تناولت الصحف المغاربية ، الصادرة اليوم الثلاثاء تداعيات التهديدات الأمنية في المنطقة في ضوء الهجوم على منشأة نفطية بجنوبالجزائر، وقبله الهجوم على مدينة بن قردان التونسية. ففي الجزائر، عادت الصحف لتداعيات الهجوم على المنشأة الغازية في منطقة الخريبشة قرب عين صالح (1300 كلم جنوبالجزائر العاصمة)، يوم الجمعة الماضية ، والذي لم يخلف ضحايا في الأرواح، علما أن مائة موظف، من بينهم العديد من الأجانب يعملون لحساب شركتين أجنبيتين تستغلان المنشأة. وتوقفت الصحف عند إقدام الشركتين على ترحيل عمالهما من الموقع تعبيرا منهما "عن الوضع الأمني المتردي" في البلاد. فتحت عنوان "طعنة في الظهر"، كتبت صحيفة (الخبر) أنه في خطوة غير متوقعة، قررت شركتا (بريتش بتروليوم) البريطانية وستاتويل) النرويجية سحب عمالهما من موقعي عين صالح غاز وتي?نتورين، على خلفية الهجوم الإرهابي الأخير الذي استهدف موقع خريبشة، في حين تؤكد الشركة الوطنية للمحروقات (سوناطراك) أن هذا الإعلان لن يؤثر على مستوى الإنتاج الذي سيبقى في حجمه الطبيعي. ولاحظت الصحيفة أن العملية الإرهابية على منطقة خريبشة رغم أنها لم تلحق أي أذى، سواء بالعمال الأجانب أو المحليين، إلا أن الشركتين فضلتا الانسحاب تجنبا لتكرار سيناريو مأساوي مثلما حدث سنة 2013، عندما اقتحم مسلحون موقع تقنتورين النفطي واحتجزوا عددا من الرهائن ضمنهم أجانب قبل أن يفر بعض منهم ويقتل آخرون في تدخل لقوات الجيش لحماية الموقع. وحسب صحيفة (ليبرتي)، فإن قرار الشركتين سيكون له "لا محالة انعكاس سلبي" على مستوى فرملة الأنشطة الجارية لشركة (سوناطراك) التي تقول العكس، وتحدث خللا في مخططها التنموي. وأوردت الصحيفة أن شركتي (بريتش بتروليوم) (ستاتويل) "تتحججان بالتهديد الأمني الذي أصبح واقعا، مستندة في ذلك إلى بيان وزارة الداخلية الجزائرية قبل أيام". واتهمت صحيفة (الشروق) الشركتين بكونهما "تصطادان في المياه العكرة"، لكون خطوة ترحيل عمالهما تأتي رغم أن السلطات الجزائرية أثبتت قدرتها عسكريا وتقنيا على التحكم في الوضع، والدليل تمكنها من إحباط الهجوم الإرهابي دون أي خسائر مادية ولا بشرية. ونشرت صحيفة (المحور اليومي) تصريحا للرئيس المدير العام لشركة (سوناطراك) سابقا عبد المجيد عطار الذي قلل من تأثير مغادرة هؤلاء العمال، موضحا أن ذلك لن يؤثر على استراتيجية الشركة التطويرية خلال السنوات المقبلة، في الوقت الذي تسعى فيه الجزائر إلى الرفع من طاقتها الإنتاجية من الغاز، تزامنا مع انهيار أسعار النفط وتراجع مداخيلها الريعية. واعتبرت أن قرار الشركتين البريطانية والنرويجية هو "إجراء احترازي تخوفا من أي هجوم مماثل"، وأن تسريح العمال المتزامن مع الوضعية الأمنية التي تعرفها المنطقة "يمكن إدراجه ضمن سياسة الضغط غير المباشر لتجديد عقود عمل أو تمديد الشراكة الثنائية مع (سوناطراك) في الحقول النفطية". وفي تونس، لم تتوقف الصحف عن إثارة التهديد الأمني في البلاد في ظل استمرار المطاردة بين المهاجمين على بن قردان (جنوب-شرق) ومقتل 52 إرهابيا إلى حدود يوم أمس الاثنين، علما أن الهجوم على المدينة انطلق يوم 7 مارس الجاري. صحيفة (الصباح) اعتبرت أن محاربة الإرهاب أصبح ضمن أبرز أولويات تونس، لكونه "مازال يتربص بنا وخطره يكمن في أنه تسرب إلى داخل الجسد التونسي واستوطن عقلية البعض من التونسيين، ووجب الاعتراف بذلك". ودعت الدولة إلى أن تقوم بدورها بالكامل في الداخل والخارج من أجل توفير الموارد اللازمة لمقاومة الإرهاب ومن أجل حشد الدعم الحقيقي لتونس التي "لا ينبغي أن تكون وحدها في هذه الحرب، وليس من المعقول أن تدفع الفاتورة لوحدها في