حسم القضاء في واحد من أطوال النزاعات القانونية بين كبار رجال الأعمال المغاربة، بعدما أصدرت محكمة الاستئناف لمدينة الدارالبيضاء قرارها بالاعتراف لمنير بنجلون بأنه ابن شقيق الملياردير الشهير عثمان بنجلون. وكان الملياردير، الذي يقود واحدة من أكبر المجموعات المالية في منطقة شمال إفريقيا ودول جنوب الصحراء الكبرى بالقارة السمراء، قد طعن في نسب منبر بنجلون، ولجأ إلى العدالة بعد وفاة أخيه عمر بنجلون، سنة 2003 عن سن تناهز 75 سنة، معتبرا أن منير ليس ابنا لشقيقه المتوفى، وأنه قام بتبنيه ثم إلحاقه بسجل الحالة المدنية. وجاء حكم القضاء تجاه مطالب هيأة دفاع عثمان بنجلون، الذي حرص على استمرار علاقة قرابة متينة مع شقيقه المتوفى، ليفسح المجال أمام منير لاستعادة إمبراطورية والده، الذي كان يعتبر من أغنياء المغرب، لكن ثروته ظلت أقل بكثير مما يمتلك صاحب مجموعة "فينانس كوم"، التي تتوفر على استثمارات في أوربا وإفريقيا وآسيا والولايات المتحدةالأمريكية إلى جانب المغرب. عمر بنجلون، الذي كان معروفا بدعمه للأعمال الفنية قبل وفاته بمرض عضال، يمتلك مجموعة "سعيد ستار أوتو" للسيارات، التي توفرت على الحق الحصري بتوزيع علامات "جاكوار" و"فولفو" و"إيسوزو"، إلى جانب امتلاكه مجموعة من المصانع وشركات الخدمات. وينحدر عمر بنجلون من مدينتي فاس ووزان، حيث كان جده الحاج محمد بن لمفضل بنجلون أكبر مستورد للشاي الأخضر الصيني والسكر، واعتبر من أكبر أغنياء المغرب في العقد الثالث من القرن الماضي، قبل أن تنهار إمبراطوريته بسبب أزمة "الخميس الأسود" العالميّة، سنة 1929، الذي عرف تهاوي بورصة "وول ستريت"، ومعها الأوراق المالية للحاج محمد بن لمفضل بنجلون، ليضطر إلى الانتقال إلى مدينة الدارالبيضاء مع أفراد أسرته. وكان عمر بنجلون، حفيد الحاج محمد من ابنه عباس الذي رزق به سنة 1928، قد التحق بمدينة نانت، في سنة 1949، بعد حصوله على شهادة الباكالوريا من المدارس الفرنسية في البيضاء، وبعدها جال أوروبا ليستقر في ألمانيا، حيث اشتغل مع مجموعات "مان" ثم "مرسيديس". بعد الاستقلال دخل عمر عالم التجارة، وكان أول مغربي يستقدم طابعة جرائد ليومية "العلم"، التابعة لحزب الاستقلال، بسعر لا يضاهى، وبدأ في بناء إمبراطوريته، وشرع في التوقيع على الحقوق الحصرية لتوزيع كبريات الماركات العالمية للسيارات من السويدوألمانيا وغيرهما. ويعتبر عمر بنجلون، الذي ستؤول ثروته هذا العام لابنه منير، بعد 13 عاما من وفاته، من أوائل الصناعيين في مجال تركيب السيارات، إذ امتلك مصنعا لتركيب السيارات الأمريكية "فورد" بالمملكة، والذي تحول الآن إلى تجزئة عقارية، قبل أن يركز على تسويق السيارات المستوردة من الخارج من جهة، ودعم الأعمال الفنية من جهة أخرى، قبل أن توافيه المنية قبل 13 سنة من الآن.