تركز اهتمام صحف أوروبا الصادرة اليوم الثلاثاء على عدد من المواضيع خاصة منها قضية تسريبات "وثائق بنما " الجديدة ، والوضع السياسي في اسبانيا بعد تعثر تشكيل الحكومة ،إضافة إلى أخبار دولية ومحلية. ففي بلجيكا ، خصصت الصحف أولى صفحاتها لفضيحة تسريب وثائق مالية فيما يعرف ب "باناما بيبرز ". وكتبت (لوسوار) أن هذا التحقيق ، الغير مسبوق والذي قام به أزيد من مائة مؤسسة إعلامية هزت الرأي العام وفضحت عددا من المسئولين من مختلف مناطق العالم. ونوهت الجريدة بقوة ونبل الصحافة عندما تقوم بهذا الدور من خلال تعاون دولي ، وعمل حكيم استغرق عدة أشهر واصفة ذلك ب"لدغة ديمقراطية تضرب حيث ما كان ذلك ضروريا ". كما أكدت أن الصحافة ، مع الأسف ، تقوم دائما بكشف الفضائح لكي يفتح السياسيون تحقيقا ويتخذون إجراءات. وأشارت صحيفة (لاليبر بلجيك) إلى أنه من غير المجدي التفكير في القضاء على هذه الممارسات ، مضيفة أن القانون الزجري في هذا الشأن يشجع أولئك الذين يختارون المناطق التي تفرض فيها ضرائب أقل. وتساءلت صحيفة (لافونير) ما إذا كانت الحرب ضد التهرب الضريبي في مستوى التحديات ¿ مشيرة إلى أن 700 بلجيكيا معنيون بهذه الفضيحة. وفي ألمانيا كانت هذه القضية ذاتها هي المهيمنة على تعليقات الصحف مبرزة أن تسريبات "وثائق بنما " حول التهرب الضريبي همت شخصيات عالمية معروفة قامت بذلك عبر شركات وهمية . فكتبت صحيفة (تريغيشه فولكسفرويند) ، أن هذه القضية سلطت الضوء عن حقائق خطيرة ليس بسبب التعرض للمساءلة القانونية ولأحكام القانون الجنائي " بل لأنها كشفت عن تفاصيل عالم يعيش في الظل لا يمكن تصوره خاصة بالنسبة للمواطن العادي ". من جهتها اعتبرت صحيفة (هانوفريشه اليغماينة تسايتونغ) ، أن تسريبات ، وثائق بنما ، " قضية نوعية ومختلفة تماما عن القضايا السابقة التي تم فيها الكشف عن بيانات سرية " مضيفة أن ما يميز هذه التسريبات الجديدة كونها تضم لائحة طويلة بأسماء رؤساء ومشاهير ، والقضية ليست مجرد فتح صفحة جديدة ". وأضافت الصحيفة أن " كل من أخفى الأصول المالية أو لديه معاملات مشبوهة ، ستتم محاسبته عاجلا أو آجلا ". أما صحيفة (فولكسشتيمه) ، فاعتبرت أن الخلاصة الاساسية من هذه القضية تفيد بأنه " يوجد أغنياء وأقوياء في جميع أنحاء العالم ، لكن تم كشفهم أمام أعيننا ، وسيكون ساذجا تماما من يعتقد أن أحدا يستطيع التهرب من القانون ومن سلطات بلاده بشكل دائم ". وترى صحيفة (فيستفاليشن ناخغيشتن ) أن القضية ليست جديدة خاصة فيما يتعلق بالتهرب الضريبي وغسل الأموال وفتح حسابات في الخارج ، إذ عرفت منذ فترة عقود طويلة مضيفة أن شركات من بنما وجزر فيرجن البريطانية متورطة وهي المعنية بالعمليات المشبوهة. وفي هولندا ، تناولت الصحف هي الأخرى قضية تسريبات " وثائق بنما " التي فضحت ، وفق الصحف ، قضايا التهرب الضريبي لدى مسئولين كبار في العالم . فلاحظت صحيفة (ديفولكسكرانت) أنه تم ذكر اسمي الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني بيترو بوروشينكو في هذه الوثائق. وقالت الصحيفة إن ذكر اسم رئيس أوكرانيا في هذه الفضيحة يأتي في وقت غير مناسب خاصة وأن هولندا تستعد للتصويت يوم غد الأربعاء على اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا . من جانبها كتبت صحيفة (إين إير سي) أن سلطات الضرائب الهولندية فتحت يوم الاثنين تحقيقا حول هذه الفضيحة وتحديدا حول "البيانات التي تضمنها الوثائق ذات الصلة بهولندا "، مشيرة إلى أن التحقيق يتعين أن يحدد ما إذا كانت بعض البيانات ممكن أن تعالجها السلطات الضريبية بالبلاد. وقالت الصحيفة أنه بالنسبة لهولندا ، فالأمر يتعلق بشركتين ستتأثران بسبب الفضيحة ، مضيفة أنه لحد الآن ليست هناك أي شخصية هولندية معنية بالقضية. أما صحيفة (تراو ) ، التي تعد واحدة من اثنين من الصحف الهولندية المرتبطة بالملف ، فنشرت مقابلة مع اثنين من صحافييها يانس كلايننيانويس وكارلين كويبرز ، المشاركين في التحقيق في هذا الملف الدولي ، اللذي من جهة نظرهما يكتسي أهمية بالغة ليس فقط بسبب عدد من الوثائق التي تم الكشف عنها ، ولكن أيضا لعدد الصحافيين المرتبطين بالملف والبالغ عددهم 370 صحافيا. وفي فرنسا ، خصصت صحيفة (لوموند) عدة صفحات لقضية "وثائق بنما "، مشيرة الى أن هذه الخريطة هي الأشمل و الأكثر حداثة ، والقادرة على رسم الجزء الكامل من التمويل العالمي ، الذي كان مخفيا عن الأنظار في السابق . وفي موضوع أخر ، حذرت صحيفة (لوفيغارو) من احتمال التخلي عن التدابير الرئيسية لمشروع قانون الشغل تحت ضغط من الاشتراكيين ، مشيرة الى السلطة التنفيذية مقبلة على إعداد تراجعات سيعرف مداها في الأيام القادمة. من جانبها، أشارت صحيفة (لبيراسيون ) إلى رفض الحكومة الاشتراكية فتح نقاش حول تقنين القنب الهندي ، مضيفة انه إذا كان اليسار في السلطة معقد من جهة هذا الموضوع ، فالأمر راجع الى تخوفه من اتهامه بالتراخي من قبل اليمين . وأكدت الصحيفة أن تقنين القنب الهندي هو السلاح الوحيد الذي بإمكانه الحد من التهريب ، كما أنه يشكل عملية سحب البساط من تحت أقدام شبكات الاتجار الحشيش. وفي البرتغال ، سلطت الصحف الضوء هي الأخرى على قضية "وثائق بنما" ، فكتبت صحيفة ( جورنال دي نوتيسياس) أن هذه الوثائق سربت عددا هائلا من المعلومات وكشفت كيف يقوم رؤساء دول وسياسيون ومجرمون ومشاهير بتبييض أموالهم أو إخفاء ثرواتهم ، مشيرة إلى أن من بين هؤلاء 34 شخصا متورطون في التهرب الضريبي بالبرتغال. وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء العملاء ، الذين لا يمكن أن يكونوا برتغاليين ، كلفوا مكتب المحاماة موساك فونسيكا ، بإحداث 244 شركة في الخارج مع 255 مساهم بهدف تحويل سري لملايين الأوروات. من جانبها كتبت صحيفة (لوبوبليكو) أنه يجدر فقط التذكير بالفضائح المالية الأخيرة التي شهدتها البرتغال للقدرة على استيعاب المعنيين بوثائق باناما التي تهيمن الآن على الأحداث في العالم. وفي إسبانيا ، واصلت الصحف اهتمامها بمحاولات مختلف الأحزاب السياسية التوصل إلى اتفاق بغية تشكيل الحكومة وتجنب انتخابات جديدة. فكتبت صحيفة (لا راثون) أن المحادثات بين الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني ، وحزبا بوديموس وسيوددانس ستجرى الخميس المقبل ، مشيرة إلى أنه على بعد نحو شهر من الموعد الذي حدده الدستور الإسباني لتشكيل الحكومة ، لازال الوضع كما هو عليه سياسيا بإسبانيا. وفي سياق متصل ، أوردت صحيفة (إلباييس) أن الأحزاب الثلاثة تعي تماما أهمية هذا الاجتماع ، مشيرة إلى أن تنظيم انتخابات جديدة ، في حال فشل الأحزاب في تشكيل الحكومة، سيكون فشلا لهذه الأحزاب لعدم قدرتها على التوصل لاتفاق يخرج البلاد من المأزق التي هي فيه. أما صحيفة (إلموندو) ، التي ذكرت بأن استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت أن نتائج حزب بوديموس اليساري الراديكالي سيتراجع كثيرا ، فأشارت إلى أن الحزب الشعبي سيكون المستفيد الرئيسي في حال الدعوة لانتخابات جديدة ، وهو ما قد يعزز التقارب بينه وبين حزب سيوددانس. من جهتها ، أوردت صحيفة (أ بي سي) تصريحات الأمين العام لحزب سيوددانس، ألبرت ريفيرا ، الذي قال إنه واثق من أن الحزب الشعبي ، وأمام عدم اليقين السياسي والاقتصادي الذي تعرفه إسبانيا منذ الانتخابات الأخيرة ، سيوافق على التفاوض مع الحزب الاشتراكي وسيوددانس.