أوردت قناة "سي إن إن"، قبل أيام، خبرا مفاده أن الولاياتالمتحدةالأمريكية في الطريق إلى الإعلان عن تدخل بري في سوريا من أجل القضاء على التنظيم الإرهابي "داعش"، وذلك بمشاركة جنود مجموعة من البلدان من بينها المغرب، وهو ما لم يستبعده خبراء عسكريون وإستراتيجيون مغاربة، الذين أكدوا أن كل المكونات قائمة لمشاركة جنود مغاربة في هذا التدخل. في هذا الإطار، لم يستبعد عبد الرحمان المكاوي، خبير في الشؤون العسكرية، مشاركة جنود مغاربة من القوات الخاصة والقوات الصاعقة في محاربة "داعش"، ضمن التدخل البري، قائلا: "إن الحل الجوي لم يعط النتائج التي كانت مرجوة". وفي تصريح لهسبريس قال المكاوي: "الآن الجميع متفقون على أن القضاء على هذا التنظيم الإرهابي لن يتم إلا عن طريق عمليات برية"، مشيرا إلى أن ذلك يأتي في سياق الإعلان الرسمي للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة عن نيتهما إرسال جنود لمحاربة "داعش" انطلاقا من الأراضي السورية. المتحدث أوضح أنه في انتظار تأكيد أو نفي هذه المعلومات، تجدر الإشارة إلى أن الكثير من الدول الغربية لها قوات خاصة متمركزة في العراق، وتحديدا في كردستان وعلى الحدود التركية السورية. من جانبه أكد الموساوي العجلاوي، خبير في الشؤون الإستراتيجية، أن كل المكونات قائمة لكي يشارك المغرب في هذه العملية، مشيرا إلى أن كلا من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة سبق أن أعلنتا عن وجود إمكانية للتدخل البري في سوريا ضد "داعش"، شريطة أن تقود أمريكا هذا التحالف. العجلاوي أوضح، في تصريح لهسبريس، أن المغرب له ارتباط بدول مجلس التعاون الخليجي عبر شراكة إستراتيجية، خاصة مع السعودية والإمارات، وأيضا له علاقة إستراتيجية وعسكرية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ غشت 2014 بموجب التوقيع على اتفاقيات أمنية وعسكرية، وهو ما يجعل مشاركته ممكنة في هذه العمليات، ويبقى التساؤل فقط، في نظر الخبير الاستراتيجي، عن شكل هذه المشاركة؛ "هل سيشارك بفرق نخبة مثل ما حدث خلال حرب الخليج الأولى، أم غيرها؟". واستبعد المتحدث أن يتكرر سيناريو التدخل الأمريكي في كل من العراقوأفغانستان، قائلا: "لا أعتقد أن يكون هناك تدخل عسكري بشكل مباشر مثل ما حدث في أفغانستانوالعراق"، مؤكدا أن التدخل البري هو الخيار الوحيد الذي بات من شأنه أن "يعلن التوازن داخل المجال السوري"، وفق تحليل العجلاوي.