أخذ الصراع على بلدية تطوان بين رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، ومحمد ادعمار، عن حزب العدالة والتنمية، بُعدا دراماتيكيا، وذلك بعدما دخلت قيادة حزب الأصالة والمعاصرة على الخط، متهمة الحزب "الحاكم" باختطاف منتخبي حزب "الجرار". وفي الوقت الذي أثار فيه التحالف بين حزبي "المصباح" و"الجرار" للإطاحة برشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب الأحرار، الكثير من الجدل، على اعتبار أنه جاء معاكسا لما قررته قياداتها السياسية، خرج قيادي في "البام" باتهام لحزب المصباح من شأنه خلط أوراق التحالف الذي وصف "بالهجين". "البجيدي" اختطف مرشحين وكشف قيادي بارز في حزب الأصالة والمعاصرة، في تصريح لهسبريس، أن "الضابطة القضائية استمعت للأمين الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة طنجةتطوان"، مشيرا إلى أن "ذلك جاء على خلفية الشكاية التي وضعها خلال هذا الأسبوع والمتعلقة باختفاء عدد من منتخبي الحزب، واتهام حزب العدالة والتنمية باحتجازهم في مكان مجهول". وقال القيادي ذاته، الراغب في عدم الكشف عن هويته، إن فريق حزب "الجرار" المشكل من تسعة أعضاء اختفى عن الأنظار، فور ظهور نتائج اقتراع 4 شتنبر، ولم يظهر أحد منهم إلى حدود الساعة، باستثناء ظهورهم في صورة جماعية في مكان مجهول رفقة منتخبي البيجيدي، قاموا بنشرها، للإعلان عن تحالف وصفه بالوهمي". وأضاف المصدر أنه "لكون وكيل لائحة البام بتطوان يشغل في نفس الآن مهمة تنظيمية بالحزب باعتباره أمينا محليا، فإن اختفاءه تسبب في عدة مشاكل تنظيمية وسياسية مرتبطة بالتنسيق المحلي والإقليمي للانتخابات"، على حد تعبير المتحدث. وأردف بالقول "بعد فشل قيادي "البام" ومسؤوليه في العثور على هؤلاء، لجئوا للإبلاغ عن احتجازهم، واتهام وكيل لائحة البيجيدي بتطوان، محمد ادعمار، بالتورط في اختطافهم واحتجازهم، لكونه المستفيد الوحيد من اختفائهم خلال هذه الفترة" بحسب المصدر ذاته. "البيجيدي" بريء في مقابل ذلك استغرب مصدر قيادي في حزب العدالة والتنمية، في تصريح لهسبريس، الترويج لمثل هذه الشائعات، مؤكدا أن "حزبه برئ من كل ذلك، وأنها ليست من أساليبه، "لأننا حزب نؤمن بالديمقراطية وليس البلطجة، كما يؤمن بذلك البعض ويمارسها". ولم يستبعد المصدر المذكور الذي رفض بدوره الكشف عن هويته أن تكون هذه واحدة من المؤامرات التي تعرض لها الحزب من طرف بعض حلفائه، بمناسبة الانتخابات الجهوية التي جرت اليوم الاثنين، مؤكدا أن السيناريو كان واضحا بعدما تم التمكين لحزب "البام" في الجهة. وقال القيادي في الحزب الحاكم، "السيناريو واضح بعدما تم اختراق الأغلبية على مستوى الجهة، جاء الدور الآن على مدنية تطوان لإخراج الحزب منها"، مؤكدا أن قيادة الحزب في مدينة تطوان تحالفت مع الأصالة والمعاصرة بعدما صد الطالبي العلمي وجهه عنها. وكان مرشح "المصباح"، ورئيس المجلس البلدي لمدينة تطوان، محمد إدعمار، قد أكد أنه حصل على أغلبية مريحة، بعدما قرر التحالف مع "الأصالة والمعاصرة" و"الاستقلال"، ضد "التجمع الوطني للأحرار"، وذلك بحصوله على 38 مقعدا من بين 52 مقعدا. ووقع مستشارو حزب العدالة والتنمية، الثلاثة والعشرون، والأصالة والمعاصرة، الحاصل على 9 مقاعد، وحزب الاستقلال الذي ظفر ب6 مقاعد، على وثيقة تتوفر هسبريس عليها، تلتمس من والي تطوان، الإسراع بتحديد موعد زمني لعقد الدورة العادية الأولى للمجلس، تخصص لانتخاب الرئيس الذي ينتمي ل"المصباح". وقال إدعمار لهسبريس إن تحالف حزبه مع مكونات المعارضة جاء في ظل غياب تجاوب من قبل حليفه في الائتلاف الحكومي، الطالبي العلمي، مضيفا "قمنا بما قررته الأمانة العامة للحزب في موضوع التحالفات، وأعطينا الأسبقية لمكون الأغلبية الذي رفض التجاوب".