اختارت وزارة الثقافة حدث الاحتفال باليوم العالمي للمسرح لتحويل كنيسة بالحي البرتغالي لمدينة الجديدة إلى مسرح للقرب، أشرف على تدشينه كل من وزير الثقافة، محمد الأمين الصبيحي، وعامل إقليمالجديدة، معاذ الجامعي، بحضور عدد من المهتمين بالحقل الثقافي والفني والمسرحي، إقليميا ووطنيا. وزير الثقافة، محمد الأمين الصبيحي أشار، في كلمة ألقاها بمناسبة حفل تدشين مسرح القرب، تزامنا مع انطلاق برنامج الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، إلى أن وزارة الثقافة عازمة على المضي قدما لاستشراف أدوات ووسائل وإمكانيات جديدة، من أجل وضعها في خدمة نساء ورجال المسرح الذي يعتبر أهلا للمزيد من المكتسبات والمبادرات. وقدّم الصبيحي مجموعة من التدابير التي اتخذتها وزارة الثقافة لتطوير القطاع؛ من ضمنها "إصلاح نظام الدراسة بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وتخصيصه بدعم مادي ولوجستيكي حتى يستمر كمؤسسة أكاديمية عليا تساهم في تطعيم الساحة الفنية بكفاءات شابة متخصصة وذات تحصيل عال في مختلف الفنون والتقنيات المسرحية". الوزير ذاته أكّد أن الوزارة تحرص على تطوير أداء المحترفات التحسيسية للتكوين المسرحي، وتوسيع مجال اشتغالها، وتعميمها تدريجيا على سائر المراكز الثقافية، إضافة إلى دعم مجموعة من المهرجانات والتظاهرات المسرحية، من بينها المهرجان الوطني للمسرح، والمهرجان الدولي لمسرح الطفل، والأيام المسرحية بمناسبة كل من اليوم العالمي واليوم الوطني للمسرح. أما معاذ الجامعي، عامل الإقليم، فأوضح، في كلمته بالمناسبة، أن وزير الثقافة لم يأت لمدينة الجديدة فقط من أجل الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، بل لإجراء زيارة ميدانية، واجتماع حول المؤهلات والتطلعات الثقافية للإقليم، مشيرا إلى أن الثقافة ليست غاية في حد ذاتها، أو من أجل الترفيه، بل تشكل رافعة اقتصادية وتنموية، خاصة في ظل التنافسية العالمية والجهوية. وقدّم الجامعي مجموعة من التظاهرات التي تنظم بإقليمالجديدة، من بينها مهرجان الملحونيات، وملتقى الشعر والزجل، ومهرجان جوهرة، ومهرجان الصقور في القواسم، وعدة ملتقيات أخرى، مشيرا إلى أن الجهات المعنية بالقطاع الثقافي تعتزم إنشاء مسرح جديد بمدينة أزمور، وقاعتين سينمائيتين بمدينة الجديدة، ومجموعة من مسارح القرب بالوسط القروي. وعرف حفل افتتاح اليوم العالمي للمسرح، المنظم من طرف مديرية الفنون والمديرية الجهوية للثقافة، تكريم كل من الفنانة نزهة بدر، والفنانين حميد نجاح ومحمد بلفقيه، قبل أن ينتقل المشاركون في الحفل من "مسرح الكنيسة البرتغالية" إلى "مسرح سعيد عفيفي" المجاور، لمشاهدة عرض مسرحي تحت عنوان "ضيف الغفلة"، لفرقة مسرح تانسيفت. وأشار عبد الرحيم البرطيع، المدير الجهوي لوزارة الثقافة، في تصريح لهسبريس، إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للمسرح بمدينة الجديدة كانت له صبغة خاصة، نظرا لافتتاح مسرح للقرب بالكنيسة البرتغالية التي بنيت في القرن 16، وطالها الإهمال إلى غاية سنوات التسعينيات من القرن الماضي، قبل أن تخضع للترميم، في إطار شراكة بين وزارة الثقافة وعمالة إقليمالجديدة، سواء ما يتعلق بالبناية كمعطى أثري تاريخي، أو ما يرتبط بالفضاء الذي تم تحويله إلى مسرح. وبعد أن أوضح المتحدث ذاته أن "مسرح الكنيسة البرتغالية" سيفتح في وجه الفعاليات الثقافية المحلية، لمزاولة أنشطتها وتقديم مختلف أعمالها الثقافية، أشار إلى أن الأيام الثلاثة القادمة ستشهد تنظيم مجموعة من الأنشطة الثقافية، احتفاء باليوم العالمي للمسرح، من خلال عرض أعمال مسرحية جديدة ومهمة، من إنجاز فرق مسرحية محترفة ومعروفة وطنيا، إضافة إلى تنظيم ورشات تكوينية ومعارض.