تقديم ثلاثين عرضا مسرحيا وإقامة ندوات وورشات وتكريم نخبة من الفنانين تحتفي مدينة الرباط بأب الفنون انطلاقا من يومه الأربعاء وإلى غاية التاسع والعشرين من الشهر الجاري، ويأتي هذا الاحتفاء، تزامنا مع إحياء ذكرى اليوم العالمي للمسرح، وذلك بمبادرة من مؤسسة العاصمة للفنون المغربية وبشراكة مع وزارة الثقافة والمسرح الوطني محمد الخامس، وبتعاون مع المجلس الجماعي لمدينة الرباط ومجلس عمالة الرباط، ويتجسد الاحتفاء في تنظيم الدورة الثانية لمهرجان العاصمة للمسرح المغربي. وتكريما لروح الفنانة حبيبة المذكوري، تم إطلاق إسمها على هذه الدورة. وستحتضن فعاليات المهرجان، العديد من الفضاءات الثقافية المنتشرة على امتداد العاصمة: المسرح الوطني محمد الخامس، قاعة با حنيني، المركب الثقافي المهدي بنبركة، مسرح المنصور، المركب الثقافي أكدال، حيث سيتم تقديم ما لا يقل عن ثلاثين عرضا مسرحيا لفرق قادمة من مختلف ربوع المملكة: الدارالبيضاء، فاس، مراكش، أسفي، أكادير، وجدة، تمارة، سلا، الرباط. وستتنافس على جوائز المسابقة الرسمية ست مسرحيات، وهي برمتها مغربية وغير مقتبسة، وهي كالآتي: « بلكحل والأبيض وبالألوان « لفرقة تروب دور من سلا، «تمارين في التسامح» لفرقة نحن نلعب للفنون من الرباط، «دارت بنا الدورة « لفرقة مسرح تانسيفت من مراكش، «الطيف» لفرقة همزة وصل من أسفي، «تغامين ن ءومكسا» لفرقة أسايس ن إمال من أكادير، «كفر نعوم أوطو صراط « لفرقة مسرح الأصدقاء من الرباط. وسيتولى تحكيم هذه المسابقة الأساتذة: جمال الدين الدخيسي،أسماء هوري، عبدالمجيد فنيش، الحسين الشعبي، المختار الغزيوي. وبالموازاة مع العروض المسرحية المتعددة الاتجاهات والمدارس، عنت إدارة المؤسسة على برمجة مائدتين مستديرتين حول موضوعي « موقع الثقافة والفنون في دستور المملكة الجديد» بمشاركة الأساتذة:الحسن النفالي، الحسين الشعبي،أمين بنيوب، محمد الأزهر. و»آفاق التدبير الثقافي في المغرب، المقاربة الجهوية»، بمشاركة ممثلين عن وزارة الثقافة، ووزارة الشباب، ومجلس جهة الرباطسلا زمور زعير، والنقابة المغربية لمحترفي المسرح، والائتلاف المغربي للثقافة والفنون، وجمعية خريجي المعهد العالي للفن المسرحي. كما ستشهد هذه التظاهرة تنظيم عدة ورشات تكوينية في مجالات المسرح، بدور الشباب ودور الرعاية الاجتماعية، دون إغفال إقامة حفلات توقيع مجموعة من الإصدارات المسرحية الجديدة. وستتميز هذه الدورة بتكريم ثلة من الفنانين المسرحيين الذين قدموا عطاءات جلى في هذا الميدان الفني، ممثلين في كل من الفنانة ثريا جبران، والكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد. ووبالنظر إلى أن هذه التظاهرة تتزامن كذلك مع إحياء الذكرى الخمسينية لتأسيس المسرح الوطني محمد الخامس، أبت إدارة المؤسسة إلا أن تبرمج حفلا تكريميا لمجموعة من الأسماء التي أفنت عمرها في خدمة هذا المسرح منذ إنشائه، من بينهم: أحمد عزيز السغروشني وكارلو برتيني والهاشمي بنعمر.. ورغم النشأة الفتية لمهرجان العاصمة للمسرح المغربي؛ فيمكن القول إن هذه النشأة أتت ناضجة، ويتأكد ذلك من خلال الدورة الثانية؛ بالنظر إلى غنى فقراتها الفنية والثقافية والتكوينية. وبهذا الصدد توضح إدارة مؤسسة العاصمة للفنون المغربية، أن خلقها لمهرجان العاصمة للمسرح المغربي، «يدخل في إطار اهتماماتها المتجسدة في تشجيع الإبداع المنبثق من الفكر المغربي، وتطوير التجارب والأبحاث وتذكية روح المنافسة المبدعة بين الفاعلين المسرحيين، وتوثيق وجمع ذاكرة المسرح المغربي، ثم خلق وترويج أعمال مسرحية مغربية نصا وتشخيصا وإخراجا وسينوغرافيا... ثم تقديم خدمات ثقافية وفنية تشمل الفنون المغربية، وكذا تحفيز وتشجيع الإبداعات الفنية والاعتناء بمختلف أساليب التعبير الثقافي و الفني ببلادنا». وتؤكد إدارة المؤسسة كذلك على «انفتاحها على كل الطاقات الفنية والأكاديمية المتخصصة، وحاملي المشاريع المتماشية مع الهدف الأساسي للمؤسسة والذي يتجلى في بلورة الإبداع والفنون والتراث المغربي، بالإضافة إلى إحداث المهرجانات والمحترفات والمعارض والتظاهرات والنوادي الثقافية المختصة والتي ستشكل إطارا لتبادل الآراء ووجهات النظر بين المبدعين والمهتمين بالفنون، ثم المساهمة في تطوير برامج ثقافية وفنية بتعاون مع المؤسسات والقطاعات والجمعيات ذات الاهتمام المشترك محليا ووطنيا ودوليا، علاوة على التزام المؤسسة بتوثيق ذاكرتنا الوطنية والإنسانية من خلال رصد محطات تاريخية واجتماعية وعلمية بحثا وتصويرا وعرضا ومناقشة». كل ذلك - تضيف إدارة المؤسسة- يصب في اتجاه الانخراط في تقديم صورة حقيقية عن مغرب رابط بين ثقافة الأمس واليوم والغد ومنفتح على الآخر من خلال مختلف أنشطة المؤسسة.