أفردت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء بأمريكا الشمالية حيزا هاما للحديث عن التراجع الملحوظ في شعبية المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، والتهديد المتنامي لتنظيم "الدولة الإسلامية" بأوروبا، وإصلاح النظام الانتخابي بكندا، وجهود حكومة جاستن ترودو لمكافحة التغيرات المناخية. وكتبت صحيفة (بوليتيكو) أن شعبية المرشح الجمهوري للانتخابات التمهيدية، دونالد ترامب، في تراجع متواصل بعد الأحداث المثيرة للجدل التي شهدتها حملته مؤخرا. ونقلت الصحيفة نتائج العديد من استطلاعات الرأي التي أبرزت أن 70 في المئة من الناخبين الأمريكيين يشكلون صورة سلبية حول دونالد ترامب بسبب تصريحاته المشينة حول المرأة. وأضافت أن تراجع شعبية ترامب قد يكلفه خسارة 17 ولاية ينتظر أن تنظم انتخاباتها التمهيدية قبل انعقاد المؤتمر الوطني لاختيار مرشح الحزب الجمهوري بكليفلاند (ولاية أوهايو)، وهو ما سيجعل مهمة ضمان دعم 1237 مندوب أمرا صعبا. في السياق ذاته، اعتبرت صحيفة (واشنطن بوست) أنه بعد معركته الدنيئة ضد خصمه المحافظ المتشدد، تيد كروز، حول زوجتيهما، وجد ترامب نفسه في ورطة جديدة بعد اتهام مدير حملته بالاعتداء على إحدى الصحافيات. ولاحظت الصحيفة أن النساء قد تشكلن مشكلا حقيقيا بالنسبة لترامب، لافتة إلى أن انزلاقاته المرتبطة بالمرأة تعطي مزيدا من الأسباب للمؤسسة الحزبية لمحاولة عرقلة ترشيحه. ونقلت الصحيفة عن مديرة معهد النساء والسياسة بالجامعة الأمريكية، جينيفر لاولس، أن حزب لينكولن يوجد في مأزق مع الكتلة الناخبة النسائية منذ عدة سنوات، مضيفة أنه مع استفزازات دونالد ترامب، لا يبدو ان هذه الانتخابات الرئاسية ستخرج عن العادة. وأوضحت أنه منذ سنة 1988، لم يسبق لأي مرشح جمهوري أن فاز بأصوات النساء في مواجهة منافسه الديموقراطي. على صعيد آخر، لاحظت صحيفة (نيويورك تايمز) أن الهجمات الإرهابية الأخيرة بباريس وبروكسيل أبانت عن ان المصالح الأمنية الأمريكية والأوروبية قللت من شأن تهديد تسلل إرهابيي تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى أوروبا. وأشارت إلى ان عددا من الخبراء في مجال مكافحة الإرهاب كشفوا عن الخطوط العريضة لخطة عمل الوحدة الخارجية التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، موضحة أن الأمر يتعلق ببنية مستقلة تحت سلطة "أبو محمد العدناني"، الناطق باسم التنظيم المتطرف. وسجلت أن هذه الوحدة مكلفة بتجنيد وتدريب الإرهابيين الجدد، وتقديم الدعم المالي واللوجستي للمقاتلين بالميدان، مضيفة أن طريقة عملها تتمثل في تقديم التوجيهات التكتيكية للمقاتلين المحليين، مع إعطائهم حرية طريقة التنفيذ. وبكندا، كتبت يومية (لو دوفوار) أن الانتخابات الفيدرالية ل19 أكتوبر الماضي ستكون الأخيرة التي تنعقد وفق النمط الاقتراعي الأحادي الاسمي بجولة واحدة، مضيفة أن رئيس الوزراء وزعيم الليبيراليين جاستن ترودو تعهد بأن يقدم إلى البرلمان في غضون 18 شهرا من توليه السلطة، مشروع قانون يمثل ثمرة مشاورات مكثفة أجرتها لجنة برلمانية خاصة، على مجموعة واسعة من الإصلاحات الممكنة. وأبرزت الصحيفة أنه "بعد مرور خمسة أشهر، لازلنا ننتظر بداية هذه المشاورات، خصوصا في ظل محاولات العديد من الأقاليم الكندية التي استغرقت سنوات من أجل استشارة الساكنة، والتوصل إلى مقترحات محددة"، مشيرة إلى أنه لم يتبق سوى 13 شهرا لليبيراليين للوفاء بالتزاماتهم. وفي موضوع آخر، ذكرت الصحيفة نفسها أن الوزيرة الاتحادية للبيئة، كاثرين ماكينا، لا ترى تعارضا بين نمو إنتاج النفط في كندا والتزام حكومة ترودو بمكافحة التغيرات المناخية. وحول الترخيص ببناء خطوط أنابيب في سياق مكافحة التغيرات المناخية، أوضحت الصحيفة أن ماكينا جددت التأكيد على أن مشاريع خطوط أنابيب ك"إنيرجي إيست" ستخضع لتقييم آثارها البيئية، مذكرة بأن حكومة أوتاوا أعلنت بالفعل عن تدابير انتقالية لتقييم مشاريع خطوط أنابيب، في انتظار إصلاح محتمل للمسلسل على الصعيد الاتحادي.