اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الثلاثاء، على الخصوص، بنتائج الانتخابات البرلمانية في اليونان وعودة حزب سيريزا إلى الحكم، وقضية تدفق اللاجئين إلى أوروبا، إضافة إلى مواضيع محلية ودولية أخرى. ففي بلجيكا، اهتمت الصحف بنتائج الانتخابات اليونانية وانتصار الحزب اليساري الراديكالي سيريزا بزعامة أليكسيس تسيبراس. ولاحظت صحيفة (لاليبر بيلجيك) أن لائحة الإصلاحات التي يطالب بها الدائنون طويلة وتهم جميع قطاعات الاقتصاد اليوناني، وكذا تلك الأكثر أهمية بالنسبة للمعيش اليومي لليونانيين، مشيرا إلى أن الأولوية في الوقت الراهن هي أن يتمكن تسيبراس من الإقناع بأنه قام بأشياء كثيرة. ومن جانبها، كتبت صحيفة (لوسوار) أن أليكسيس تسيبراس أمامه طريق مفتوحة للمضي قدما، ولكن في إطار خطة التقشف الجديدة الموقعة مع الدائنين في 13 يوليوز الماضي والتي صادق عليها البرلمان اليوناني في 14 غشت الماضي. وأضافت الصحيفة أن تسيبراس، الذي لم يعد اليونانيين بأشياء أكثر من محاولة لتليين وأنسنة هامش هذا التفاهم الجديد، يستعد لاستئناف المفاوضات مع أوروبا وصندوق النقد الدولي. وفي فرنسا، اهتمت الصحف أيضا بالفوز الذي حققه زعيم اليسار الجذري اليكسي تزيبراس في الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها باليونان، مشيرة إلى أن الشعب اليوناني يكون بذلك قد أعطى موافقته على سياسة الإصلاحات والتقشف التي ينهجها تحت ضغط الدائنين. وقالت صحيفة (لوموند)، في هذا الصدد، إن تزيبراس فاز مرتين في الانتخابات التشريعية وأخرى في الاستفتاء، ولم يحاسبه اليونانيون على عدم الوفاء بوعوده بإنهاء سياسة التقشف. وأضافت الصحيفة أن انتخابات 20 شتنبر تشكل منعطفا في السياسة الإغريقية، إذ لأول مرة يفوز رجل سياسي في الانتخابات دون تقديم وعود مبالغ فيها، مع الاعتراف بأخطائه. ومن جهتها، سلطت صحيفة (ليبراسيون) الضوء على الصعوبات التي يتعين على الوزير الأول اليوناني تجاوزها، وخاصة تبني إصلاح نظام التقاعد، والتسريحات الجماعي، وإلغاء الضريبة على القيمة المضافة. وتساءلت الصحيفة كيف سيكون رد فعل اليونانيين خلال شهر أو شهرين عندما يشعرون بثقل ارتفاع الضرائب التي قد تؤدي إلى تفقيرهم، مشيرة إلى أن اتفاق 13 يوليوز الماضي أصعب بكثير من ذلك الذي رفضه اليونانيون خلال استفتاء خامس يوليوز. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) أن الانتخابات التشريعية الأخيرة التي فاز فيها تسيبراس لم تغير شيئا ظاهريا، بل منحته مرة أخرى شرعية ديمقراطية كان في حاجة إليها، بعد أن طبق سياسة معارضة للتفويض الذي منحه اليونانيون. وفي سويسرا، اهتمت الصحف أيضا بإعادة انتخاب حزب سيريزا اليساري الراديكالي بعد الانتخابات التشريعية التي جرت أول أمس الأحد في اليونان. وكتبت صحيفة (لاتريبيون دي جنيف) أن "الناخبين لا يزالون يتصورون أن التصويت لتسيبراس، هو الأهون"، معتبرة أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته تمكن من استقطاب الناخبين، ورفض اليد الممدودة من أجل ديمقراطية جديدة. وأعربت افتتاحية الصحيفة عن التخوف من أن الحكومة الائتلافية بين سيريزا وشريكه لن تتمكن من الحكم لفترة طويلة نظرا للقاعدة الصغيرة التي تتوفر عليها في البرلمان. