حاول المهنيون العاملون في قطاع تربية الدواجن وإنتاج وتسويق اللحوم البيضاء والبيض، طمأنة المستهلكين المغاربة بعد الارتفاع الكبير في أسعار البيض بنسبة قاربت 55 في المائة في أقل من 5 أيام، بسبب التأثير السلبي لأنفلوانزا الطيور من فئة H9N2 قليلة الضراوة على مستوى إنتاج البيض في الضيعات المتخصصة في تربية الدواجن. وقال شوقي جيراري، مدير عام الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب، في تصريح لهسبريس، إن هذه الأنفلوانزا تسببت في تراجع إنتاج البيض في الضيعات المتخصصة بنسبة تراوحت ما بين 10 و80 في المائة، مؤكدا أن "الأمور بدأت تعود إلى نصابها منذ بداية الأسبوع الجاري. وأورد المتحدث بأن المهنيين اتخذوا مجموعة من الإجراءات الصحية الاحترازية من أجل محاصرة هذا الفيروس الذي لا ينتقل إلى الإنسان، في انتظار إطلاق عملية واسعة للتلقيح بداية من بداية الأسبوع المقبل"؛ مضيفا "تمكنا بالفعل من استعادة زمام الأمور، وبدأ إنتاج البيض يسجل ارتفاعا ملموسا". وعن ارتفاع أسعار البيض، قال الجيراري "ارتفعت الأسعار من 70 سنتيما إلى 1.20 درهما يوم الجمعة الماضي، قبل أن تنخفض إلى 1.1 درهم يوم الاثنين، ثم درهم واحد اليوم الأربعاء، ويعود هذا الارتفاع بالأساس إلى الانخفاض الكبير في الإنتاج، نتيجة طبيعة الفيروس الذي أصاب الدجاج، والذي يؤثر على وظيفة التبييض لدى الدواجن". وأضاف مدير عام الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب: "قطاع الدواجن يعيش في حقيقة الأمر ظروفا استثنائية، لكن في الوقت الحالي بدأت الأمور تتغير وستتحسن مع الشروع في عملية التلقيح، إذ إن مستوى إنتاج البيض، الذي يعتبر من مصادر البروتينات بالنسبة لشريحة واسعة من المواطنين المغاربة، بدأ يرتفع بشكل تدريجي". يشار إلى أن مهنيي القطاع يقدرون حجم ما يستهلكه المغاربة من البيض في السنة الواحدة بما يزيد عن 5.3 مليارات وحدة، وتشمل كل أنواع البيض التي يتم تسويقها في السوق المغربي. ويسعى المهنيون إلى مضاعفة حجم استهلاك المغاربة للبيض ليصل إلى معدلات الدول المجاورة، كتونس وإسبانيا اللتان يبلغ معدل استهلاكهما 384 بيضة للفرد الواحد، وفرنسا التي يفوق فيها هذا المعدل 250 بيضة، وأمريكا التي يستهلك فيها كل مواطن 323 بيضة سنويا، واليابان بنحو 324 بيضة في السنة لكل مواطن، وهو ما يمثل الضعف مقارنة مع المعدل المسجل في المغرب، والذي انتقل فيه هذا المتوسط من 21 بيضة للفرد الواحد سنة 1970 إلى 156 بيضة سنة 2013، ليبلغ 160 بيضة سنة 2014. ويقول مهنيو القطاع إن رقم معاملات قطاع إنتاج بيض الاستهلاك بالمغرب، بالنسبة للقطاع المهيكل، يبلغ خمسة ملايير درهم سنويا؛ ويبلغ معدل الإنتاج 3.7 مليارات بيضة؛ وتعتمد البلاد على القطاع الموازي في المداشر والقرى لسد حاجياتها الاستهلاكية من هذه المادة.