كشفت هيئة الانتخابات الإيرانية، الاثنين، عن لائحة النتائج النهائية لانتخابات مجلس "خبراء القيادة" عن العاصمة طهران، والتي أظهرت تقدما كبيرا للجناح "المعتدل" والمقرب من الإصلاحيين، مقابل تراجع واضح للمحافظين، في المدينة التي تمتلك الحصة الأكبر في هذا المجلس المسؤول عن اختيار المرشد. وفيما تم تسجيل تقدم غير مسبوق للإصلاحيين في انتخابات مجلسي القيادة والشورى في إيران، شرع محللون يطرحون سؤالا متعلقا بملامح السياسة الخارجية لطهران على ضوء الانتخابات الإيرانية، وهل لهذا البرلمان الجديد من آثار على تشكيل الدبلوماسية الإيرانية، خاصة إزاء بلدان الجوار، والمنطقة العربية. هسبريس حملت هذا السؤال إلى الخبير في الشأن الإيراني، الدكتور أحمد موسى، والذي شدد على أن السياسة الخارجية الإيرانية لا يصنعها البرلمان ولا يتحكم في دواليبها، بل يسطرها المرشد الأعلى، وتتدخل في توجيهها مؤسسات أخرى غير منتخبة من طرف الشعب، ويسهر على تنفيذها رئيس الجمهورية. وقال الأستاذ بجامعة الجديدة إن السياسة الإيرانية الخارجية بخصوص المنطقة العربية، واتجاه جيرانها من دول مجلس التعاون الخليجي، لم تتغيّر منذ الرئيس السابق أحمدي نجاد وإلى اليوم، رغم ما يقال عن حسن روحاني من كونه شخصية معتدلة، ولها ميول إصلاحية". واستطرد موسى بأن إيران استغلت موجة ما سمي بالربيع العربي لتعزز أقدامها في البلدان العربية، وتزيد من لهيب الأزمات بدعمها للنظام السوري ضد شعبه، وتحريكها لجماعة الحوثي للانقلاب على الشرعية في اليمن، وتسخير العراق ومقدراته، وممارسة سياسة "خير وسيلة للدفاع هو الهجوم". ولفت المحلل ذاته إلى أن "الأمر وصل إلى حد سماع تصريحات لمسؤولين إيرانيين يتباهون فيها باحتلالهم لعواصم عربية، واتساع الجغرافية الجيوسياسية الإيرانية ووصولها إلى البحر الأبيض المتوسط، ويتوقعون المزيد، بينما كل ذلك حصل في زمن حكومة حسن روحاني "المعتدلة". وأكد موسى بأنه لا يتوقع حصول أي تغيير في السياسة الخارجية للجمهورية الإيرانية تجاه محيطها الإقليمي بمجيء برلمان جديد"، مبرزا أن "إيران لازالت لم تحقق أهدافها في المنطقة، ومنخرطة بكل قوة في الأزمات المفتوحة مع جيرانها، وهي على وشك خسارة بعض أوراقها". واستطرد المتحدث بأن "إيران لا شك منتشية بصفقة الاتفاق النووي، والذي بدأت تجني ثماره اليوم، من خلال استرجاع أرصدتها المجمدة ورفع العقوبات عنها، واستقبال الشركات والاستثمارات الغربية، وبدء تحسين علاقاتها بالدول الغربية"، مردفا أن "انفتاحها على الغرب قد يشجعها على صد الأبواب في وجه أي تقارب مع العرب". وذهب موسى إلى أنه يتعين أن ننتظر، إيرانيا، المتغيرات الأخرى لنحكم على توجهات إيران في سياستها الخارجية، منها اختيار المرشد الجديد الذي سيخلف خامنئي، وإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد أقل من سنتين من الآن، دون أن ننسى العوامل الخارجية المتداخلة الأخرى".