في خضم الجدل المستمر حول لغة التعليم وإشكالية الاختيار بين الفرنسية والإنجليزية، أصدرت المنظمة الدولية للفرانكفونية، بمناسبة اقتراب اليوم العالمي للفرانكفونية، الذي يصادف 20 مارس من كل سنة، تقريرا تتوقع فيه ارتفاع عدد المغاربة الذين يتقنون الفرنسية خلال السنوات القليلة المقبلة، مشيرة إلى أن المغرب يعد ثالث بلد إفريقي على مستوى استعمال الفرنسية، خلف كل من الجزائر وجمهورية الكونغو. وتفيد أرقام المنظمة الدولية، التي تعنى بمتابعة أوضاع اللغة الفرنسية، بأن عدد المغاربة الذين يتحدثون لغة موليير، وإن بمستويات مختلفة، يقدر بأكثر من 10 ملايين و600 ألف مغربي، ما جعلهم ثالث الشعوب الإفريقية الناطقة بها، خلف الجزائريين الذي يبلغ عدد المتحدثين بالفرنسية منهم أزيد من 11 مليونا و200 ألف فرد. أما أكثر الشعوب الفرانكفونية في إفريقيا، فهم مواطنو جمهورية الكونغو الديمقراطية الذين يبلغ عدد الناطقين بالفرنسية منهم أزيد من 33 مليونا. وتوقعت المنظمة الدولية للفرانكفونية بأن يرتفع عدد الناطقين باللغة الفرنسية بحلول العام 2050 إلى أزيد من 700 مليون، عوض 221 مليونا حاليا. والمغرب لن يشكل الاستثناء، حيث توقعت المؤسسة أن يرتفع عدد المتحدثين بالفرنسية على غرار دول شمال إفريقيا. وعلى الرغم من التطور المتوقع، إلا أن خريطة انتشار الفرنسية لن تعرف توسعا؛ أي إنها ستبقى في مجال نفوذها نفسه، حاضرة في الدول عينها، ولن تكون قادرة على الانتشار في بلدان أخرى غير الدول الإفريقية، خصوصا شمال إفريقيا، وكندا وبعض الدول الأوروبية، وبخاصة ألمانيا، في حين تبقى الدول الآسيوية والولايات المتحدةالأمريكية الفضاء الخاص باللغة الإنجليزية. وتقدر نسبة المغاربة الناطقين بالإنجليزية 18 في المائة، مقابل حوالي 47 في المائة من الناطقين باللغة الفرنسية؛ أي أكثر من الضعف. ومع ذلك، فإن الإقبال على تعلم الإنجليزية خلال السنوات القليلة الماضية يعد أكبر، مقارنة مع المقبلين على تعلم اللغة الفرنسية. ومازال النقاش حول اللغة الثانية للتعليم محتدما في المغرب بين أنصار اللغة الفرنسية، وأنصار اللغة الإنجليزية الذين يعتبرونها لغة العلم، على اعتبار أن 90 في المائة من الأبحاث العلمية، حاليا، صادرة باللغة الإنجليزية.