يبدو أن المثل السائر "حاميها حراميها"، أو من يزعم حماية الأخلاق في المجتمع، ومحاربة الفساد بشتى أنواعه، ومنه الفساد في السلوك والتعاطي مع الآخرين، ينطبق على بعض الأعضاء والمسؤولين داخل حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، بيْدَ أن ما تخفي الأكمة أعظم وأجل. وهكذا فجرت الباتول الداودي، منسقة مستشاري حزب الأصالة والمعاصرة بمدينة الرباط، مفاجأة من العيار الثقيل، عندما اتهمت المسؤول الأول عن مواقع التواصل الاجتماعي داخل حزب العدالة والتنمية، غسان بن شيهب، بالتحرش الجنسي بها من خلال عبارات تحمل إيحاءات غير أخلاقية. وقالت الداودي، في تصريح لهسبريس: "أناشد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، والأب في الوقت نفسه، أن يحمي عرضي من التحرش الذي تعرضت له من مسؤول في حزبه" مضيفة: "لبنكيران ابنة مستشارة في المجلس، ولا أظنه يرضى أن تتم مخاطبتها من طرف أي كان بلغة مشينة وغير أخلاقية". وأفادت المتحدثة أن هذا المسؤول في حزب العدالة والتنمية، خاطبها باستعمال "إيحاءات تحمل تحرشا، من قبيل "بٓتُولي""، حسب تعبيرها، مضيفة: "أنا زوجة محصنة، ولا حق له في نسبتي إليه"، ومؤكدة أن "تمادي هذا الشخص وصل إلى حد استعمال عبارات مشينة من قبيل: "تمدّدي، وزغْرتُو عليها، وليلتك سوداء"". "بنكيران رئيس للحكومة، وأظنه رئيسا لجميع المغاربة، ويجب أن يحمي عرضي من مديره في التواصل الاجتماعي على فيسبوك"، تقول الداودي، مضيفة: "إذا كان رئيسا لحكومة جميع المغاربة فأنا أطالبه بإنصافي، وإذا كان رئيسا لحكومة "البيجيدي" فقط، وكل من يختلف مع الحزب الذي ينتمي إليه يتم نعته بهذه النعوت الساقطة، فهذا أمر آخر". وراسلت الدوادي رئيس الحكومة، قائلة: "تعرضت بشكل ممنهج للقذف والسب والتهديد والتحريض من طرف عدد من شباب حزبكم، وفي مقدمتهم مدير صفحتكم الرسمية على فيسبوك، غسان بن شيهب"، مؤكدة أنه "تمادى في التطاول إلى حد كتابة تعابير مشينة، تتضمن إيحاءات مخجلة". وقالت الرسالة التي نشرتها الداودي في موقعها على "فيسبوك": "لكون الأمر يتعلق بأعضاء فريقكم الإعلامي، وفي مقدمتهم المسؤول الأول عن الشبكات الاجتماعية في حزب العدالة والتنمية الذي ترأسونه، أطالب باتخاذ الإجراءات اللازمة، وأحتفظ بحقي في اللجوء إلى القضاء لتقدير حجم الإساءة الناتجة عن هذه المنشورات". وأكدت المستشارة عن فريق "البام"، لهسبريس، أنها أصبحت تخشى على نفسها، قائلة: "لأني أم لثلاثة أطفال، وأطمح إلى تربيتهم، ولا يمكنني القبول بما يعتبرونه جهادا ضدي من طرف كتائب "البيجيدي"، لأننا لسنا في داعش"، مستغربة "نشر ثقافة العداء، التي تعد خطرا على الوسط السياسي المغربي". وبخصوص المتابعة القضائية التي قرر حزب "المصباح" القيام بها بعدما كتبت "تدوينة" تتهمه فيها ب"الضلوع في الاعتداء بالسلاح الأبيض على رئيس مقاطعة السويسي، المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة"، قالت الداودي: "عليهم إرسال مفوضين قضائيين وليس مفوضا واحدا لتتبع صفحتي"، داعية إلى فتح تحقيق في نازلة الاعتداء. وأضافت المتحدثة نفسها: "نحن في دولة الحق والقانون، حيث البلطجة مرفوضة، لأنني عندما تعرض زميلي للاعتداء، وعبرت عن رأي، تعرضت لبلطجة إلكترونية"، وزادت: "أخشى أن تتحول البلطجة الإلكترونية إلى جسدية، لذلك طلبت حماية رئيس الحكومة". يأتي هذا في وقت أعلن "مصباح الرباط" رفع دعوى قضائية ضد الداودي، بسبب "التشهير والقذف في حق مؤسسة حزبية محترمة، ما فتئت تدين كل أشكال العنف قولا وممارسة"، مستغربا اتهامها له بعلاقته بهذه النازلة، ما يعبر "عن حقد دفين ورغبة جامحة لتشويه سمعة الحزب وأعضائه بكل الوسائل والطرق المنحطة". وبنبرة تحمل غير قليل من الاستهزاء، رد بن شهيب على اتهامات الداودي من خلال اللجوء إلى صفحته الفيسبوكية، حيث قال إنه يتحدى المسماة قيد حياتها الباتول الداودي، بأن تعطي دليلا واحدا على أنه كتب عنها شيئا مخلا بالحياء، أو فيه إيحاءات"، وفق تعبيره. وتعرض المعني بالأمر لوابل من التعليقات التي انتقدت سلوكه وطريقته في التعبير والجدال، حيث اتهمه معلقون كُثر بأنه يتعامل باستعلاء وأستاذية غير مفهومة، من خلال إصراره على "التهجم" على عضو "الجرار"، مدعيا أنه يحمل الحقيقة بين ذراعيه، ودونه خرط القتاد".