أين الثروة ؟ تساؤل مشروع ظهر فجأة ليصبح حديث العامة في المغرب مباشرة بعد الخطاب الملكي الأخير بمناسبة عيد العرش ، الكل تساؤل بمعية الملك عن الثروة ، البعض أجاب عن التساؤل العريض و البعض الأخر فضل الصمت لأنه حكمة و شرح الواضحات في نظرهم من المفضحات ، في حين ثلة ثالثة ارتأت الاستعانة بالأرقام و المعطيات لتستنبط جواب السؤال المبهم. بإطلالة بسيطة على لغة الأرقام الرسمية الصادرة عن مجلة فوربيس المتخصصة في أرقام المال و الأعمال و التي ربما كان لها السبق في الإجابة ضمنيا عن تساؤل المغاربة عن ثروة وطنهم ، فقد صنفت المجلة أربعة مغاربة ضمن قائمة أغنى أغنياء العالم بثروة إجمالية فاقت 61 مليار و نصف من الدرهم. و قاد رجل الأعمال الشهير في اقتصاد المصارف و التامينات الملياردير عثمان بنجلون تشكيلة أثرياء العالم المغاربة ، حيث جاء في المرتبة 609 عالميا بثروة قاربت الاربع و عشرين مليار درهم. عثمان بنجلون حفيد عائلة الحاج محمد بن لمفضل بنجلون أحد اكبر مستوردي الشاي الأخضر من الصين استطاع أن يتبوأ هاته المرتبة المتقدمة بفضل مجموعته الاقتصادية القوية "فينانس كوم" التي تشرف على تسيير البنك المغربي للتجارة الخارجية و الملكية الوطنية للتأمين و الشريك الاساسي في رأس مال الفاعل الثاني في قطاع الاتصالات بالمغرب. و خلف بنجلون يتموقع رجل الأعمال العصامي الملياردير ميلود الشعبي ، ابن الصويرة و راعي الغنم بمنطقة الشياظمة الذي تحول إلى رقم صعب في معادلة الأرقام و المعاملات المالية ، الشعبي و بفضل مجموعتة "يينا" العملاقة استطاع أن يتبوأ المركز 931 عالميا بثروة قاربت 16 مليار درهم. و يعتبر ميلود الشعبي مالك مجموعة الشعبي التي تخصصت في مشاريع الأبناك و السكن و اسواق السلام و مالك سلسلة فنادق "رياض موغادور" الفخمة و صاحب مشاريع "جيبيسي" للتلفيف و شركات "إليكطرا" و غيرها من المشاريع الضخمة التي تسير ضمن الهولدينغ العملاق "يينا". و في المرتبة الثالثة من حيث الثروة بالمغرب برز إسم وزير الفلاحة و الصيد البحري و رجل الأعمال قبل السياسة الملياردير السوسي عزيز أخنوش مالك مجموعة "أكوا" و صاحب محطات "إفريقيا" و أكبر فلاحي المغرب و زوج سلوى أخنوش مالكة مجموعة "أكسال" و التي اختارت "الموروكو مول" لتستثمر به. اخنوش إبن عمة زوجة الأمير مولاي هشام و بثروة قاربت 12 مليار سنتيم استطاع أن يحصل على المرتبة 1210 عالميا حسب تصنيف فوربيس في قائمة أغنى أغنياء العالم. و لأن عالم العقارات الموغل بالاسرار يعتبر منجم ذهب لاصحابه فقد احتل انس الصفريوي صاحب الشركة الوحيدة في العالم لإنتاج الغاسول المرتبة الرابعة وطنيا و 1356 عالميا بسبب عقارات الضحى التي تغلغلت في قلب إفريقيا السمراء بعدما نالت نصيب الاسد من حصة السوق العقارية بالمغرب. صاحب مصانع الإسمنت و مالك المعمل الوحيد الذي ينتج مادة "كاربونات الكالسيوم" بالمغرب و الشريك الأساسي في شركة الطيران "دريم فلايت" و القرض العقاري و السياحي و غيرها من المشاريع التي تدر على الرجل كل سنة أرقاما فلكية جعلته ضمن نخبة أغنى أغنياء الوطن. و لمن يتساؤل عن باقي الثروة ، فقد تضمنت قائمة فوربيس أسماء شخصيات مغربية أخرى من قبيل مريم و أخوها محمد بن صالح أصغر أثرياء المملكة ورثة مجموعة "هولماركوم" التي تمتلك شركة "طيران العربية" و "والماس" و أطلنطا للتأمينات و غيرها، كريم التازي الذي طور ثروة أبيه و مالك "ريشبوند" المتخصصة في الأثات المنزلي و صاحب إختراع "المشط" الذي نسرح به شعورنا صباح مساء ، "آل قيوح" الذي يوجد على رأسهم عبد الصمد وزير الصناعة الحالي، و كذلك ملك الخمور بالمغرب إبراهيم زنيبر المنتج لأكثر من 35 مليون قنينة جعة في العام و مالك مجموعة شركات "ديانا هولدينيغ"… نجد كذلك ضمن اغنياء المغرب و اصحاب الثروة كل من مولاي حفيظ العلمي الذي كان جده بائع سيارات و أبوه مدير وكالة بنكية بمراكش بينما هو الأن صاحب مجموعة "ساهام" المالكة لشركات التأمين و عدة فروع في الإتصالات و التقنيات المعلوماتية، العلمي لزرق رئيس مجموعة "أليانس" الرائدة في إنشاء الفنادق و الذي إشتغل سابقا كمدير عام لمجموعة "أونا"، ورثة المرحوم فريد برادة مالك "كولورادو" و ابن برادة مدير لوبينيون السابق و صهر بنحميدة و الذي قضى نحبه بعد سقوط طائرته الخاصة التي كانت تقله رفقة أسرته الصغيرة في إحدى عطلهم ، نجد كذلك ضمن أغنياء المغرب السقاط صاحب "مغرب ستيل" ، أبا عقيل صاحب بطاريات "السوبر لوكس" أو "العود الأبيض" و اسماء شخصيات اخرى من عالم المال و الأعمال… و قد اصبح التساؤل المبهم "أين الثروة" حديث الساعة في مواقع التواصل و المنتديات المغربية ، ليظل السؤال الأهم الذي يجب أن يطرح هل سيستفيد المغاربة بمختلف مشاربهم و انتماءاتهم من ثروة وطنهم أم لا بعد خطاب جلالة الملك ؟