أكد وزير الداخلية البحريني، الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، يوم الأحد بالمنامة، أن "المخطط الإيراني فشل في البحرين"، مشيرا إلى أن أساليب التدخلات الإيرانية، بما تنطوي عليه من "أخطار كبيرة، أصبحت مكشوفة ومعلنة ومتكررة في بلدان ومناطق مختلفة من العالم". وتحدث الوزير عن "مخططات متهورة لنشر الفوضى وتقويض النظام العام للدولة"، موضحا أن الأمر يتعلق بمخططات خارجية تبنتها "مجموعات متطرفة فكريا، تلونت بالسياسة والسلمية التي سرعان ما انكشفت أهدافها الخطيرة". جاء ذلك خلال لقاء جمعه مع نخبة ضمت بالخصوص، علماء دين، وبرلمانين، ورجال اقتصاد، ورؤساء تحرير الصحف المحلية، وممثلين عن المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، ومحامين، ورؤساء عدد من جمعيات المجتمع المدني. واستعرض وزير الداخلية خلال اللقاء التدخلات إلإيرانية في بلاده منذ عام 2011، موضحا أن إيران حاولت أن "تستغل أي تواجد يتبع لها في مملكة البحرين، سواء أكان سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا من أجل تنفيذ أغراضها التوسعية"، وأن هذه الأهداف تراوحت بين استهداف أمن الوطن واستقراره باستخدام الأسلحة والمتفجرات، والعمل على زعزعة النظام والإضرار بالمصالح الاقتصادية والتأثير على مسيرة التنمية. وأشار إلى تأسيس جماعات إرهابية في البحرين، تم تدريبها في إيران والعراق وسورية، وارتباطها ب(الحرس الثوري) و(حزب الله)، وتقديم الدعم المالي والإسناد بالأسلحة والمتفجرات من خلال عمليات التهريب، مذكرا بأن الأعمال الإرهابية الناجمة عن ذلك خلفت 17 قتيلا في صفوف رجال الأمن وآلاف المصابين. وأضاف أن هذا المخطط استهدف، أيضا، ضرب الوحدة الوطنية من خلال تكريس التطرف المذهبي قصد تحقيق الفتنة الطائفية بين المواطنين السنة والشيعة، مشيرا إلى أنه "تم إغواء من رخصت وطنيتهم وتم تشجيعهم ضد مصلحة بلدهم"، علاوة على محاولة إفشال نهج الإصلاح السياسي الذي يقوده عاهل البلاد، من خلال "حرف الانفتاح السياسي وإفراغه من نهجه الوطني إلى نهج طائفي، وتأسيس ولاءات سياسية لإيران تتمكن من خلالها تحقيق الغالبية النيابية الموالية لها، كما هو الحال في عدد من الدول العربية". وأكد وزير الداخلية أن المعلومات التفصيلية والأدلة المادية والنتائج المختبرية للتدخلات الإيرانية في البحرين أكبر من أن تكون معلومات للصحافة والإعلام، ذلك أنها "تمثل تقريرا مهنيا وقانونيا يبين حجم ومدى خطورة التدخلات الإيرانية في الأمن الداخلي البحريني". وقال إن الذين "انضووا تحت العباءة الإيرانية أو ارتموا في أروقة السفارات للتنظير في شأن سياستنا الوطنية وأمورنا السيادية"، لا يمكن أن يكونوا شركاء في بناء مستقبل الوطن، معتبرا أن "الأحق بذلك هم الشخصيات الوطنية التي تضع مصلحة البحرين فوق كل اعتبار (..)". وشدد الوزير، الذي أوردت أقواله وسائل الإعلام المحلية، على أن البحرين بلد عربي، وأن شعبها "سيظل تحت قيادته العروبية التي التف حولها"، مؤكدا أن "من قال بأن البحرين بوابة الخليج لدخول المملكة العربية السعودية جانبه الصواب، فالبحرين هي قلعة الخليج العربي ضد الأطماع الخارجية في الماضي والحاضر والمستقبل". وأردف في السياق ذاته، أن مملكة البحرين لن تسمح بأن تكون بؤرة لأي شكل من أشكال التطرف والإرهاب، وهي لن تفرط في ما تحقق من أمن واستقرار، مهما كلف الأمر. وفي معرض حديثه عن التدابير الأمنية للمرحلة المقبلة، أوضح أنه تم الشروع في اتخاذ العديد من الإجراءات لمواجهة أخطار الإرهاب، منها تشكيل لجنة لمراقبة عمليات تداول الأموال وجمع التبرعات، ووضع ضوابط لسفر المواطنين من 14 إلى 18 عاما وسائر المواطنين المسافرين إلى الدول غير الآمنة، وحماية المنبر الديني من التطرف الديني والسياسي والتحريض. وأشاد وزير الداخلية البحريني بجهود الأجهزة الأمنية التي مكنت من ضبط عناصر الإرهاب، من متدربين ومخابئ أسلحة ومتفجرات ومواد خطرة، وأخرها ما تم الإعلان عنه في نونبر الماضي من كشف تنظيم إرهابي مرتبط بإيران، وصل عدد عناصره المقبوض عليهم إلى 76 عنصرا. يذكر أن مملكة البحرين أعلنت في رابع يناير الماضي عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، بعد اقتحام سفارة وقنصلية المملكة العربية السعودية في إيران، وطلبت من الدبلوماسيين الإيرانيين مغادرة البلاد خلال 48 ساعة.