تركز اهتمام الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الاثنين على عدد من المواضيع كان أهمها، اقتراح سياسية ألمانية واضحة لإقامة "مراكز حدودية " على طول حدود ألمانيا، ووضعية أنفاق العاصمة بروكسل وتأثير إغلاقها، وبانتشار فيروس زيكا في أمريكا اللاتينية ، والمفاوضات بين الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني وحزب (بوديموس) لتشكيل حكومة يسارية بالإضافة إلى مواضيع أخرى. ففي ألمانيا هيمن موضوع أزمة اللاجئين على تعليقات الصحف الصادرة اليوم وخاصة الاقتراح الذي تقدمت به جوليا كلوكنر رئيسة الحزب الديمقراطي المسيحي في ولاية راينلاند بلاتنيت ، وهو حزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ، والقاضي بإقامة "مراكز حدودية " على طول حدود البلاد مع النمسا للإسراع بعملية إعادة طالبي اللجوء غير المؤهلين للبقاء في ألمانيا. صحيفة (نويه أوسنايبروكر تسايتونغ) ، اعتبرت أن اقتراح التقليص من عدد اللاجئين جيد ولا يمكن إنكاره إلا أن فرض الرقابة على طول الحدود سيكون أمرا صعبا مشيرة إلى أن الحل الذي أكدت عليه المستشارة ميركل يظل معقولا بل الأفضل والذي تؤكد فيه أن حل أزمة اللاجئين التي تشكل تحديا أوروبيا بيد أوروبا التي عليها أن تحتوي هذا المشكل الذي يهدد بحدوث أزمة دائمة للاتحاد الأوروبي ، وتداعيات سياسية والاقتصادية خطيرة . من جانبها ترى صحيفة ( فيستفاليشن ناخغيشتن) أن خطة جوليا كلوكنر ، لا تحمل الجديد ، خصوصا بالنسبة لبعض النقاط التي يصعب تنفيذها على أرض الواقع ، أما بالنسبة لقرار وضع مراكز لتسجيل اللاجئين ، تضيف الصحيفة ، فقد تم فعلا وضعها في الأسابيع الأخيرة من قبل الائتلاف الحاكم من أجل ضبط عملية تسجيل اللاجئين . وخلصت الصحيفة إلى أن العديد من الأسئلة تبقى معلقة بخصوص حل الأزمة. أما صحيفة (نوربيرغر ناخغيشتن) ، فإن المستشارة ميركل قد اعترفت في وقت متأخر جدا أن حل هذه القضية لا يمكن أن يتم إلا على المستوى الأوروبي مشيرة إلى أن المشروع الجديد الذي ، اقترحته جوليا كلوكنر ، اقتراح صحيح ، مؤكدة أنه لا بد من القيام بكل ما يلزم للخروج من هذا النفق الذي دخله الاتحاد الأوروبي ولو بشكل جزئي . وفي بلجيكا ، اهتمت الصحافة بوضعية أنفاق العاصمة بروكسل وتأثير إغلاقها على حركة التنقل في المدينة. فكتبت (لاليبر بلجيك)، في هذا الصدد ، أنه منذ سنوات ، لم تلق صيانة هذه الأنفاق أي اهتمام من مختلف مستويات السلطة. والنتيجة مع الأسف ، تضيف الصحيفة ، شقوق وانهيارات دون اتخاذ أي مبادرة لإيجاد حل بديل، محذرة من أن استمرار هذا المشكل سيجعل التنقل عبر بروكسل مستحيلا. من جانبها ، اعتبرت (لوسوار) أنه بإغلاق نفقين نهاية الأسبوع ، تدخل حركة التنقل وسط بلجيكا إلى طريق مسدود. ودعت إلى عقد اجتماع موسع بين الوزير الأول والجهات يتم فيها تناول جميع الرهانات المتعلقة بالتنقل ، بهدف صياغة رؤية مشتركة تهم الجانب المالي والتقني والاجتماعي لوضع مخطط شامل لمواجهة هذه التحديات. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف الرئيسية على الخصوص بالمفاوضات بين الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني وحزب (بوديموس) بهدف بحث إمكانية تشكيل حكومة يسارية بعد رفض راخوي الترشح لمنصب رئيس الحكومة. وهكذا، كتبت (آ بي سي) أن الحزبين اجريا أمس الاحد أولى الجلسات منذ موافقة الطرفين على تشكيل تحالف يمكن من تشكيل حكومة " متعددة وتقديمة " بدعم من الحزب اليساري الموحد. واعتبرت (إل باييس) أن الأمر يتعلق بأول مواجهة بين قياديي الحزبين