12 فبراير, 2016 - 08:48:00 انتقد القاضي محمد الهيني قرار عزله من القضاء، ووصفه بأنه "قرار سياسي وحزبي متكامل الأركان". وأوضح الهيني أن الشكاية والمتابعة والقرار القاضي بعزله كله إجراءات اتخذت "في خرق سافر لأبسط شروط ومقومات المحاكمة العادلة انتقاما عن أحكام قضائية ومواقف علمية، إرضاء لنزوات الحقد الأعمى ممن يعيد إرجاع المغرب لما قبل دستور 2011، ولم يتعلم من دروس الماضي" وفي أول رد فعل له على قرار عزله من القضاء قال القاضي الهيني "شعرت بإهانة القضاء والوطن من طرف وزير للعدل بل للعزل نصب نفسه خصما للقضاة وللمفهوم الحقيقي والوطني لإصلاح القضاء". وأوضح الهيني في تدوينة نشرها على صفحته على موقع "فيسبوك": "لقد شاءت الأقدار أن أغادر سلك القضاء معزولا لا لفساد مالي أو أخلاقي وإنما دفاعا عن حرية الرأي والتعبير مناضلا عن سلطة قضائية مستقلة حقيقية وفعلية كعضو نادي قضاة المغرب وكفاعل حقوقي ضمن الإطارات المدنية والحقوقية". وكان الملك محمد السادس، بصفته رئيس "المجلس الأعلى للقضاء"، قد وافق على قرر عزل الهيني. وشغل الهيني الرأي العام خلال المدة الأخيرة بسبب الملاحقة التي تعرض لها نتيجة نشاطه وسط "نادي قضاة المغرب"، وبسبب الآراء التي عبر عنها وانتقد من خلالها القوانين المنظمة للسلطة القضائية التي صادق عليها البرلمان مؤخرا. ووصف الهيني قوانين السلطة القضائية التي كان انتقاده لها وراء عزله بأنها "قوانين الانتكاسة والردة الدستورية". موضحا بأنها "تختطف استقلال القضاء وتكرس هيمنة السلطة التنفيذية ممثلة في وزارة العدل على القضاء والمحاكم والمجلس الأعلى للسلطة القضائية دون استقلال مالي أو إداري ودون مقومات استقلال فردي يصون دور القاضي في حماية الحقوق والحريات، ويقيه شر الضغوط والتهديدات والمتابعات التأديبية الموجهة، وذلك في خرق سافر وفاضح للمرتكزات الدستورية والمرجعية الملكية والمعايير الدولية لاستقلال السلطة القضائية". وقال الهيني إنه "شرف لي أن أعزل دفاعا عن حرية الكلمة"، مؤكدا أنه سيبقى وفيا لقناعاته ومبادئه، مستمرا "في النضال في الكثير من المواقع رفقة كل الطاقات الحية الحقوقية المنافحة عن استقلال السلطة القضائية". وزاد الهيني "إن ضريبة النضال والتغيير القضائي لفائدة الوطن والمواطن هي شمعة ستضيء درب كل المخلصين من القضاة والفاعلين الحقوقيين للقادم من الأيام والسنين". وخلص الهيني إلى القول مخاطبا من عزلوه "اطمأنوا لن نموت جوعا أو عطشا، لأن شبعنا في أفكارنا ومبادئنا لا في بطوننا".