انتشلت عناصر الوقاية المدنية جثة الضحية الثانية لمقبرة "جواهر بودريقة" من تحت أنقاض مشروعه العقاري بمنطقة كاليفورنيا، على الساعة السادسة و50 دقيقة من مساء اليوم الاثنين، في انتظار معرفة مصير العامل الثالث. وفتح أحمد بوحميد، رئيس اتحاد صغار المنعشين العقاريين بالمغرب، النار على مجموعة "بودريقة" القابضة صاحبة هذا المشروع العقاري للسكن "الفاخر"، معتبرا أن أشغال البناء لم تحترم المعايير الدنيا التي ينص عليها القانون في هذا المجال. وقال بوحميد، في تصريح لهسبريس، إن المعاينة الأولية، بالعين المجردة، تؤكد أن هناك خروقات شابت أشغال تثبيت (كولاج) أرضيات الطابق الأرضي إلى جانب الطوابق الثلاثة التي تتكون منها البناية التي انهارت على رؤوس عمال البناء بشكل مفاجئ صباح اليوم. وأضاف أن "مسؤولية المنعش العقاري، ومهندس ومدير الورش وشركة البناء ومكتب الدراسات ثابتة في هذا الحادث، بالنظر إلى التقنيات البدائية المستعملة في تشييد هذا المشروع السكني الموجه للطبقات الميسورة، والذي يجري تسويقه بأسعار خيالية تتراوح ما بين 18 و22 ألف درهم للمتر المربع". وسجل بوحميد مجموعة من المفارقات التقنية من خلال المعاينة بالعين المجردة، أولاها لجوء هذا المنعش العقاري إلى استعمال أعمدة خشبية لدعم الأسقف العلوية التي يتم تشييدها"، مبرزا "أن معظم شركات البناء تستعمل دعامات من الفولاذ حتى في المشاريع السكنية الاجتماعية، فبالأحرى في المشاريع الفاخرة". وأشار المتحدث إلى أن هناك مجموعة من الأمور غير الطبيعية، من ضمنها طريقة تشييد دعامات الإسمنت المسلح الأفقية والعمودية ونوعية الإسمنت المستعمل، حيث يظهر أن هذه الأعمدة الإسمنتية المسلحة تتفتت بسهولة، وهو ما يضع أكثر من علامة استفهام على الطريقة ونوعية المواد المستعملة، والتي تستدعي فتح تحقيق سريع وصارم.. رئيس اتحاد صغار المنعشين العقاريين بالمغرب أضاف أن "تهاوي أربعة طوابق إسمنتية وتفتت الدعامات الإسمنتية المسلحة بهذه البساطة، يستدعي من السلطات فتح تحقيق والضرب بقوة على يد المسؤولين، حتى لا تتكرر هذه المهزلة". وسارعت مجموعة "بودريقة القابضة" إلى نفي وجود أي علاقة لها بالمشروع السكني "جواهر كاليفورنيا" المنهار، على الرغم من وجود اسم المجموعة على اللوحات الإشهارية المحيطة بالمشروع، واكتفى محمد بودريقة، الرئيس التنفيذي ل"بودريقة هولدينغ"، بالتأكيد أن هذا المشروع يعود لأحد أفراد أسرته دون أن يذكره بالاسم في البيان "التوضيحي". وإلى حدود الساعة، لم يتمكن رجال الوقاية المدنية من انتشال سوى جثة عامل واحد من أصل ثلاثة يجري البحث عنهم، والتأكد من وجودهم في هذا الورش، الذي انهار على رؤوس العمال على الساعة الثامنة والنصف من صباح اليوم الاثنين، والمتواجد في شارع "تادارات" بمحاذاة حي كاليفورنيا الراقي بالدار البيضاء.