أثار موضوع حوادث السير التي تخلف آلاف الضحايا على الطرقات المغربية كل سنة، ذكريات حزينة في نفس رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، والذي استند على "معجم ديني" في مخاطبة السائقين، لأن "حوادث السير تتعلق بأرواح بشرية، وبسبب أخطائنا تزهق أرواح نتحمل مسؤوليتها في الدنيا والآخرة". حديث بنكيران عن حوادث السير بالمغرب جاء مساء اليوم، بمناسبة تخليد اليوم الوطني للسلامة الطرقية بمسرح محمد الخامس، أمام عدد من وزراء حكومته المعنيين بقطاع النقل والسلامة الطرقية، كوزير النقل عزيز الرباح، والوزير المنتدب نجيب بوليف، ووزير الحكامة والشؤون العامة محمد الوفا. وكشف بنكيران أنه بعد مرور أشهر على تعيينه من طرف الملك محمد السادس، وقعت حادثة انقلاب حافلة في طريق تيشكا وراح ضحيتها 43 شخصا، "وفكرت، بصدق، أن أقدم استقالتي، لأنني أحسست أني المسؤول الأول عن الحادثة"، مشددا على "كون ملف حوادث السير من الملفات التي تشغلني وتؤملني منذ تلك الفترة". بنكيران الذي حاول التقليل من جرعة "قفشاته" المعهودة، لأن الموضوع "مؤلم"، بحسب تعبيره، قال إن "الجميع فقد عزيزا عليه بسبب حوادث السير"، بمن فيهم هو الذي رزئ في أخوين له في حادثتي سير سنتي 1970 و1991، "ولازلت حزينا عليهما إلى الآن"، يورد رئيس الحكومة. رئيس الحكومة أبرز أن مسؤوليته ومسؤولية وزرائه تكمن في السهر على الجوانب التي تصب في صالح تحقيق السلامة الطرقية بالمملكة، "ولكن في الوقت نفسه ليست مسؤولية الحكومة لوحدها"، يقول رئيس الحكومة، الذي ناشد السائقين بأن يستعلموا الطريق "بالتي هي أحسن لأنه من غير المقبول أن يموت أزيد من 4000 شخص على الطرق سنويا". وتوجه المتحدث إلى جميع السائقين بالقول: "كشخص مكلوم أناشدكم أن تأخذوا بعين الاعتبار مسؤوليتكم أمام الله وأمام الناس"، مواصلا أن "الروح البشرية عزيزة عند الله، "وحتى لو كان هناك تأمين فلا يمكن أن يعوض الإنسان عن حياته أو صحته"، كما خاطب جميع الأشخاص القائمين على تطبيق القانون "بعدم التسامح والتنازل عن المخالفات". واستغرب رئيس الحكومة كيف يقوم بعض الأشخاص بالسياقة وهم في حالة سكر، متسائلا: "كيف هان على الناس السياقة وهم مخمورون"، قبل أن يجدد مناشداته بالترفق في استعمال الطريق. من جهته، قال بوليف إن السلامة الطرقية باتت من التحديات المفروضة على المجتمع المغربي، مضيفا أن وزارته تعمل، رفقة المؤسسات المعنية، من أجل التقليص من عدد قتلى حوادث السير إلى النصف في أفق العام 2025، مؤكدا أن 90 في المائة من حوادث السير مردها إلى "السلوك البشري". وشهد تخليد اليوم الوطني للسلامة الطرقية التوقيع على ست اتفاقيات بين عدد من الوزارات والمؤسسات العمومية، تصب جميعها في مجال السلامة الطرقية.