اليساريين ، مؤكدة أن الحزب المتطرف بوديموس يسعى لبدء مفاوضات حول تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن ، في حين يفضل الحزب الاشتراكي انتظار الضوء الأخضر من الملك فيليبي السادس. أما جريدة (لاراثون)، فقد أشارت إلى أن زعيم الحزب الاشتراكي بيدرو سانشيز اعتبر ان المحادثات بين التشكيلتين يجب أن تأخذ بعين الاعتبار المواقع السياسية لحكومة اشتراكية محتملة ، في وقت اختار فيه زعيم بوديموس بابلو إغليسياس المفاوضات من أجل تعيين وزراء من حزبه. وأكدت (إلموندو) أن حزبي بوديموس والحزب الاشتراكي سيجريان خلال هذا الأسبوع لقاءات اخرى من أجل التوصل إلى اتفاق من أجل تشكيل حكومة ثلاثية ، مضيفا أن سانشيز يسعى لبحث إمكانية الحصول على دعم من قبل حزب الوسط شيودادانوس. وفي فرنسا تطرقت صحيفة (لوموند) الى الجدل الذي اعقب تصريحات وزير المالية والاقتصاد الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي اعلن خلال منتدى دافوس ان الاصلاح المنتظر لقانون الشغل سيضع حدا ل35 ساعة كفترة قانونية للعمل في الاسبوع. وأضافت الصحيفة أن هذه الضربة الموجهة الى قانون أوبري الذي حدد 35 ساعة للعمل خلقت نوعا من البلبلة في اوساط الاغلبية البرلمانية ،و أذهلت النقابات. من جهتها عادت صحيفة (ليبراسيون) الى النقاش الجاري حول حالة الطوارئ المعلنة بفرنسا عقب الاعتداءات الارهابية لثالث عشر نونبر ، والتي سيتم تمديدها لثلاثة اشهر، معتبرة ان هذه الفكرة الخطيرة استقرت لدى الرأي العام، والتي مفادها ان هذا النظام الاستثنائي يلعب دور الدرع الواقي من التهديدات الارهابية . وتساءلت الصحيفة عما سيقع غدا لو نفذ اعتداء جديد على فرنسا في ظل حالة الطوارئ، لن يكون حينها أمام الحكومة خيارات اكثر سوى تمديد هروبها الامني الى الامام. من جانبها وضعت صحيفة (لوفيغارو) حصيلة سنة لحكومة اليسار المتطرف بقيادة اليكسي تزيبراس في اليونان مشيرة الى انه تم فقط اعتماد بعض الاصلاحات التي اقترحها المانحون والتي لم تنفذ بعد. وأضافت الصحيفة أن الأوراش التي لم تفتح بعد يحتمل ان تهدد استقرار حكومة تزيبراس. وفي هولندا اهتمت الصحف بانتشار فيروس زيكا ، إذ كتبت صحيفة (دي فولكس كرانت) تحت عنوان " الذعر يتزايد في أمريكا اللاتينية : فيروس زيكا ينتشر بسرعة "، مشيرة إلى أن حالة الذعر تتواصل في الانتشار في بلدان أمريكا اللاتينية بسبب هذا الفيروس الذي يأخذ بعدا غير متوقع وخصوصا أنه يرتبط بمتلازمة غيلان- باريه، وهو مرض نادر قد يسبب شللا مؤقتا. وذكرت الصحيفة أن الفيروس ظهر في السنة الماضية في البرازيل ، وهو الآن في 20 دولة أمريكية لاتينية أخرى ، مضيفة أن الباحثين البرازيليين يعتقدون أن الفيروس هو المسؤول عن انتشار عيب خلقي في الرأس . من جهتها ذكرت صحيفة (إين سي إير ) ، أن عشرة هولنديين تأثروا بالفيروس خلال فترة إقامتهم في سورينام، مضيفة أن المواطنين الهولنديين المتواجدين في عطلة بالمنطقة سيصابون بالفيروس ولكن لن يمرضوا. وأشارت الصحيفة إلى أن الفيروس لا ينتقل من إنسان إلى آخر عن طريق البعوض الذي لا يعيش في هولندا. أما صحيفة (دي أ ) فذكرت أن 46 حالة إصابة في السلفادور حتى الآن وهو البلد الذي يسجل في المتوسط 169 حالة في السنة بينما في البرازيل ، أصبح الفيروس مستوطنا في شمال شرق البلاد ، على الخصوص . وفي بريطانيا اهتمت الصحف بالخصوص بمكافحة مرض الملاريا ، وببرنامج الدفاع النووي البريطاني. صحيفة (تايمز) سلطت الضوء على إعلان الأمريكي بيل غيتس ووزير المالية البريطاني عن تخصيص عدة مليارات أورو للقضاء