حرب فرضت عليها والعالم كله معني بها". وقالت صحيفة (المغرب) إن العملية الجارية بمدينة بن قردان لم تنته، وتجددت المواجهات بين القوات الأمنية والعسكرية والإرهابيين الأسبوع الماضي، ناقلة عن الناطق الرسمي باسم محكمة تونس والقطب القضائي أنه تم في المجموع توقيف 52 شخصا وأحيل ، إلى حدود يوم الجمعة الماضية ، على قاضي التحقيق 25 من المشتبه بهم صدرت في حق 21 منهم مذكرة إيداع بالسجن فيما أخلي سبيل الآخرين. وأفادت بأنه تم القضاء خلال ال24 ساعة الماضية على أخطر عنصر إرهابي يسمى محمد الكردي كان متحصنا داخل منزل شقيقه بضواحي بن قردان، وذلك بعد مواجهات مع قوات الأمن امتدت لما يقارب 12 ساعة. وذكرت صحيفة (الشروق) أن الكردي (37 عاما) هو "أمير الخلايا الداعشية" التي نفذت الهجوم على بن قردان، وأنه خلال محاصرته داخل منزل شقيقه كان برفقة مجموعة إرهابية تمكنت من الهرب ليظل وحيدا في مواجهات مع قوات الأمن قبل مقتله. ونشرت الصحيفة مقالا تحت عنوان "ملحمة بن قردان وعيد الاستقلال يؤكدان الحاجة للمصالحة الوطنية"، جاء فيه أن العمليات الإرهابية المتواصلة ببن قردان أثبتت "كيف يتحول المواطن الأعزل إلى جندي على الميدان يساند العسكريين (...)"، وأن الأمر لا يقتصر على أهالي بن قردان "لأن كل تونسي بمختلف أنحاء البلاد عبر - كل على طريقته - عن مساندة الدولة في حربها على الإرهاب. فكانت الهبة جماعية ووطنية لم يختلف فيها سياسيو اليمين عن سياسيي اليسار أو الوسط ولا مواطنو الشمال عن مواطني الوسط والجنوب". وفي موريتانيا، ركزت الصحف على الحوار المرتقب بين الحكومة والأغلبية الداعمة لها والمعارضة. وفي هذا السياق، أشارت إلى الندوة الصحفية التي عقدها ، أمس الاثنين ، قادة المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (معارضة راديكالية) عقب المهرجانات التي أقامها ببعض ولايات شرق البلاد وتأكيد رئيسه الدوري صالح ولد حننا أن المنتدى لا يملك أي معطيات جديدة بخصوص الحوار السياسي الذي يطالب به. واعتبر ولد حننا أن الحكومة وأحزاب الأغلبية الداعمة لها "غير جادين في تنظيم الحوار رغم أن الكرة في مرماهم والمنتدى جاهز للحوار ومتمسك بموقفه منه". وذكرت أن منتدى المعارضة انتقد تصرف الإدارة المحلية مع قادة المنتدى خلال تنظيم مهرجانات بشرق البلاد. ومن جهتها، لاحظت صحيفة (الفجر) أن منتدى الديمقراطية والوحدة "صعد من حدة خطابه" في وجه السلطة في أول خرجة إعلامية له بعد رحلته في ولايات الشرق. أما جريدة (الصحيفة)، فتحدثت عما أسمته "الحرب الباردة" المتصاعدة بين الحكومة وحزب الاتحاد من أجل الجمهورية (الحزب الحاكم)، مشيرة إلى وجود "تذمر كبير" لدى رئيس الحزب سيد محمد ولد محم إزاء مبادرة الوزير الأول يحي ولد حدمين، بإيفاد وزراء من حكومته ل "التصدي" لمهرجانات أحزاب المعارضة المنضوية تحت لواء المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة. كما تطرقت الصحف لمصادقة الجمعية الوطنية (الغرفة السفلى) ، أمس ، على مشروع قانون يعدل بعض بنود مدونة الاستثمارات. وأشارت إلى أن هذه التعديلات تروم منح امتيازات وحوافز للمستثمرين في هذه المناطق من خلال إعفائهم من الرسوم الجبائية والجمركية، وتسهيل كافة الإجراءات الأخرى التي تساعدهم على تنفيذ مشاريعهم. أما جريدة (المستقبل)، فتوقفت عند "شح" الوقود بعد انسحاب المزود الرئيسي. فكتبت أن أغلب محطات الوقود الرئيسية في العاصمة نواكشوط شهدت شحا كبيرا في الوقود بعد انسحاب الشركة الروسية التي كانت تمون السوق الموريتانية بهذه المادة الحيوية، وذلك عقب انتهاء صلاحية العقد الذي يربطها بالسلطات المختصة والذي لم يتم تجديده.