انطلقت مساء أول أمس الأربعاء بمسرح محمد الخامس بالرباط فعاليات مهرجان العاصمة للمسرح في دورته الثانية٬ بتكريم الممثلة الراحلة حبيبة المذكوري والمؤلف المسرحي عبد الكريم برشيد. وفي حفل رفع شعار «لحظة وفاء»٬ قدم الممثل المخضرم محمد حسن الجندي شهادة حميمة حول تاريخه الفني المشترك الذي ناهز نصف قرن مع الراحلة المذكوري التي وصفها بأنها «إسم يسكن وجدان كل المغاربة» من خلال إبداعات تنقلت بين الإذاعة والمسرح والتلفزيون. ومن جهته قدم المسرحي عبد المجيد فنيش المؤلف عبد الكريم برشيد بوصفه الرجل الذي نقل المسرح إلى قلب الفضاء الجامعي٬ والذي وطن للمسرح المغربي بلبوسه الاحتفالي في أرقى المحافل المسرحية العربية والدولية. وأكد وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي أن انعقاد الدورة الثانية لمهرجان العاصمة ترسيخ لموعد سنوي بارز ضمن خارطة المهرجانات الجادة وتأسيس لثقافة الاعتراف من خلال الاحتفاء برموز الإبداع المسرحي في المغرب. ومن جهته٬ أكد سعيد عامل المدير الفني للمهرجان الذي يتواصل إلى غاية 29 مارس الجاري٬ أن خصوصية الدورة الثانية تتمثل في مواكبة القضايا الآنية للمسرح والدفع إلى الأمام بالممارسة المسرحية موضحا أن الدورة تفتح نافذة على الأعمال المقتبسة وبرمجتها خارج المسابقة الرسمية٬ إيمانا منها بأهمية الاقتباس والدور الذي يمكن أن يلعبه في مغربة النصوص العالمية. يذكر أن ست أعمال مسرحية تتنافس على نيل جوائز المسابقة الرسمية لمهرجان العاصمة للمسرح المغربي. ويتعلق الأمر بالمسرحيات التالية: «بلكحل والأبيض وباللوان» لفرقة تروب دور من سلا٬ و»تمارين في التسامح» لفرقة نحن نلعب للفنون من الرباط٬ و»دارت بنا الدورة» لفرقة مسرح تانسيفت من مراكش ٬ و»الطيف» لفرقة همزة وصل من آسفي٬ و»تغامين ن ءومسكا» لفرقة إسايس ن إمال من آكادير ٬ و»كفر نعوم-أوطو صراط» لفرقة مسرح الأصدقاء من الرباط. وتتنافس هذه المسرحيات الستة من أجل الظفر بإحدى جوائز هذا المهرجان ٬ المنظم من قبل مؤسسة العاصمة للفنون المغربية وبشراكة مع وزارة الثقافة والمسرح الوطني محمد الخامس ٬ وهي الجائزة الكبرى وجائزة النص وجائزة الإخراج وجائزة السينوغرافيا وجائزة الملابس والتشخيص إناث وجائزة التشخيص ذكور. وتتكون لجنة التحكيم التي يرأسها جمال الدين الدخيسي٬ من أسماء هوري وعبد المجيد فنيش والحسين الشعبي والمختار الغزيوي. وستقدم خارج المسابقة الرسمية لهذا المهرجان ٬ الذي ينظم بمناسبة اليوم العالمي للمسرح وبتعاون مع المجلس الجماعي لمدينة الرباط ومجلس عمالة الرباط ٬ العديد من المسرحيات الأخرى التي ستعرض على مختلف خشبات المسرح بالعاصمة الرباط (المسرح الوطني محمد الخامس– قاعة با حنيني– المركب الثقافي المهدي بنبركة– مسرح المنصور– المركب الثقافي أكدال). كما يتضمن برنامج المهرجان تنظيم مائدتين مستديرتين ٬ الأولى حول «التدبير الثقافي في المغرب-المقاربة الجهوية» بمشاركة وزارة الثقافة ٬ ووزارة الشباب والرياضة٬ ومجلس جهة الرباطسلا زمور زعير٬ والمجلس الجماعي لمدينة الرباط ٬ والنقابة المغربية لمحترفي المسرح٬ والائتلاف المغربي للثقافة والفنون٬ وجمعية خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي ٬ والثانية حول «موقع الثقافة والفنون في دستور المملكة الجديد» ٬ بمشاركة حسن النفالي والحسين الشعبي وأمين بنيوب ومحمد الأزهر. وينظم المهرجان مجموعة من الورشات التكوينية في مجالات المسرح بكل من دور الشباب ودور الرعاية الاجتماعية بالإضافة إلى توقيع مجموعة من الإصدارات المسرحية الجديدة وهي: «طراز الحكمة- أمثال بالدارجة المغربية» لعماد الزمراني ٬ و»كتاب «البهلوان الأخير- دراسات نقدية» لسعيد الناجي٬ و»تجليات صورة اليهودي في المسرح المغربي-احتفال الجسد» لمحمد الوادي.