أفردت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء بأمريكا الشمالية حيزا هاما للحديث عن قرار المحكمة العليا النظر في إصلاح نظام الهجرة الذي أقره الرئيس أوباما والدعم المقدم من قبل المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس، سارة بالين، إلى المرشح للرئاسيات الأمريكية، دونالد ترامب، والانتقادات الموجهة إلى رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، بسبب ردود فعله الضعيفة إزاء الاعتداءات الإرهابية. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (بوليتيكو.كوم) أنه بعد إصلاح النظام الصحي الذي تم إقراره سنة 2012، سيتولى قضاة المحكمة العليا الأمريكية التسعة النظر في إصلاح نظام الهجرة، أحد المشاريع الكبرى في الولاية الرئاسية لأوباما. وأبرزت الصحيفة أن إصدار قرار من طرف أعلى محكمة أمريكية يمنح لقاطن البيت الأبيض الأمل لإيجاد مخرج لإحدى مبادراته الرئيسية التي تواجه معارضة شرسة من قبل الكونغرس ذي الأغلبية الجمهورية. وأشارت الصحيفة الالكترونية إلى أن موضوع الهجرة يشكل موضوعا شائكا في الحملة الانتخابية خصوصا لدى الجمهوريين، لافتة إلى أن المرشح الأوفر حظا حسب استطلاعات الرأي اقترح إلغاء حق منح الجنسية للمولودين فوق التراب الأمريكي، الذي يشكل حجر الزاوية في القانون الأمريكي، في حين يعتبر العديد من خصومه الجمهوريين والديمقراطيين أنه من الضروري منح أمل للمهاجرين من أجل تسوية وضعيتهم في البلد. وفي نفس السياق، ذكرت صحيفة (دو هيل) أنه بعد الإعلان عن قرار المحكمة العليا بواشنطن، أعربت إدارة أوباما عن ثقتها في مدى سلامة إصلاحها الرامي إلى منح آفاق تسوية الوضعية القانونية إلى نحو خمسة ملايين مهاجر غير شرعي. وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، تأكيده بأن المراسيم التنفيذية للرئيس أوباما تعد "متوافقة بشكل واضح مع نظيراتها السابقة التي أصدرها رؤساء أمريكيون آخرون، وذلك في حدود سلطاته كرئيس للولايات المتحدة ". واعتبرت الصحيفة التي يصدرها الكونغرس أن البعد السياسي يطغى على هذا الموضوع، مبرزة أن إبطال المحكمة العليا لهذا الإصلاح الذي ناضل من أجله الرئيس أوباما بكل قوة سيكون خبرا سارا للمرشحين الجمهوريين لرئاسيات 2016 وذلك خمسة أشهر قبل موعد الانتخابات. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن المرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائب الرئيس خلال رئاسيات 2008 ، سارة بالين، قدمت دعمها لرجل الأعمال، دونالد ترامب، للظفر بترشيح الحزب الجمهوري في أفق السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض. وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن دعم حاكمة ولاية ألاسكا، التي تعتبر شخصية شعبية لدى الطبقة المحافظة، يأتي عند منعطف حاسم وفي أقل من أسبوعين من الانتخابات التمهيدية التي ستنطلق في ولاية (أيوا) الرئيسية يوم فاتح فبراير القادم، لافتة إلى أن نجمة الجناح المتشدد بالحزب الجمهوري اختارت تأييد قطب العقارات في مواجهة المحافظ المتشدد عضو مجلس الشيوخ، تيد كروز، الذي ساعدته من قبل على الفوز بمقعد بمجلس الشيوخ سنة 2012. وحسب صحيفة (نيويورك تايمز) فإن "الدعم وحده لا يضمن الفوز"، لافتة إلى أن "العلامة التجارية بالين" يمكنها مساعدة السيد ترامب على إغراء الجناح المتشدد بالحزب الجمهوري. في كندا، كتبت صحيفة (لابريس) أن وزير الدفاع، هارجيت سينغ ساجان، لم يعر أي اهتمام لاستبعاد كندا من الاجتماع الوزاري الذي ستعقده بعض دول التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" اليوم الأربعاء في باريس، والذي ينعقد بصفة منتظمة لمناقشة التهديدات الإرهابية في مختلف بقاع العالم، مشيرة إلى الانتقادات التي وجهتها المعارضة المحافظة بأن استبعاد كندا من الاجتماع يرجع إلى كونها لم تعد شريكا كاملا في الحرب ضد التنظيم خاصة بعد قرار الحكومة سحب الطائرات الكندية من المنطقة من دون تقديم أية خطة واضحة بديلة. من جانبها، كتبت صحيفة (لو جورنال دو كيبيك) أن وزير الدفاع، ساجان، قلل من أهمية غياب كندا في اجتماع التحالف الدولي المنعقد في العاصمة الفرنسية الذي لا يعني حسبه، إقصاء كندا من المشاورات مع نظرائه الأجانب، مشيرة إلى أن حكومة الليبراليين، التي توجد حاليا في موقف دفاعي بعد اعتداء واغادوغو وبعد مطالبة والدة أحد الضحايا الكنديين الستة من الحكومة الحفاظ على طائراتها في العراق وسورية، تريد إعادة توجيه البعثة العسكرية الكندية نحو مهام التدريب والمساعدات الإنسانية. وفي نفس السياق، أشارت صحيفة (لوجورنال دو مونريال) إلى الانتقادات الموجهة إلى رئيس الوزراء جاستن ترودو بسبب مواقفه المترددة لمواجهة صعود الإرهاب الإسلامين وغياب كندا عن اجتماع رئيسي للتحالف الدولي ضد داعش المنعقد في باريس، فضلا عن عدم تعاطفه الفوري مع أسر الكنديين السبعة ضحايا هجمات جاكرتا وواغادوغو، مشيرة إلى ضرورة اتخاد ترودو مواقف متشددة والعدول عن قرار سحب الطائرات الكندية من العراق وسورية وأن يدين بقوة الإرهاب من دون الوقوع في فخ السياسة العسكرية المتشددة التي كانت تنهجها حكومة المحافظين. وببنما، نشرت صحيفة (بنماأمريكا) نتائج استطلاع رأي أجراه معهد (ديتشر آند نييرا) أفاد بأن 72 في المئة من البنميين لهم نظرة سلبية حول مدى شفافية الحكومة الحالية، مقابل 25 في المئة يتوفرون على نظرة إيجابية، فيما واصلت شعبية الرئيس خوان كارلوس فاريلا التراجع لتفقد 8 نقاط خلال 6 أشهر الأخيرة وتستقر في 52 في المئة. في خبر آخر، أشارت صحيفة (لا إستريا) أن حزب التغيير الديموقراطي المعارض، الذي يعاني من أزمة قيادة داخلية، قرر خوض سلسلة احتجاجات من تأطير قواعده الشعبية لمطالبة الحكومة بتحقيق وعودها الانتخابية، موضحة أن من بين المطالب الأساسية تشكيل جمعية تأسيسية لإجراء مراجعة شاملة للدستور، وإجراء تحقيقات نزيهة في فضائح الفساد التي تورط فيها عدد من مسؤولي الحكومة الحالية. بالدومينيكان، تطرقت صحيفة (إل ديا) إلى الانتقادات التي وجهها المؤتمر الأسقفي الدومينيكاني بخصوص تفشي الفساد الذي يحرم المواطنين من اعتمادات مالية كانت مخصصة لتلبية الاحتياجات الأساسية في مجالات التعليم والسكن والغذاء والصحة والأمن والعدالة واستمرار الافلات من العقاب والتطبيق الانتقائي للقانون، منددة في بيان أصدرته بمناسبة الاحتفال بأحد الأعياد الدينية (ألتاغراسيا) يوم غد الخميس، بارتفاع نسبة الجرائم والعنف وانعدام الأمن التي وصلت إلى مستويات مقلقة تهدد جميع شرائح المجتمع. من جانبها، تناولت صحيفة (ليستين دياريو) الاجتماع الذي عقده وزير الخارجية، أندريس نافارو، مع نظيره الهايتي، ليرنر رينو، ببور أوبرانس، بمناسبة انعقاد الاجتماع الحادي والعشرين لمجلس وزراء رابطة دول الكاريبي التي احتضنتها هايتي، أمس، للتباحث حول العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، مشيرة إلى أن الاجتماع يأتي في سياق الأوضاع السياسية المقلقة التي تعرفها الجارة هايتي والناتجة عن انسحاب مرشح المعارضة وبقاء مرشح واحد لخوض الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يوم الأحد المقبل.