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (24 أور) أنه حتى لو كان أليكسيس تسيبراس يخفي رهاناته، فإنه ينبغي أن يتخذ المبادرات السياسية مع استمرار برامج التقشف التي فرضها الشركاء الأوروبيين وصندوق النقد الدولي. وأضافت أن هذا الحزب اليساري كان يخشى أن يلقى رفضا بعد التوقيع في يوليوز الماضي على الاتفاق الثالث للحصول على المساعدات المالية المرفوقة بتدابير التقشف الصارمة التي تتعارض مع التزاماته. ومن جانبها، تساءلت صحيفة (لوتون) حول ما إذا كان بمقدور سيريزا التغلب على الآثار السلبية للانقسام الداخلي. واعتبرت أنه، وفي كل الأحوال، فإن الرجل القوي في أثينا استفاد من حاجة اليونانيين للمقاومة وارتباطهم بالأورو، على الرغم من أنه اضطر إلى الرضوخ لبروكسل في يوليوز الماضي. وفي إسبانيا، خصصت الصحف تعاليقها لحملة الانتخابات المبكرة المقررة يوم 27 شتنبر الجاري بكاطالونيا، والتي يعتبرها رئيس حكومة هذه الجهة، أرتور ماس، خطوة نحو إعلان الاستقلال. فتحت عنوان "المخاطر الاقتصادية للانفصال قررت نهاية الحملة"، كتبت (إلباييس) أن رئيس حكومة جهة كاطالونيا هدد بعدم دفع ديون الدولة الإسبانية إذا لم تقبل هذه الأخيرة التفاوض حول استقلال الجهة. وأضافت اليومية أن الكتلة الانفصالية زادت من تطرف خطاباتها، في الآونة الأخيرة، وذلك بعد التحذيرات الأخيرة لعدد من القادة السياسيين ورجال الأعمال ضد أي انفصال لهذه الجهة. وبدورها، أوردت صحيفة (أ بي سي) أن البنك المركزي الإسباني حذر من احتمال تجميد الحسابات البنكية للزبناء الكاطالونيين في حال إذا ما تم الإعلان عن الانفصال عن بقية إسبانيا من جانب واحد. وتابعت اليومية أن الحكومة المركزية تدرس جميع السيناريوهات الممكنة دون استبعاد التدخل، بموجب المادة 155 من الدستور، لإجبار السلطات الكاطالونية على احترام القانون. أما (إلموندو) فكتبت، تحت عنوان "عواقب مدمرة"، أن مسؤولي نظام الضمان الاجتماعي أكدوا أن استقلال كاطالونيا يعني تعليق الأداءات وإعادة النظر في مجموع منظومة التغطية الصحية ومعاشات الكاطالونيين. وفي سياق متصل، قالت (لا راثون) إن زعيمي الحزبين الانفصاليين الكاطالونيين، أوريول خونكيراس(اليسار الجمهوري) وراؤول روميفا (المبادرة من أجل كاطالونيا)، من لائحة "خونتوس بيل سي" (جميعا من أجل نعم)، وافقا على إحداث رئاسة دورية مع الحزب الآخر الاتحاد الشعبي، في حال فشل التحالف في الانتخابات، دون إدماج رئيس القائمة، أرتور ماس. وفي النرويج، اهتمت الصحف بالعديد من المواضيع المحلية والدولية، ضمنها أزمة اللاجئين السوريين المتدفقين على القارة الأوروبية، إذ أشارت صحيفة (في غي) إلى أنه في الوقت الذي يصل فيه العديد من اللاجئين السوريين إلى أوروبا فإن هناك من يقوم بترحيل عدد منهم إلى بلدان أخرى. وأبرزت أن هناك من تم ترحيلهم خلال شهر غشت الماضي من النرويج إلى البلدان التي حلوا منها باعتبار أن اتفاقية دبلن تنص على أنه يجب أن تتم معالجة طلب اللجوء في البلد الذي وصلوا إليه أولا. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (داغبلاديت) إلى الحملة الانتخابية الأمريكية، خاصة تلك التي يقوم بها المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، على مستوى شبكات التواصل الاجتماعية، موضحة أنه استغل هذه الوسيلة بشكل كبير. وأشارت إلى أنه يتلقى الآلاف من الأسئلة ويجيب على عدد كبير منها حيث يتابعه ملايين الأشخاص، مبرزة أن القضايا التي تطرح عليه متعددة ومتنوعة من ضمنها تلك المتعلقة بالعنصرية. وفي البرتغال، تركز اهتمام الصحف بآخر تطورات أزمة تدفق اللاجئين، وعلى الخصوص اجتماع وزراء الداخلية بالاتحاد الأوروبي الذي يعقد اليوم في بروكسل بهدف التوصل إلى اتفاق على توزيع اللاجئين. وكتبت صحيفة (بوبليكو) أن هناك ضغطا كبيرا حاليا على الاتحاد الأوروبي من أجل التوصل إلى اتفاق لتوزيع 120 ألف لاجئ، وهو الرقم الذي، في كل مرة يبدو أصغر بالمقارنة مع مئات الآلاف من الأشخاص الذين وصلوا في أوروبا. وترى الصحيفة أن غياب سياسة مشتركة يرفع الضغط يوميا على البلدان التي في الخط الأمامي لهذه الأزمة الإنسانية، مع حدود مفتوحة في بعض الأحيان، وأحيانا مغلقة، وحشود اللاجئين في محطات القطار والذين ينتظرون دورهم في مراكز الاستقبال. