إلى الحالمين ب"القومة" و معتمري قبعة "غيفارا":إمارة المؤمنين تاج فوق رؤوس كل المغاربة والفصل 19 حصن حصين لوحدة المغرب وللتعايش بين دياناته واهم كل الوهم من يعتقد في قرارة نفسه الأمارة بالسوء أن المغرب ريشة في مهب الريش طائشة، ومخطئ إلى درجة الضلالة من يهذي ب"القومة"،لأن وطننا كان ولا يزال جبلا عصيا على الرياح ولا تهزه العواصف. سكران حتى الثمالة وفقدان الشعور من لا يزال يحلم بمشروع "جمهوريات الموز" التي لا يعلو فيها صوت فوق صوت "الرفيق الرئيس" الذي لا يفارق المسدس حزام خاصرته. نقول هذا والمشهد المغربي الراهن يعيش على تحالف هجين في الشارع بين اللحية الطالبانية وقبعة شي غيفارا، هدفه تحويل مدننا إلى "قندهارات"أو "كولومبيات" لا يتحكم في شوارعها غير لغة الفوضى والعبث.ثبا لمثل هذا التحالف الخسيس ! ماذا يريدون؟ ذلكم هو السؤال الذي يطرحه كل ذي عقل سليم. الديمقراطية؟ فهم أبعد الناس عن روحها، والتاريخ يشهد أنهم اختاروا الانعزال عن حركية المجتمع معانقين خطاب العدمية والتشكيك، ومروجين لوعود "الجنة والنار" والتخويف من "عذاب القبر" وكأنهم يعلمون الغيب، ومسوقين لمنتوجات مشروب "خودنجال" الذي يقوي الباء ويبيح اغتصاب الغلمان، والوقائع التي نشرتها الصحف، على امتداد السنوات الأخيرة، أشهد من العيان وسارت في ذكرها الركبان. القومة؟ قومتهم تهدف إلى تلجيم أفواهنا وبرقعة نسائنا ومطرقة آذاننا باسطوانة "لا تجادل ولا تناقش حتى لا تسقط في المحظور". الثورة؟ ثورة بقية هياكل الديناصورات الحمر ستحولنا إلى روبوهات تلبس كيمونات متشابهة وتصفق لقرارات "الرفاق" في اللجنة المركزية تحت طائلة مداهمات الكي جي بي المحلي الصنع. لا ثم لا أيها "الإخوان" و"الرفاق"، المغرب لم ولن يكون بتلك الصورة التي ترتسم في أضغاث أحلامكم، لأن الشعب المغربي لم يعرف ثورات خارج التلاحم بين العرش والشعب، ويدرك، عن وعي عميق، أن الثورة الحقيقية تتجدد بعد الخطاب الملكي التاريخي لتاسع مارس الفاتح لورش دستوري عظيم. على ذكر الدستور، أتحدى كل المزايدين على الموضوع، إن كانوا على علم بفصول الدستور 108، وأراهن على أن غالبية الذين يخرجون إلى الشارع لم يسبق لهم أن اطلعوا على نص الدستور الحالي الذي لم تفعل مجمل مضامينه. اشرنا في مقال سابق إلى أن جلالة الملك محمد السادس قد تجاوز، في خطابه، سقف مطالب الشعب وفتح المجال أمام كل الاجتهادات. بكل تواضع ومسؤولية، أقول للجميع: دستورنا الحالي يتضمن 108 فصلا، لكم أن تغيروا كل الفصول كما تشاؤون، باستثناء فصل فريد، ربما لا تدركون أنه هو الذي فتح الباب أمامي وسواي لكي نمارس حريتنا كما نشاء، وهو الذي يجعل كلا منا آمنا في بيته وفي عمله، إنه الفصل 19. ماذا يقول هذا الفصل؟ "الملك أمير المؤمنين والممثل الأسمى للأمة ورمز وحدتها وضامن دوام الدولة واستمرارها، وهو حامي .حمى الدين والساهر على احترام الدستور، وله صيانة حقوق وحريات المواطنين والجماعات والهيئات،وهو الضامن لاستقلال البلاد وحوزة المملكة في دائرة حدودها الحقة." أمير المؤمنين ( وليس المسلمين فحسب) هو الذي يصون حق المغاربة، مسلمين، يهودا ومسيحيين، في المواطنة، من شعارات عنصرية يرفعها أصحاب"القومة" من قبيل "هذا عار هذا عار يهودي مستشار". إمارة المؤمنين هي من حمت و تحمي مناضلين مغاربة يهود في صفوف اليسار، مثل المرحوم أبراهام سرفاتي وشمعون ليفي وأسيدون وغيرهم. ولكم أن تحللوا بقية مضامين هذا الفصل. كتحصيل حاصل، على الذين يعتقدون بأنهم في موقع "قوة" من خلال تأجيج الشارع والاستغلال للاشعور المنحرفين والبلطجية، عليهم أن يعلموا بأن ملوك المغرب، على امتداد التاريخ، لا يرضخون للضغوط المملاة من مرجعيات خارجة عن سياق المجتمع المغربي، ولنا في الملك المجاهد محمد الخامس رحمه الله النموذج والمثال لما اختار التموقع إلى جانب شعبه في العام 1953 غير عابئ بتهديدات وإغراءات المستعمر. لقد قال الملك محمد السادس كلمته، وبرهن على أنه مواطن مغربي ديمقراطي حتى النخاع، وعلينا أن نكون على نفس مستوى تفكير ملكنا المواطن، حتى نبرهن لأنفسنا قبل الآخرين أننا أمة وجيل لا تهزه الريح.