من المرتقب أن يقوم رئيس الحكومة التونسية، الحبيب الصيد، بزيارة رسمية إلى المغرب خلال الأسبوع المقبل، بهدف تقوية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وكشف الموقع الفرنسي "جون أفريك"، المتخصص في الشأن الإفريقي، أن زيارة الحبيب الصيد ستتم ما بين التاسع والحادي عشر من هذا الشهر، استنادا إلى ما كشفه مصدر مقرب من رئيس الحكومة التونسية، الذي شدد على أنه هذه الزيارة تمت برمجتها، إلا في حال وجود طارئ أو تعرض الصيد لوعكة صحية، يمكن أن تحول دون قيامه بالزيارة. وكان رئيس الحكومة التونسية نقل إلى المستشفى العسكري في العاصمة تونس في فاتح فبراير الجاري، بعد وعكة صحية؛ في حين ينتظر أن يعود لممارسة أنشطته الرسمية في الثامن من هذا الشهر. وتعتبر زيارة الصيد المرتقبة إلى المملكة الأولى من نوعها له كرئيس حكومة، وهذا ما يجعلها تكتسي طابعا بالغ الأهمية، حسب الموقع الفرنسي، وذلك من أجل إعطاء دفعة للعلاقات بين البلدين، بعد أن كان الملك محمد السادس زار تونس في يونيو 2014، خلال الفترة التي كان فيها منصف المرزوقي رئيسا للبلاد، وكان المهدي جمعة رئيسا للحكومة التونسية. وتم توقيع أكثر من 23 اتفاقية ثنائية بين المغرب وتونس خلال هذه الزيارة. ومنذ انتخاب الباجي قائد السبسي سنة 2014 رئيسا للبلاد، وجهت تونس بوصلتها نحو الجزائر، رغم بقاء العلاقات المغربية التونسية على حالها، إذ قام السبسي بزيارة رسمية إلى الجارة الشرقية في فبراير 2015، من أجل الدفع بالعلاقات بين البلدين. وفي الوقت الذي لم يحدد بعد برنامج الزيارة، إلا أنه من المنتظر أن يتطرق الطرفان إلى سبل تقوية العلاقات الثنائية بينهما، بالإضافة إلى مناقشة الوضع السياسي والأمني في ليبيا، في ظل الحوار الذي يجري حاليا في الصخيرات، بالإضافة إلى البحث عن سبل التعاون في ظل جمود اتحاد المغرب العربي. واعتبر عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاضي عياض في مراكش، أن هذه الزيارة المرتقبة تأتي في سياق ظروف خاصة تعيشها تونس، مع الجوار الصعب في ليبيا، وموقفها الرافض لأي تدخل بري في هذا البلد. وفي الوقت الذي شدد البلعمشي على ضرورة تطوير التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف الاتجاهات، أكد في تصريح لهسبريس أن المغرب وتونس يعتبران من أكثر الدول التي تجاوزت المشاكل التي تعيشها المنطقة، بعد القيام بمجموعة من الإصلاحات. وشدد أستاذ العلاقات الدولية على أن العلاقات بين البلدين لم تعرف توترا، لكنهما يعملان على تجاوز آثار الحراك الذي عاشاه خلال الفترة الماضية، مضيفا أنهما يطمحان إلى تطوير العلاقات الاقتصادية، في ظل ضعف المبادلات في ما بينهما، كما أن تونس في حاجة إلى دعم المغرب، خاصة في ما يرتبط بالمشاكل الأمنية. وفي هذا السياق، توقع البلعمشي أن يتناول الطرفان خلال الزيارة المرتقبة الملف الأمني، بالإضافة إلى ملفات أخرى؛ "نظرا لقرب تونس من ليبيا، وتقاطعها مع المغرب في هذا الملف، من خلال مفاوضات الصخيرات، في الوقت الذي لم ينجح الليبيون في تجاوز عثراتهم"، يؤكد المتحدث ذاته، مضيفا أن "تونس تحتاج نوعا من الدعم الأمني، خاصة مع معارضتها للخطة الدولية القاضية بالتدخل البري في ليبيا".