في كلمة لها بمناسبة ذكرى تأبين ابنها عمر خالق، المشهور بلقب "إزم"، والذي قُتل في أحداث عنف جامعي بمراكش، أعربت والدة الطالب الفقيد إلى جموع الذين طلبوا كلمتها في "أربعينيته" بمسقط رأسه، عن شكرها الكبير لكل من قصد قرية إكنيون بإقليم تنغير. والدة "إزم"، التي بدت متماسكة حين حديثها إلى عدد من وسائل الإعلام الحاضرة، قالت: "أشكر حتّى الذين لم تسمح ظروفهم لهم بالحضور، سواء كانوا أمازيغ أو غيرهم، وأطلب من الله أن يغفر لابني، وأن يغفر لجميع أموات المسلمين". وأضافت الأم المكلومة: "لقد مات عمر عزيزا، وتجمع هنا الأمازيغ وغيرهم، حتّى غير الأمازيغ إذا احتاجونا في شيء، فنحن رهن إشارتهم، لأننا جميعا مسلمون"، مردفة "إن الذين قتلوا ابني مسلمون أيضا، لكنهم ضالّون، ولا نملك سوى أن نطلب لهم الهداية". المتحدثة ذاتها زادت بتأثر بالغ: "أحمد الله تعالى أن ابني ليس مجرما، بل هو شهيد، لو أن عمر هو الذي ارتكب جريمة قتل لاستحيينا أن نخرج لنلتقي الناس وننظر في وجوههم، أما الآن وابني هو الذي قُتِل، فقد أعزّه الله في الدنيا، وأطلب منه أن يُعزّه في آخرته". والدة "إزم"، التي دفنت ابنها، خريج جامعة القاضي عياض، أردفت "إن الذي آلمني كثيرا هو أن قتلة عمر كانوا أربعين شخصا..هو ليس فيلا ليقاتله أربعون فردا..هو رجل، يستطيع أن يواجه واحدا أو حتّى ثلاثة..ما حزّ في نفسي أن يقاتل أربعون شابا شخصا واحدا، فيتفرج المارة على المبارزة دون أن يقول أحد إن هذا ليس عدلا". وختمت الأم كلمتها المقتضبة بالقول: "هذا كل شيء..ما أطلبه الآن من المحكمة هو أن تُحكم بالعدل، وأطلب من الشخصيات الأمازيغية بمختلف مهنها أن تساندنا لإحقاق العدل، كما أطلب من غير الأمازيغ أيضا أن يحكموا بالحق فقط". وعرفت بلدة إكنيون بإقليم تنغير تقاطر آلاف الزائرين، من الذكور والنساء، لإحياء "أربعينية" عمر خالق، لاسيما من المنظمات والهيئات الأمازيغية والشخصيات المعروفة، كحسن أوريد، وأحمد الدغرني، وأوزين وأحرضان، ومنير كجي، ورشيد زناي، وغيرهم من النشطاء الأمازيغ.