بعد قرار عزله من منصبه، اختار القاضي محمد الهيني أن يغادر مقر عمله بالوزارة على متن دراجة هوائية، وهو المشهد الذي أعاد إلى الأذهان الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام لوزيرة العدل الفرنسية السابقة كريستيان توبيرا، التي استقالت بعد رفضها مقترح الحكومة المتعلق بإسقاط الجنسية الفرنسية عن كل من يثبت تورطه في عمليات إرهابية، والتي غادرت مقر عملها على متن دراجة هوائية، في صورة اكتسبت من خلالها توبيرا تعاطفا دوليا واحتراما واسعا لتشبثها بمبادئها. الطريقة نفسها اختارها الهيني لمغادرة مقر عمله، لكنها أثارت ردود فعل العديد من الناشطين، منهم من تساءلوا "عن جدوى التقليد الذي اختار من خلاله الهيني مغادرة مقر عمله"، خاصة وأن الحالتين تختلفان، بحيث إن الهيني عُزل عكس توبيرا التي اختارت الاستقالة، ومنهم من اعتبروها إشارة من القاضي بأن قرار عزله جاء بسبب مواقفه الداعية إلى إصلاح منظومة العدالة. يشار إلى أنه سبق للقاضي الهيني أن اعتبر قرار عزله بمثابة "تاريخ ولادة جديدة"، مطمئنا، في الآن ذاته، المتعاطفين مع قضيته بأنه "لن نموت جوعا أو عطشا، لأن شبعنا في أفكارنا ومبادئنا، لا في بطوننا"، وداعيا إلى أن تحيى "السلطة القضائية مستقلة"، وذلك من خلال تدوينة على صفحته ب"فيسبوك". *صحافي متدرب