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (دياريو دي نوتيسياس) إلى مصادقة البرلمان الهنغاري، أمس الاثنين، على مشروع قانون يعزز من صلاحيات قوات الأمن في ظل الوضع الراهن، ويسمح للجيش بإطلاق النار في حالات معينة. واعتبرت أن هذا التشريع الجديد يؤكد أيضا على إمكانية نشر، وعلى نطاق واسع، للجيش على الحدود. وفي بريطانيا، تطرقت الصحف إلى عدة مواضيع من بينها قضية التلوث من مجموعة فولكسفاغن، وإطلاق المتمردين اليمنيين سراح ستة رهائن أجانب. وتطرقت صحيفة (الغارديان) إلى الفضيحة التي هزت شركة صناعة السيارات "فولكسفاغن" الألمانية، المتهمة بتثبيت آلية إخفاء المستوى الحقيقي لانبعاثات الغازات الملوثة على بعض نماذجها. وقالت الصحيفة إن الكشف عن هذه القضية أدى إلى انخفاض حاد في أسهم هذه الشركة الرائدة في صناعة السيارات العالمية بسبب مخاوف المستثمرين. ومن جهتها، أشارت صحيفة (الديلي تلغراف) إلى أصداء إطلاق المتمردين اليمنيين لسراح ستة أجانب (ثلاثة أمريكيين، وسعوديان وبريطاني) والذين اعتقلوا لمدة ستة أشهر من قبل المتمردين الحوثيين. وأضافت أنه لم يتم الكشف عن أي معلومات أو عن هوية هؤلاء الأشخاص، أو الأسباب التي من أجلها تم احتجازهم في اليمن، مؤكدة على أهمية الدور الذي قامت به عمان في هذه القضية. وفي ألمانيا، توقفت الصحف عند الانتخابات اليونانية وكذا عند الفضيحة التي تفجرت إثر اعتراف شركة (فولكس فاغن) الألمانية للسيارات بأن نتائج اختبارات الانبعاثات السامة على عدد كبير من سياراتها في الولاياتالمتحدة غير دقيقة وتم التقصير فيها. وكتبت صحيفة (هيلبونر شتيمة) أن فضيحة شركة (فولكس فاغن) في الولاياتالمتحدة هي "أكثر من مجرد تقصير في اختبار تقني، بل هو خسارة كبيرة"، مشيرة إلى أن الشركة التي تعتبر ثاني أكبر شركة سيارات في العالم، تضررت علامتها التجارية وقد تستغرق سنوات لاسترداد مكانتها مرة أخرى. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (زاخسيشة تسايتونغ) أن "المدراء والمهندسين بالمجموعة وقعوا في الفخ" بعد أن كانت رغبتهم في إنتاج سيارات قوية بشروط عالية، مشيرة إلى أن الفريق يحتاج إلى التركيز على سيارات صديقة للبيئة وآمنة. أما صحيفة (نورنبيرغر ناخغيشتن) فتساءلت عن مصير صناعة السيارات في ألمانيا بعد هذا الحادث بالنظر لما يحظى به القطاع من أهمية بارزة في الاقتصاد المحلي. وأجمعت أغلبية الصحف على وجود مخاوف حقيقية من أن تتعرض سمعة صناعة السيارات الألمانية، ولاسيما شركة (فولكس فاغن) للضرر، مبرزة أن أسهم الشركة تراجعت خلال تعاملات أمس بعد تهديد سلطات حماية البيئة بالولاياتالمتحدة بفرض غرامات تصل إلى 18 مليار دولار على الشركة. ومن جانب، آخر تناولت الصحف نتائج الانتخابات اليونانية التي فاز فيها حزب سيريزا الذي يرغب في الاستمرار في تحالفه مع حزب "اليونانيون المستقلون" الذي يتزعمه بانوس كامينوس. وفي هذا الصدد، اعتبرت صحيفة (ميتلدويتشه تسايتونغ) أن اليونانيين، ببساطة، لم يجدوا بديلا يتمتع بمصداقية، خاصة وأن الأحزاب التقليدية، التي حكمت منذ 40 سنة، تركت البلاد في أزمة اقتصادية خانقة واستدانة مفرطة. ومن جهتها، اعتبرت (راين تسايتونغ) أن هذه المحطة الانتخابية تعتبر الفرصة الثانية التي راهن عليها تسيبراس، وأنه "عوض تشكيل ائتلاف مستقر واسع توجه لليمينيين الشعبويين وهو ما قد يوقظ الخلافات حتى من داخل الحزب".