سقط ما لا يقل عن 22 قتيلاً، وأكثر من 310 جرحى، في اعتداءات لقوات الأمن السوريّة على آلاف المحتجين المناوئين لنظام الرئيس بشار الأسد، الذي يواجه احتجاجات غير مسبوقة في مختلف المدن السورية، في أكبر تحدٍ لنظامه منذ توليه السلطة خلفًا لوالده عام 2000. وعمّت المظاهرات بعد صلاة الجمعة العديد من المدن والبلدات في مختلف أرجاء البلاد، ضمن حملات التظاهر للمطالبة بالإصلاح والتغيير الديمقراطي، وأشار سكان في مدينة درعا، مهد التحركات الشعبية، إلى أنّ قوات الأمن أطلقت النار على آلاف المحتجين، مما أدّى لمقتل 17 وجرح 310 على أقل تقدير. وقال أحد الأطباء العاملين في درعا لشبكة "سي إن إن": إنّ قوات الأمن فتحت النيران باتجاه المحتجين بعد خروجهم من الصلاة، مضيفًا أنّ العناصر الأمنية تمنع الأطباء من الوصول إلى المستشفى المركزي في المدينة لمساعدة الجرحى. وقال شاهد عيان ثان: إنّ المظاهرات تجري في العديد من المدن المجاورة لدرعا، مثل الصنمين وأنخل وجاسم ونوى والحراك. من جانبه، قال وسام طريف، الناشط في حقوق الإنسان بسوريا، والموجود خارج العاصمة دمشق، أنّه تلقى العديد من التقارير حول تصاعد العنف في البلاد. أما المواقع الإلكترونية الخاصة بالمعارضة السورية، فنشرت تسجيلات فيديو لمظاهرات في عدد كبير من المدن، مثل اللاذقية وحمص ودوما وأدلب وبانياس، ومناطق أخرى في ريف دمشق، إلى جانب عرض أسماء عدد من القتلى. ونقلت وكالة "رويترز" عن شهود عيان قولهم: إنّ القتلى والجرحى سقطوا نتيجة استخدام قوات الأمن الذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين. وتحدث شهود عيان آخرون عن عدد أكبر من الضحايا. وقال ناشط إنّ المعلومات الأولية تفيد سقوط عشرة قتلى. وعرفت حتى الآن هويات ثلاثة منهم فقط. وأضاف أن "رجال أمن بملابس مدنية أطلقوا النار لتفريق المتظاهرين بعد صلاة الجمعة". وذكر أحد النشطاء أنّ آلاف المتظاهرين غادروا ثلاثة مساجد وخرجوا في مظاهرة، لكن قوات الأمن الّتي ترتدي الملابس المدنية أطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. وبثَّ التليفزيون السوري الرسمي صورًا حية لما وصفهم بأنهم "مخربون ومندسون يطلقون النار على المدنيين وعلى قوات حفظ النظام" في درعا. وفي مدينة حمص بوسط البلاد قال سكان: إنّ مئات خرجوا إلى الشوارع عقب صلاة الجمعة مرددين هتافات تطالب بالحرية وذلك بعد يوم من إعلان الرئيس بشار الأسد إقالة محافظ حمص في محاولة لاسترضاء الشعب. وكانت المعارضة السوريّة قد دعت إلى مظاهرات ضخمة في كل أنحاء البلاد، الجمعة، مع التركيز على توجّه المحتجين إلى مراكز حزب البعث الحاكم في البلاد منذ نصف قرن، وذلك لإظهار اعتراضهم على الحزب بالتزامن مع ذكرى تأسيسه. وتأتي هذه التطورات لتظهر استمرار الأزمة السياسية في سوريا رغم إعلان الرئيس السوري الخميس عن مجموعة خطوات، منها منح الجنسية لعدد كبير من الأكراد، إلى جانب تشكيل حكومة جديدة في البلاد.