بعد أن صادق الملك محمد السادس على تعيين أعضاء لجنة الإشراف على تنظيم مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ "كوب 22"، تحدث عبد العظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، وأحد أعضاء اللجنة، عن أهم الاستعدادات التي يقوم بها المغرب من أجل تنظيم الحدث الأضخم على مستوى المناخ. جاء ذلك خلال لقاء نظمته المؤسسة الدبلوماسية بالرباط مع أكثر من خمسين سفيرا معتمدا بالمغرب، إذ أكد عبد العظيم الحافي، المندوب في لجنة الإشراف على تنظيم "كوب 22"، أن المغرب على أتم الاستعداد لتنظيم هذا الحدث، من أجل استكمال العمل الذي بدأ في مؤتمرات سابقة، وخاصة في مؤتمر نونبر من العام الماضي في العاصمة الفرنسية باريس، الذي وقعت خلاله عدد من الدول على التزامات ترتبط بخفض نسبة انبعاث الغازات. وتابع الحافي بأن عددا من المقررات التي خرجت بها مؤتمرات المناخ السابقة لم يتم الالتزام بها، في حين كانت قمة باريس بالغة الأهمية، مضيفا أنه ينتظر من قمة مراكش في نونبر القادم أن تكون محطة لكي يتم تنزيل الاتفاقيات الموقعة في باريس على المستوى العملي، رغم اعترافه بصعوبة ذلك، نظرا لاختلاف وجهات نظر عدد من البلدان بشأن الإجراءات التي ينبغي اتخاذها لمواجهة التحديات المناخية التي تواجه العالم، ومؤكدا أن المغرب أخذ على عاتقه عددا من الالتزامات بغية حماية البيئة. واستعرض المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر عددا من السياسات التي قام بها المغرب من أجل مواجهة التحديات البيئة، ولعل أبرزها سياسة تشييد السدود لمواجهة الجفاف وتوفير الموارد المائية، بالإضافة إلى تطوير النموذج المغربي في مجال الطاقات المتجددة؛ الذي سيعرف في اعتقاده مستقبلا زاهرا بالمغرب، تبعا للتوجه الذي رسمه الملك محمد السادس في خطابه أمام قادة العالم في قمة المناخ بباريس. وقدم المتحدث ذاته، أمام السفراء المعتمدين بالرباط، تشكيلة لجنة أعضاء الإشراف على تنظيم مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، قائلا إن الملك محمد السادس عين يوم 11 فبراير 2016 صلاح الدين مزوار رئيسا للجنة الإشراف على كوب 22، كما صادق على تعيين 11 عضوا في هذه الهيئة المكلفة بالتحضير لهذه الدورة. وتساءل السفير الكرواتي بالمغرب، زفومينير فاركا فيتيتش، عن مدى قدرة المغرب على تنظيم كوب 22، مؤكدا أن ذلك يتطلب إمكانيات لوجيستية كبيرة، خاصة مع الوفود الكثيرة التي ستحل بالمملكة، والتي قد يصل أعضاء الواحد منها إلى 1000 شخص، مما يطرح مشاكل عدة على مستوى التنقل، وكذا الإقامات الفندقية. ورد الحافي على السفير الكرواتي بالتأكيد على أن المغرب قادر على إنجاح هذه القمة، من خلال توفير مختلف الوسائل، مذكرا بوجود دفتر تحملات مع الأممالمتحدة، كما أنه سيفتح طلب عروض في عدد من الأوراش المرتبطة بالمؤتمر؛ كما سيتم الإعلان عن الجهات التي ستتعاون مع مؤسسات الدولة من أجل إنجاح هذه القمة خلال الأيام القليلة القادمة. من جهة أخرى، أبدى عدد من السفراء الأجانب بالرباط، خاصة الأفارقة منهم، تشاؤمهم بشأن المؤتمر القادم، ومدى قدرته على إقناع الدول العظمى بالانضباط لالتزاماتها في مجال المناخ، كما حصل حينما تم التوقيع على بروتوكول "كيوطو"، منتقدين عدم وجود إرادة سياسية من آجل مواجهة التحديات المناخية. وكشف عبد العظيم الحافي أنه سيتم تنظيم عدد من اللقاءات قبل قمة المناخ من أجل تبادل الرؤى والمواقف بشأن ما سيتم التباحث فيه خلالها، ولكي تسير في الاتجاه نفسه الذي سارت فيه قمة "كوب 21" في باريس.