاربية والإفريقية وبالموريتانيين في الخارج، خديجة أمبارك فال، مع عدد من المسؤولين المغاربة والتي تناولت بالأساس العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.