على الملاريا . وأشارت الصحيفة إلى أنه سيتم دفع أربعة مليارات على مدى خمس سنوات لتمويل جهود البحث العلمي وتقديم الدعم لمكافحة هذا المرض الذي ينتقل عن طريق البعوض وفق ما أكده الرجلان. وذكرت الصحيفة أن كل سنة ولمدة خمس سنوات، ستخصص بريطانيا 660 مليون أورو من ميزانية المساعدات التنموية ، في حين أن مؤسسة غيتس ستقدم في سنة 2016 حوالي 190 مليون أورو التي سيعقبها عدة تبرعات أخرى. من جهة أخرى أبرزت صحيفة (الاندبندنت) ، أن غالبية البريطانيين يريدون الحفاظ على برنامج الردع النووي "ترايدنت" . مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تجديد هذا البرنامج النووي بتكلفته تصل إلى نحو 140 مليار أورو وهو مبلغ يفضلون بعض البريطانيين استغلاله في مجال آخر. وفي السويد، كتبت صحيفة (داغينس نيهيتر) أن تسهيل الحصول على فرص العمل في سوق العمل السويدية ينبغي أن يشكل أولوية في سياق تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين. وقالت الصحيفة إنه "ينبغي تقديم حلم سويدي جديد للقادمين الجدد الذين يصلون من مناطق تعيش عدة مشاكل. نحن في السويد بحاجة إلى ما يعادل الحلم الأمريكي". واعتبرت الصحيفة أنه بسبب الاعتماد على المساعدات الاجتماعية والعوائق التي تحول دون الولوج إلى سوق الشغل، فإن النظام السويدي يعيق بشكل خاص المبادرات الشخصية. ويرى كاتب المقال أن اليسار عارض، ولفترة طويلة، الأجور المتواضعة المقدمة للقادمين الجدد، "ولكن لا يتوفر على أي إجابة تتعلق بوسائل الاندماج في سوق العمل". ودعت الصحيفة إلى تشجيع أولئك الذين يصلون إلى هذه المملكة الاسكندنافية "لإعالة أنفسهم" ومنحهم الفرصة لتحقيق ذلك. وفي فنلندا، اعتبرت صحيفة (هلسنكي سانومات) أنه تم تحريف اتفاقية دبلن عن هدفها المتمثل في توحيد معالجة طلبات اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك عن طريق منع تقديم اللاجئين طلباتهم في العديد من البلدان. وذكرت الصحيفة، واسعة الانتشار، بأن مقتضيات اتفاقية دبلن تنص على أنه في حالة وصول مهاجر غير شرعي إلى بلدان الاتحاد الأوروبي، فإن البلد الأول الذي دخله المهاجر هو المسؤول عن معالجة طلب اللجوء، مشيرة إلى أنه يتم دفع اللاجئين إلى التوجه إلى شمال أوروبا لتقديم طلبات اللجوء. وبحسب افتتاحية الصحيفة، فإن فنلندا تشدد على ضرورة احترام اتفاقية دبلن، على أمل أن لا يصل المطالبون باللجوء إلى هذا البلد الواقع في شمال أوروبا. وفي النرويج، اهتم عدد من الصحف بفوز المرشح المحافظ مارسيلو ريبيلو دي سوزا، أمس الأحد، منذ الدورة الأولى بالانتخابات الرئاسية في البرتغال. وذكرت صحيفة (افتبوستن) أن النتائج الرسمية، التي تشمل نحو 97 في المائة من الدوائر الانتخابية، أظهرت تقدم مارسيلو ريبيلو دي سوزا على منافسيه بأكثر من 52 في المائة من الأصوات المعبر عنها. وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك يمنحه الفوز بدون الحاجة إلى جولة ثانية لكونه حصل على أصوات أكثر من 50 في المائة من الناخبين. واعتبرت الصحيفة أنه على الرغم من كون منصب الرئيس شرفي في البرتغال، فإنه يلعب دورا هاما في أوقات الأزمات السياسية، مبرزة مسار الرئيس الجديد الذي كان صحافيا وترأس الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي يمثل يمين الوسط. وأضافت أن انتخابه يأتي بعد أن فاز اليسار في الانتخابات التشريعية التي جرت في شهر أكتوبر الماضي، وكذا بعد اعتماد العديد من الإجراءات التقشفية من أجل مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تمر منها البلاد.