أفضى تدخل القوى العمومية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء لتفريق معتصم احتجاجي مقام منذ ال21 من فبراير قبالة مقر المكتب الشريف للفوسفاط، وبعنف شديد، إلى سقوط عدد من المصابين عُمد إلى نقلهم لتلقي العلاجات التي تقتضيها حالاتهم المتفاوتة الخطورة.. هذا قبل أن تنطلق موجة من الاشتباكات أطالت لائحة الضحايا ووسعت قائمة الخسائر المادية بالمدينة.
وحسب المعطيات المتوصل بها من خريبكة فإن المواجهات لا زالت مستمرة لحد كتابة هذه السطور بعدد من الأحياء.. كما أن ألسنة اللهب الناجمة عن عمليات لإضرام النيران تلوح من على بعد كيلومترات، فيما يستمر العنف والعنف المضاد بين القوى العمومية المختلطة والغاضبين من تدخلها الصباحي المعنف لمعتصمين مطالبين بالتشغيل.
أضرار العنف والعنف المضاد طالت أيضا مجمع الفوسفاط بخريبكة، إذ تشير المعطيات الأولية إلى وقوع حرائق داخل هذا المرفق زيادة على الإضرار ب 13 سيارة جراء إيقاد النيران بها، وكذا عمليات تكسير وإتلاف للوثائق والمستندات.. وهي الأعمال التخريبية التي تتضارب الأنباء بشأن حقيقة الواقفين ورائها، إذ يتناقل البعض بأن المحتجين هم من اقتحم المؤسسة في حين يرى آخرون بأن البناية كانت محمية من قبل القوى العمومية قبل أن "تتغاضى" عن دخول "بلطجية" عمدوا إلى الإضرار بجنباتها.
مصادر خاصة بهسبريس أفادت بأن فعاليات جمعوية وحقوقية بخريبكة قد شرعت في التحرك للإحاطة بتطورات الأمور بالمدينة، ولم تستبعد هذه المصادر المتطابقة أن يعمد إلى خيارات نضالية تصعيدية للمطالبة بتحقيق ممكن من الكشف عن أسماء الأمنيين المتورطين ضمن التدخل العنيف الذي طال المعتصمين منذ 23 يوما بعنف مفرط أفضى لإعطابهم وهم نيام.. زيادة على الكشف عن حقيقة العنف الكبير الذي أعقب هذه الواقعة.