قال مصدر في الرياض إنه يجري ترتيب زيارة من المنتظر أن يؤديها الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني للسعودية، وإن المشاورات بين الجانبين قطعت شوطا بعيدا، لكن لا تزال مسألة سوريا تعيق الاتفاق. وأكد مصدر مطلع أن الاتصالات مع إيران يقودها من الجانب السعودي وزير دولة، ومن الجانب الإيراني شخصية مقربة من روحاني. وكان مصدر سعودي أشار إلى أن هناك رغبة إيرانية في فتح حوار مع السعودية تلقته الرياض بكل ترحيب وهذه المرة وضعت قائمة بملفات تعتقد أن على طهران المبادرة في حلحلتها حتى تتوج بتفاهم يعبر بالمنطقة إلى بر الأمان. وعلى الرغم من التجاوب السعودي إلا أن أطرافا داخل الإدارة السعودية ترى حسب المصدر السابق أن الرياض لا تعول على قدرة الإدارة الإيرانيةالجديدة في تقديم ما يطمئن دول المنطقة حول تقدم إيراني نحو السلام خاصة أن دور المرشد الأعلى لا يزال قويا في طهران. في المقابل سارعت جهات غربية سارعت حال علمها بالاتصالات السعودية الإيرانية إلى حث الرياض على التجاوب عسى أن يقدر التيار المعتدل داخل إيران على تخفيف غلواء القادة المتشددين داخل دائرة المرشد الأعلى. وشهدت العلاقات السعودية الإيرانية في السنوات الأخيرة توترا بسبب محاولات طهران التدخل في الشأن الخليجي وتحريك مجموعات شيعية لخدمة مصالحها، وتبدى هذا خاصة في البحرين حيث عملت إيران على تشجيع الاحتجاجات وإسناد معارضين شيعية، ما دفع السعودية إلى التحرك بكل قوة لمنع سقوط البحرين في شرك الإيرانيين. وتوقع خبراء استراتيجيون أن يساعد انتخاب روحاني على تشجيع الحوار بين الرياضوطهران، وأن ذلك سيكون له تداعيات إيجابية على ملفات إقليمية أخرى واقعة تحت تأثير التنافس بينهما مثل الملفين السوري والعراقي. لكن الخبراء قالوا إن طهران مدعوة إلى مراجعة أسلوبها في التعاطي مع جيرانها الخليجيين، ووقف خطاب تصدير الثورة وما يستدعيه من تحريك المجموعات الشيعية لإثارة قلاقل سواء في البحرين أو السعودية، فضلا عن التدخل في المجال الحيوي للرياض خاصة باليمن. وأكد هؤلاء الخبراء أن إيران تحاول الخروج من الحصار المفروض عليها حاليا بتسهيل صعود رئيسي إصلاحي وبراغماتي، ما جعل المرشد الأعلى علي خامنئي يحث على تصعيد روحاني خلال الانتخابات الأخيرة، وهو ما كشفت تفاصيلها "العرب" في أعداد سابقة. يشار إلى أن روحاني وخلال ترؤسه البعثة الإيرانية في المفاوضات النووية مع الغرب، كان المسؤول الوحيد الذي حقق قبولا إيرانيا بوقف تخصيب اليورانيوم. واعتبر مراقبون أن دول الخليج ستنتظر أن يبدي روحاني خلال الأشهر الأولى من حكمه بعض المؤشرات عن "الاعتدال" لتجاوز التركة الثقيلة لسلفه نجاد الذي عمل طيلة ثماني سنوات على تقوية الخط المتشدد لإرضاء المرشد العام. وعمل نجاد ما استطاع على ضرب أي تقارب إيراني خليجي خاصة في موضوع الجزر الإماراتية التي تحتلها بلاده من خلال رفض الدعوات المتكررة لحل الخلاف بالحوار أو بتحكيم القانون الدولي. ومنذ أسابيع قليلة أطاحت البحرين بخلية يقف وراءها الحرس الثوري الإيراني كانت تخطط لتفجير مراكز الأمن وبعض المؤسسات السيادية الأخرى. ويقول محللون إن خطط التخريب وإثارة الفوضى التي سعت طهران إلى تنفيذها عبر انتداب عناصر من الدول المعنية ناجمة عن إحساس بالعجز تجاه تكتل خليجي ضد سياستها في المنطقة ويتساءل المحللون إن كان بمقدور روحاني أن يتجاوز كل هذا الإرث من العداء الذي يكنه حكم رجال الدين تجاه جيرانهم الخليجيين، وأن يتقدم خطوات نحو حوار جدي مع السعودية