قال خبراء عسكريون وسياسيون عرب إن نيران تنظيم "داعش" التي التهمت الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، لن تحرق التنظيم على المدي القريب، معتبرين أن ساحة المعركة على الأرض غير مهيئة حاليا للقضاء على "داعش". وتوقع هؤلاء الخبراء، في أحاديث منفصلة مع وكالة الأناضول، أن يتخذ التحالف الغربي- العربي، بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية، خطوات تصعيدية ضد "داعش"، إلا أنها لن تكون موجعة للتنظيم، على حد تقديرهم. قدري سعيد، رئيس قسم الشؤون العسكرية في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية التابع لمؤسسة الأهرام في القاهرة قال إن "الأوضاع تزداد سخونة وتحتاج إلى رد فعل قوي، إلا أن هذا الرد لا يمكن أن يكون موجعا لتنظيم داعش". ومضى قائلا لوكالة الأناضول إن "هناك فرقا بين ما يريده التحالف (الذي يشارك فيه الأردن) من إسقاط داعش، وبين ما يمكن فعله على أرض الواقع، والذي سيأخذ وقتا طويلا، وسط تعقيدات كبيرة أمام أي تدخل بري وما يتبعه من تضحيات وتبعات". وتوعد المتحدث باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، "داعش" بأن "الرد سيكون مزلزلا (...) وسترون ردة فعل الشعب الأردني والعشائر الأردنية"، بحسب تصريحات للتلفزيون الأردني. لكن المحلل السياسي المصري قال: "أتوقع أن يكون هناك تنسيقا أكبر مع العشائر والقبائل في سورياوالعراق، ولكن هذا التنسيق لن يكون له رد الفعل القوي على حرق الكساسبة، وسيكون مصير الكساسبة كباقي الذي تم إعدامهم". ومتفقا معه، استبعد اللواء العراقي المتقاعد، ماجد ثابت، الخبير في الشؤون العسكرية العراقية، أن "يؤدي حرق الكساسبة إلى إحداث تغيير في استراتيجية التحالف الدولي في الحرب ضد داعش في العراق أو سوريا". وقال ثابت، في حديث مع الأناضول، إن "التحالف الدولي يعتمد استراتيجية النفس الطويل في التعامل مع داعش، وهي استراتيجية معتمدة في العراقوسوريا منذ أشهر.. ولو كان داعش يدرك أن العمليات الارهابية التي ينفذها ستثير ردا قويا من التحالف الدولي لما أقدم على فعل تلك الجرائم". ومضى معتبرا أن "تنظيم داعش أقدم على ارتكاب جرائم كبيرة وواسعة في العراقوسوريا تفوق قتل الطيار الأردني حرقا، ولم يغير التحالف الدولي من استراتيجيته المعتمدة في استهداف التنظيم". وبحسب محمود عبد الظاهر، وهو خبير استراتيجي مصر، فإن هناك "نوعا من التردد الواضح من القوى الكبرى، وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية، بشأن إمكانية خوض معركة سريعة وفاصلة ضد داعش جراء قلة المعلومات عن قدرات التنظيم". ورأى عبد الظاهر، في حديث مع الأناضول، أن "واشنطن لن تتدخل عسكريا في أي دولة، وهو ما قد يؤثر على قبول أي دولة أخرى هذا التدخل البري، حتى لا تتكبد خسائر كبيرة". وتابع بقوله: "لن يتحقق انتصار عسكري إلا بالقوات البرية، ولكن المسرح غير مهيئ حاليا للدخول في حرب برية.. المنطقة الآن غير عام 2003 (في إشارة إلى غزو تحالف دولي بقيادة واشنطن للعراق)، وتمدد التنظيم في مناطق جغرافية واسعة يحوله إلى خلايا وعصابات يصعب مواجهتها بالجيوش النظامية". وعن الموقف التركي، توقع عبد الظاهر أن "يكون لأنقرة دور أكبر وأكثر حسما، إذا توافرت الإرادة التركية.. هذا يتوقف على حسابات تركيا الخارجية في الشأن السوري وموقف باقي دول التحالف منه". بدوره، قال زكريا حسين، الرئيس الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية بالقاهرة (حكومية)، إن "التحالف الدولي ليس لدية النية والإرادة الحقيقية للقضاء على داعش، فما تم تخطيطه وتنفيذه على الأرض لا يتناسب مع داعش وجرائمها". وأضاف حسين، في حديث مع الأناضول، إن "الضربات الجوية ليست فاعلة طالما لم يحدث تدخل بري، وهذا لن يحدث طالما لا توجد إرادة حقيقية". وأظهر تسجيل مصور منسوب لتنظيم "داعش"، مساء الثلاثاء، عملية قتل الكساسبة (27 عاما)، وهو متزوج منذ 6 أشهر، حرقاً، وبينما لم يحدد التسجيل المصور يوم قتل الطيار الأسير، ذكر التليفزيون الأردني الرسمي أنه قتل يوم 3 يناير الماضي، دون أن يحدد إلى ماذا استند في ذلك. وكان "داعش" قد أعلن في 24 ديسمبر الماضي، أسر الكساسبة بعد إسقاط طائرته الحربية التابعة للتحالف الدولي قرب مدينة الرقة السورية.